اليوم: 18 يونيو، 2005

اللجنة التجارية غير الوطنية

إذا كانت النظرة المادية البحتة الأنانية المجردة من كل ضوابط أخلاقية تؤدي بصاحبها إلى التمرد على انتمائه الخلقي كإنسان وتجعله يتعامل بطبيعة غير إنسانية فليس من المستغرب أن تؤدي نفس النظرة إلى تنكر ذلك المخلوق لوطنه وتجرده من الانتماء الوطني.
تصنيف البشر بناءً على الموطن أو ما يسمى بالجنسية وتعميم صفات لكل جنسية في حد ذاته أمرٌ يدل على السطحية والسذاجة لأنه تصنيف لا ينطبق على الإنسان وإن انطبق على الحيوان المجرد من الفكر والعقل والإبداع فيحدث أن يتميز مواطن بقعة متخلفة على كافة بني جنسه ويقود العالم أجمع إلى إنجاز بينما يرسم مواطن بلد متقدم أُنموذجاً للغباء والتخلف الذهني فالإنسان لا يخضع لذلك التقسيم المناطقي الذي أقل ما يُقال عنه أنه آية في الغباء والسذاجة.

وعندما يتهم مسؤول في اللجنة التجارية بمجلس الغرف الصناعية المواطن السعودي بضعف الاستعداد على التعلم وعدم الالتزام بأوقات العمل وكثرة الغياب والكسل ورغبته في أن يكون قيادياً فقط واعتقاده أن التطوير يكمن في البحث عن فرص وظيفية أخرى لا بالاستقرار وإثبات الذات والإبداع في عمله فإن هذا المسؤول الذي كتب تلك النعوت خطياً في خطاب نشرت جريدة «الرياض» نصه ليعارض سياسة وزارة العمل نحو السعودة إنما يضرب مثلاً من أمثلة الغشاوة التي تفرضها النظرة المادية على التفكير السليم.

أخونا نسي أنه هو وصل إلى ما وصل إليه وهو مواطن سعودي ينتمي لنفس الفصيلة والجنس الذي ينتمي إليه كل مواطن طالب وزير العمل بمنحه فرصة إثبات وجوده في وطنه.

وتناسى أن تجربة شركة الرقائق الإلكترونية المتقدمة وشركة أرامكو السعودية وشركة سابك ومئات المصانع المحترمة الوطنية عملاً وقولاً والمجالات الطبية والأكاديمية ومراكز الأبحاث أثبتت زيف ادعائه عن المواطن السعودي كبشر له فرصة أي إنسان آخر في الإبداع والنجاح والقدرات التي يعتمد عليها إذا مُنحت الفرصة من مخلص غير متنكر لوطنه.