الفساد الخيري

أينما وجد الفاسد حدث الفساد، فلا غرابة أن تجد الفساد حتى في الأعمال الخيرية، فالعمل الخيري يؤسس على التقوى، لأن من أسسه قصد به عملا خيريا لوجه الله، لكن توسع هذا العمل وزيادة أعداد من يستفيدون منه تستوجب الاستعانة بالمزيد من العاملين والمشرفين والمتعاملين وضخ مزيد من الأموال والتبرعات، فإذا حدث هذا دون فرض رقابة ومراجعة دقيقة بدأت الأنوف الفاسدة شم رائحة المال السائب، ورائحة الفساد بالنسبة لهذه الأنوف رائحة زكية جذابة.
المؤسف أن الجهات المعنية بالجمعيات الخيرية تتسابق للتصريح بعدم مسؤوليتها عن الرقابة على هذه الجمعيات أو عن عجز أجهزتها على القيام بأعباء هذه الرقابة، وهذه التصريحات أو العجز نفسه شجع بعض هذه الجمعيات على التمادي في أشكال الفساد.
بدأ في شكل تنفيع أسر على حساب أخرى ثم مع استشعار أن لا أحد يسأل أو يهتم تطور إلى تحويل أموال الجمعيات الخيرية إلى نشاطات نسائية وحفلات وبذخ وإسراف وولائم استنزفت دخل الجمعيات وحرمت المستحقين من تبرعات الموسرين، ثم ومع مزيد من الشعور بأن هذا المال مال سائب أصبح عرضة للسرقة، بل أصبح يعلم على السرقة وهذا أخطر، فحتى الموسر الذي تكفل برعاية أسرة أو دفع إيجار منزلها سنويا وحدد الأسرة وتعهد لها أصبحت شيكاته تتم (جمركتها) بنسبة تصل إلى النصف، فلا تمنح الأسرة المحتاجة إلا نصف مبلغ الشيك ويطلب منها تأمين النصف الآخر!.
الشكل الجديد من أشكال الفساد دخل فيه التجار وبعض التجار إذا دخلوا جمعية أفسدوها فحسب شكوى عدد من الأسر الفقيرة فإن المواد الغذائية التي تصلهم تصل فاسدة ومنتهية الصلاحية، وهذا ليس لأنها مكثت في مستودعات الجمعيات عدة شهور لقلة الفقراء والمحتاجين، بل لأن بعض تجار المواد الغذائية أصبح يتفق مع ضعاف النفوس في الجمعيات الخيرية لشراء ما تلف أو أشرف تاريخه على الانتهاء وتوزيعه على الأسر المحتاجة فيحقق هو تصريف بضاعته ويحققون هم كسبا حراما مضاعفا لأنه يجمع بين الرشوة والإضرار بالفقراء، قتل الإنسان ما أظلمه.

رأيان على “الفساد الخيري

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اخي الفاضل
    لقد نكأت جرحا بليغا مع قدوم شهر الخير !
    الخير و الفساد نقيضان لا يجتمعان ابدا !
    فلا الفساد ينتسب للخير و لا الخير يوما تبنى الفساد

    ولكن المرض ( كما تفضلت ) تسلل الى مشاريع الخير بطرق كثيرة !
    بعضهم دخل من باب التفيقه ( ادعاء العلم الشرعي ) وهذا مؤلم جدا
    الشيطان حريص ، واسهل باب دخل الشيطان منه هو تلبيس الدين على الناس !
    ولا يحتاج ان اذكر بغوايته لأبينا آدم ..
    اين كانت ؟ انها في الجنة !
    وكيف كانت ؟ بالتلبيس !

    في الجمعيات الخيرية استغلوا آية الصدقات :
    ( انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها ..) الآية !
    وقفوا عند العاملين عليها وقفات ، وترددوا على الايرادات !
    ثم خرجوا منها بما يملأ الجيوب !
    وعرجوا على الفقراء فدخلت فيها محسوبية !
    حتى عمل الخير فيه محسوبية وتشخيصة و ترزز واعطاء هذا وحرمان ذاك !
    وقد انتشرت صورة لشخص احدى الجمعيات وهو يصور مع احد الفقراء بشكل مزري !
    ( يمكن ان تجدها على الشبكة )
    احدهم يقول ان فلانا مدخن ويشرب فلا يجوز ان يعطى!
    عجبا !
    وما ذنب اسرته التي ابتليت به ؟!
    المعذرة اخي واعتذر ممن سيقرأ هذا التعليق ، فالحديث ذو شجون وانا لا احسن الإختصار
    ولكن الفساد تشعب
    احد رؤساء الغرف التجارية اساء يوما للعمل الخيري
    بتوريطه احدى الجمعيات بإستثمار 8 مليون في اسهم شركة كان يشرف عليها !!!
    وخسرت الشركة !
    ولا نعلم مالذي حصل للأموال التي قيل عنها انها قرض حسن !!!
    اي قرض ؟ واي حسن لا احسن الله الى من خان الأمانة !
    والحديث عن الرقابة المالية والفساد وادعاء بعض الجهات انها عجزت عن الرقابة
    كل هذا ليس ببعيد عن الغرف التجارية التي اصبح الفساد فيها مقننا
    ولا حسيب ولا رقيب
    بل لا تستغرب ، ودونك صحيفة عكاظ واقرأ عن امين غرفة ( لا كانت من امانة )
    حيث لهف مليون ريال ونصف المليون بدعوى ( مكافأة تميز )!!!
    أ و بعد هذا من فساد ؟!!
    ولدي الكثير ولكن
    لكل مقام مقال
    وما كل ما يعلم يقال !

    دمت بصحة وعافية
    والشهر مبارك بلغنا الله شهرنا ورزقنا صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه عنا

اترك رد