اليوم: 3 سبتمبر، 2008

الفتاة العربية أسهل

في غضون أقل من ستة أشهر استنزفت الجهات الرسمية ممثلة في الشرطة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قدرا كبيرا من جهودها وطاقاتها ووقتها لتعقب أشخاص تعرفوا على نساء وفتيات عن طريق الانترنت أو الجوال وحصلوا منهن (طواعية) على صور فاضحة أو مقاطع بلوتوث (غير مشرفة)، ثم بدأوا في استغلال هذه المواد في تهديد الفتيات والنساء ومساومتهن بين الحصول على ما هو أكثر من مجرد الصور والمقاطع أو نشر فضائحهن في الانترنت وعن طريق تقنية البلوتوث.
يحق لنا أن نفخر برجال الأمن البواسل، ورجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المخلصين، التقاة، الغيورين ونشعر بالفخر برجال هذين الجهازين كونهم استطاعوا ،وفي زمن قياسي، القبض على هؤلاء المجرمين وإنهاء معاناة النساء والفتيات بمنتهى الستر والحكمة، وعن طريق بذل جهود جبارة تسعى لتحقيق الجمع بين عدة متطلبات كل منها يجعل الآخر أكثر صعوبة وهي الستر والتيقن والقبض على المجرم متلبسا !!.

ويحق لنا أيضا أن نتساءل بحسرة، لماذا تضع نساء وفتيات مجتمعنا أنفسهن في هذه المواقف التي تنم عن سهولة اصطياد، وإفراط في الثقة في الغرباء، وقبل هذا وذاك سهولة في منح الصور غير المحتشمة والمقاطع الخادشة للحياء مع أنها أشياء يفترض أن لا تبدو أبدا لأحد بل لا تصور أصلا ولا يصح التفكير في تصويرها لو توفر قدر من العقلانية والذكاء والتربية الحسنة في المنزل والمدرسة والمجتمع أجمع؟!!.

أستغرب كثيرا لماذا ترفض الفتاة الغربية مهما بلغ انحلالها، بل وحتى لو كانت مومسا، ترفض التصوير أو نشر صورها بينما يسهل استسلام الفتاة في مجتمعات محافظة لمثل هذه الطلبات أو الإغراءات، سواء بحجة الزواج او غيرها.

لقد شاهدنا في الأخبار كيف أن مجموعة من المومسات في تايلند دخلن في عراك مع المصورين لمنع أخذ صور لهن أثناء مداهمة الشرطة لأحد أوكارهن وبذلن لمنع ذلك دماءهن، وهو ما لم يبذلنه لمنع استغلال أجسادهن للمتعة، بينما لا تبالي الفتاة العربية بصفة عامة في أمر التصوير ومنح الصور للآخر.

إذاً هناك خلل ما يجب أن نبحث عنه ونعالجه، خلل يجعل الفتاة العربية فريسة سهلة وقد سبق أن كتبت تحت عنوان (عورات فتياتنا والبلوتوث) منذ حوالي سنتين مؤكدا أن الموضوع كله خطير ولكنني لا أريد أن أشتته بالتساؤل عن أصل الذنب أو الجرم فمسبباته وأحكامه واضحة ودعوني اقتصر على جزئية سهولة تسليم المراهقة السعودية خصوصياتها لكل من يتمكن من إقناعها والتربص بها.

أعتقد جازما أن السبب يعود إلى خلل في التربية والتعليم معا وكذلك التوعية الاجتماعية المعدومة أصلا فيما يخص تقوية الشخصية والحذر.

لدينا قصور كبير في أمر التحذير من الغرباء وتوعية الفتاة بالطرق التي يمكن أن يسلكها شاب أو حتى فتاة أخرى لمساومتها أو الضحك عليها والنيل منها.

في المنزل يستبعد الأهل حدوث التحرش بل ويعتبرون مجرد التحدث عنه أو التحذير منه من المحظورات أو الحديث المخجل.

وفي المدرسة فإن المعلمة إن كان لديها من الوعي والذكاء ما يميزها عن الأم فإنها بالكاد مثقلة بهمومها هي، وهموم دفتر التحضير، وهموم النصاب العالي من الحصص والعدد الكبير من الطالبات ومطالبتها بالتقيد بما يرد في تعاميم تعليم البنات (وما أكثرها) وبأنظمة سطحية قاصرة أعدها من لا يعيش الواقع من الذكور!!.