متعة كفرسون

دعونا نتسل قليلا ونتناول بهدوء موضوع اتخاذ المواقف بناء على (معاندة) الآخر والتحدي معه إلى درجة الشجار الأعمى الذي لا يبصر الحقيقة رغم وضوحها.
الحقيقة تقول إن التحرش الجنسي عند العرب شأن كبير وخطير قبل الإسلام، قد يؤدي إلى القتل وحدوث المعارك وإزهاق الأنفس بسبب شدة الغيرة والحرص على الشرف إلى درجة أن الرجل في العصر الجاهلي كان يئد ابنته ويدسها في التراب خوفا عليها من الاعتداء الجنسي، وجاء الإسلام ولم يقلل من شأن التحرش الجنسي بل غلظ العقوبة وعظم من أمر الخطورة وأوجد الحلول التي تحمي البنات من جهل الوأد وتحمي المجتمع من خطر التحرش، ولا تزال المجتمعات العربية تعتبر الاعتداء على الشرف وهتك العرض من أبشع الجرائم سوءا من منطق ديني أو حس اجتماعي ومن منظور شرعي أو نص قانوني، ولا يزال أمر تدنيس العرض من أخطر الأمور ومدعاة لأسوأ وأبشع النتائج إلى درجة أن أهم أسباب القتل في الأردن مثلا هو القتل حماية للشرف.
واضح أن شأن الأعراض عند العرب والمسلمين شأن كبير وخطير بينما هو في أمريكا وأوروبا بغربها وشرقها أمر سهل ويسير طالما وجدت الرغبة والموافقة، أي أنك لا يمكن أن تسمع أن أبا قتل ابنته لأنها مارست الجنس دون زواج، بل على العكس فإن تخطي الفتاة سن العشرين وهي لم تقم علاقة أمر يدعو للتساؤل حول حالتها النفسية، وإن كل الطقوس والممارسات الاجتماعية تحفز على حدوث مقدمات علاقة جنسية كطريقة رقص الجنسين والتقبيل في الشارع وخلافه.
حسنا، وصلنا الآن إلى السؤال العريض، السؤال الأهم وهو ما هي ردة الفعل لحدوث تحرش جنسي (اعتداء ولو بالقول أو التلميح أو اللمس) في المجتمعين العربي المتشدد أو الغربي المنحل؟!.
ردة الفعل معاكسة تماما، فلدينا مثلا حماية قوية للرجل المتحرش بزميلته تجبرها على الصمت والانهزام وعدم المطالبة، بل إن من طالبن بحماية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الابتزاز تعرضن لحملة إعلامية مضادة ليس حبا في المتحرش ولكن عناد، ليس هذا فحسب بل إننا لم نسمع قط عن موظف فصل لأنه تحرش بزميلاته مع أنه من المستحيل أن لا تسجل حالة تحرش واحدة.
وفي المقابل لا يمضي أسبوع إلا وقد أعلن في أمريكا أو إحدى دول أوروبا عن مسؤول كبير أقيل أو استقال بسبب شكوى امرأة من التحرش الجنسي وكان آخرهم ولن يكون الأخير السيد ستيفن كفرسون رئيس قناة (أي بي سي للمتعة)، الذي قدم استقالته هذا الأسبوع بسبب شكوى زميلاته من التحرش.
كفرسون هذا لو قبضت عليه الهيئة لخرج أكثر من قلم يهاجم الاعتداء على خصوصيته وحريته، ويحتج بأنه مدير قناة المتعة ومن حقه أن يستمتع.

3 آراء على “متعة كفرسون

  1. جميل يابو سليمان هذا المقال وجميل انت ليس لانك تكلمت عن الهيئه او لانك ضد احد معين , ولكن لانك تتكلم عن المنطق وتحترم القارئ وتعلم ان للكلمه ثمنها
    وللقلم امانه . نعم جميل انت وقلمك نير يعبر عن قوة شخصيك ولا تخاف لومة لائم

    بكل مافيك جميل بقلمك بشخصك , ربي يوفقك ويسهل دربك ويخليك لعين ترجيك

    ويعلم الله اني احبك , وقريبا انشاء الله اشوفك

  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ما ذا عساي أن اقول ؟
    لا شلت يمينك
    غواص اتى بالدر من قاع البحار !
    امور تغفل عنها بلاهتنا في تتبع ما يطفوا على سطح بحر الحياة !
    ننسى ان البحر لا يقذف على الشط الا المخلفات النافقة !
    اما الدر الحي الثمين
    فلا يختص به الا من تدرب على الغوص … والملاحظة

    اعرف ان المدخ في الوجه ( بالموقع الخاص ) لايليق او ليس بمستحسن !
    ولكن من العدل أن نوفي الرجال حقها
    ولو وجدنا ما يستدعي النقد لما تأخرنا

    بارك الله فيك و وفقك ورحم والدينا ووالديك

اترك رداً على سليمان الذويخإلغاء الرد