اليوم: أوت 30, 2006

الخلل في التعصب ولن ينزح الأطباء

نحن كمسلمين نتميز عن غيرنا بنعمة الإسلام وقيمه التي تحثنا على قول الحق ولو كان على أنفسنا وتنهانا عن كتم الشهادة والتدليس إلا أن البعض وبحكم تعصب مهني يتغاضى عن الحق ويغالط الحقائق إلى درجة الاستغفال.

من يغالط مدعيا أن الأطباء الحكوميين إذا لم يترك لهم الحبل على الغارب يعملون هنا وهناك مخالفين أنظمة البلاد، ومهملين للفقراء من مرضى المستشفى الحكومي فإنهم قد ينزحون للقطاع الخاص فإنه إنما يغالط ويستغفل لأن الطبيب الحكومي لايمكن أن ينتقل لقطاع خاص فهو لايثق بالقطاع الخاص من حيث الاستقرار الوظيفي والطبيب شأنه شأن أي مهني آخر لايمكن أن يجعل مصيره في يد مستشفى أهلي أو مركز طبي عائلي خاص!!.

الطبيب المخالف، وهم كثر للأسف، يريد أن ينعم بالأمن الوظيفي كموظف حكومي ويعمل في القطاع الخاص أثناء دوامه الرسمي ويضيف دخلا غير مشروع في ظل ضعف إداري وتعصب مهني. ولو دفع القطاع الخاص لهذا الطبيب ثلاثة أضعاف ما تدفعه له الحكومة فلن يسلم نفسه إلا بالإعارة فإذا أوقفت الإعارة وفرضت الرقابة فكل خوف من (لوبي الأطباء) مجرد وهم.

من وجد استثماراً في المجال الطبي من الأطباء الحكوميين لنفسه وبنفسه خرج بكرامته ودون أن يستأذن أحداً أو يهدد أحداً لكن بعضهم للأسف أراد أن يحرف أخلاقيات غيره من أطباء الحكومة فأغراهم ليستفيد من أسمائهم ومن وقت المستشفى الحكومي في خطوة لا أخلاقية وبدأ يعلمهم تهديد الجهة الحكومية بالنزوح مع أنه غير جاد في استقطابه والآخر لايثق فيه فلا تخشوا نزوح الأطباء الحكوميين للقطاع الخاص واخشوا نزوح أخلاقهم وقوموا بردعهم مثل أي موظف يمارس فسادا وإهمالا.

من يقول إن الطبيب انشغل سنوات طويلة في التحصيل العلمي وفي حاجة إلى تعويض ما فاته بالعمل في القطاع الخاص إلى جانب عمله الحكومي، لايحترم عقول الآخرين ويتجاهل أن كلا من المهندس والمحاسب وضابط الأمن وعالم الفيزياء والكيمياء والمحامي والصيدلي انشغلوا في دراستهم وتخصصاتهم لاتقل أهمية عن الطب وبعضها أكثر حساسية وأهمية.

ومن يدعي بأن الأطباء الحكوميين يعملون في القطاع الخاص لزيادة شريحة مرضاهم وخدمة من لايستطيع الوصول لهم من المرضى فإنما يروي (نكتة) الموسم لأن الواقع أن الأطباء الحكوميين يطالبون مرضى المستشفيات الحكومية بمراجعتهم في عياداتهم في القطاع الخاص!!، وهذا شائع وغير فردي والشكوى منه عامة وممارسته مفضوحة بتوزيع كروت التعريف دون خجل ولاخوف إما لغياب الرقيب أو لأن الرقيب ضعيف مكسور العين كونه شريكاً في المستشفى الخاص!!.

وأخيرا ما عسى من تعصب أن يسمي قتل رزان؟! هل نسيان الفوطة في جوفها (مضاعفة) أم إهمال وهل متابعة الاستشاري السعودي لها بالجوال من أخلاقيات المهنة (علاقة طبيب بمريض)؟! وما سبب شلل الطفل حاتم راضي؟! هل هو مضاعفة ولادة أم إهمال وسوء إدارة أطباء؟!.

إن وصول طبيب كعضو كونجرس (جمهوري) لايمنح شهادة الإدارة للأطباء وليت صاحبنا استشهد بغير الأمريكي (الجمهوري) لكان ذلك أهون على قلوب إخواننا في لبنان والعراق وأفغانستان وعلى شقيقنا حميدان التركي فك الله أسره.