مؤتمر صحفي راق ومراسل أقل

مشكلة بعض الصحف والقنوات الفضائية أنهم يعتمدون في تمثيلهم في المؤتمرات الصحفية على نهج قديم ممعن في السلبية؛ وهو إرسال مراسل هو أقرب للمعقب منه للمراسل وكان دوره في ذلك الزمن هو إحضار صور الكلمات الخطابية التي تلقى في مناسبة افتتاح أو وضع حجر أساس، وكان قمة الإنجاز الصحفي الذي يحققه المراسل هو خطف الكلمة من على المنصة أو من يد المتحدث بعد انتهائه دون أن يحصل عليها غيره ليحقق بذلك سبقا صحفيا، ومثل هذا المراسل أو المرسول لا يحتاج إلى مواصفات صحفية أو تأهيل صحفي عال.
يبدو أن بعض الصحف لا زالت تعتمد على هذه النوعية من المراسلين في تمثيلها في مؤتمرات صحفية مهمة وحساسة، وهذه إساءة للصحافة والمجتمع ولأهمية الحدث والمتحدث، وهذا يحدث كثيرا وتنجم عنه أسئلة سطحية ضحلة لا تتناسب وأهمية المناسبة.
المؤتمر الصحفي المهم جدا الذي تحدث من خلاله المتحدث الرسمي في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي يوم الجمعة الماضي عن انتصار وطني جديد على قوى الغدر والظلام وإنجاز أمني متميز أحبط مخططات لاغتيال رجال أمن ومسؤولين وإعلاميين وأسقط 19 خلية إرهابية تضم 149 ضالا كانوا يخططون لزعزعة أمن هذا الوطن الغالي وسفك دماء الأبرياء. هذا المؤتمر الشفاف كعادة وزارة الداخلية كان راقيا في كل شيء، في لغته وفي صراحته وشفافيته وفي شموله وعمق أهدافه التي توضح للجميع حجم الخطر ودرجة اليقظة له وعظم الإنجاز وتفاصيله المسموحة أمنيا.
في المقابل، فإن بعض الصحف والفضائيات كانت ممثلة بمراسلين من النوع الذي ذكرت آنفا والذي لا يرقى في مهنيته وربما درجة تعليمه إلى مستوى الحدث والمتحدث، فجاءت الأسئلة سطحية وضحلة وبعضها غير لائق أمنيا مثل كيف اكتشفتموهم؟! وكيف قبضتم عليهم؟! ومتى قبضتم عليهم؟
أنا لا ألوم المراسل ولكن ألوم من أرسله ومن رشحه وكلفه بالحضور، فمثل هذا المؤتمر الصحفي الوطني المهم يجب أن يكون المرشح له على درجة عالية من الاطلاع والتخصص والحكمة، بحيث يسأل السؤال الذي من خلال إجابته تتحقق التوعية والتنبيه للعامة من مستمعي الإجابة أو التحذير لمن تسول له نفسه عملا مشابها أو الخروج بإجابة تفتح آفاقا جديدة لترسيخ جعل المواطن (أبا أو أما أو أخا أو أختا أو جارا) جزءا من المكافحة أو على الأقل تذكير المتحدث بجانب ربما فات عليه ذكره وهو مهم.
على كل حال، فإن الشكوى من ضحالة وبساطة أسئلة بعض المراسلين أو بشكل أعم وأهم تدني التمثيل الصحفي لكثير من الصحف في المؤتمرات الصحفية المهمة، هي شكوى تكررت وأصبحت شكوى عامة.
أتمنى أن تفرق الصحف بين مؤتمر صحفي مهم وحساس ومفصلي، ومؤتمر صحفي للتلميع وادعاء الإنجازات فهذا الأخير رشحوا له سائق الصحيفة فهو أرقى من المؤتمر التلميعي، أما الأول فرشحوا له خير من يمثل الوطن ويمثلكم.

رأيان على “مؤتمر صحفي راق ومراسل أقل

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    دعني اقتبس فضلا :

    ((أتمنى أن تفرق الصحف بين مؤتمر صحفي مهم وحساس ومفصلي، ومؤتمر صحفي للتلميع وادعاء الإنجازات فهذا الأخير رشحوا له سائق الصحيفة فهو أرقى من المؤتمر التلميعي، أما الأول فرشحوا له خير من يمثل الوطن ويمثلكم.))

    .
    صراحة اني اخجل ان اعلق بعد هذه التوصية الذهبية ..
    (ومؤتمر صحفي للتلميع وادعاء الإنجازات فهذا الأخير رشحوا له سائق الصحيفة فهو أرقى من المؤتمر التلميعي)
    نعم ، وهنا تقال صح لسانك و سلم بنانك و علا شأنك ( رفع الله قدرك )
    المشكلة تكمن عندما يرى من ارسل الصحفي انه :
    – كله عند العرب صابون
    فكلها مضان لتلميع صورة الصحيفة من باب ( ها أنذا )
    وبكل أسف ، هذا هو الحال
    فهل استفاد أو افاد .. من قصر مهنة الصحفي على ( المتفرغ ) ؟!!

    بارك الله فيك و وفقك وأسعدك

اترك رد