اليوم: 1 ديسمبر، 2010

ما لكم وبقايا غلام أحدث

لا أدري لماذا يصر بعضنا على الاستجابة لاستفزاز الصغار، مع أننا كبار وقدر الكبير أن يدوم كبيرا، والأصل أن يحتوي الكبار الصغار ويتحملون أذاهم بتجاهلهم.
الكتاب الصحافيون أكثر من يدرك أن الإعلامي المغمور إذا كان مريضا مستعجلا للشهرة يريد أن يشتهر حتى لو لبس رأس بغل أو ذكر اسمه ضمن قائمة شاذة، المهم أن يردد اسمه ولو مشتوما مهانا، وما دمنا ندرك ذلك فما بالنا نردد اسما مغمورا لا يمثل الكويت لمجرد أنه أخرج من فمه كلمة عفنة.
كان يفترض بنا أن نكتفي بشتم العقلاء من جماعته له واستنقاصهم لقدره ووضعه في المكان الذي يعرفونه له ولأمثاله وأن لا نعطي ما قاله أدنى اهتمام أو ذكر يحقق له ما يريد خصوصا أننا وأشقاءنا في الكويت نشترك في ترديد المثل الشعبي (اضحك للصبي) ونشترك أيضا في كوننا لا نريد رؤية أي لون أحمر في دورة الخليج غير الكرت الأحمر لإخراج كل من يريد أن يثير الخلاف بين أبناء منطقة الخليج لخدمة من لا يسعدهم الوفاق الذي يجمع أبناءها .
كم كنت أتمنى لو أن مواقع الإنترنت لم تستجب لرغبة هذا المريض بتكرار اسمه لأنها مدعاة لاستمراء هذا السلوك الصبياني الاستفزازي ومدعاة لأن يقلده غيره من المرضى النفسيين الذين يتلذذون بمحاولة استفزاز الكبار ولفت انتباههم إلى درجة أن بعضهم تصفعه ويضحك، وتدفعه ويعود حتى يأتي أهله ويسحبونه معتذرين وهذا ما حدث فكان يفترض بمواقع الإنترنت والكتاب الأفاضل الاكتفاء باعتذار الشيخ أحمد الفهد نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الذي قدم اعتذاره للسعوديين خلال مؤتمر صحافي يوم الأحد الماضي قائلا (امسحوها بوجهي) وهي كلمة يدرك معناها الرجال في دول الخليج ممن يدركون أبعاد الكلمة ومعانيها ووزنها وهؤلاء بالمناسبة هم أكثر من يعاني من سقطات الصبية وزلات ألسن من ابتلوا بانتمائهم لهم قديما أو حديثا.
كنت أتمنى لو أن بعض الزملاء الكتاب لم يستعجلوا تناول بعض السلوكيات الاجتماعية الشاذة بمناسبة ما ذكره ذلك الأحمق لأنه لم يثر الموضوع ناصحا أو حتى ناقدا إنما أثاره حاقدا وراغبا في الشهرة والاستفزاز ومثل هذا الصبي المجهول النكرة إذا نطق فكأنما أحدث، وفعله هذا لا يليق أن يبنى عليه رأي ولا مقال لكاتب عملاق، وكان الأولى تأجيل التناول الاجتماعي لمناسبة أجدر وأكثر احتراما، وقد يقال إنني وقعت فيما نهيت عنه لكنني أكتب راجيا التوقف عن الاستشهاد بما قال أو ترديده ومتجاهلا اسمه وغير مؤيد لربط وقاحته بالأخطاء نادرة الحدوث في مجتمعنا المترابط في عمومه.