عذرا خالد فالشق أكبر من أي رقعة

كشف الطفل السعودي خالد زرقان (13 سنة) الذي تم ترحيله إلى اليمن على اعتبار أنه طفل صومالي منذ سبعة أشهر أن الوضع خطير بل كارثي إنسانيا من جانب الشؤون الاجتماعية ومن جانب الجهة التي رحلته.
شخصيا أعتذر لخالد ولجدته وجده وأصدقائه وجيرانه فقد كتبت في زاوية يوم الخميس التي خصصتها للتعليق على الأقوال (قالوا وقلنا) أن خالدا لم يكن ليتم ترحيله بهذه الصورة إلا أن يكون هو أبكم أو أن من رحله أصم، معتمدا في ذلك على ثقتي بإنسانية من يتولى أمر إنسان طفل ويقرر مصيره وترحيله ومعتقدا أنه لا بد أن تتم أولا مساءلته ومعرفة هويته والبحث عن أهله، ولم يدر في خلدي قط أن الجماعة يعتمدون على الشبه أو الفراسة ويحددون بناء عليها الجنسية ومن ثم الترحيل، ثم لم يخطر ببالي أن أسرة أو جدة تبحث عن ابنها المفقود سبعة أشهر ولا تجده وهو حي يرزق واسمه في سجلات الترحيل.
أنا مثلك يا خالد فاعذرني واصفح عني وسامحني فلم أكن أتوقع أن الأمور تجري بهذه الفوضى وعدم الاكتراث فظننت أنك أبكم أو أن من رحلك أصم لا يسمع فاتضح الآن أنه أصم قلب، كان وعلى مدى سبعة أشهر يداعب أطفاله ويضحك معهم وأنت تبكي في دار أيتام يمنية وجدتك وجدك يبحثون عنك وقد تقطعت قلوبهم.
عندما تعود يا خالد ستجد كبار مسؤولي هيئة حقوق الإنسان وخلفهم كبار شخصيات جمعية حقوق الإنسان وجميعهم ينتظرونك للتصوير معك وادعاء تبني حالتك، ولن تجد من وزارة الشؤون الاجتماعية أحدا فهم يعتقدون أنهم معنيون فقط ببعض طالبي الضمان الاجتماعي، لكنني أنصحك (كأقل تعبير عن الامتنان لفضل الله عليك بالعودة وتفريج كربتك) بأن تزور وزير الشؤون الاجتماعية وتخبره كيف أن أخصائية اجتماعية يمنية اسمها صباح علي قاسم الأهدل هي من تعاطف معك ونبشت عن أسرتك وحدثت الناس عنك، قل له ماذا لو لم تزر أسرة الأخصائية أسرة سعودية وتحدثهم عنك، كم من السنين ستبقى حبيس دار اليتيم في اليمن؟!، سيقول لك أن (لو) تعمل عمل الشيطان، حدثه عن أهمية تكثيف أعداد الأخصائيات الاجتماعيات و تفعيل أدوارهن و الإجزال لهن في العطاء.
يا خالد وطنك براء من هذا القصور، وطنك يحبك ويعمل من أجلك لكنك وكثيرين مثلك ضحايا أناس لا يخلصون في عملهم وإذا اخطأوا لا يعاقبون في الدنيا العقاب الرادع فيستمرون ويتهاونون ولوطنهم الذي أشفق عليهم من العقوبة الرادعة يسيئون!!.
هل يعقل أن يتم ترحيلك بناء على ظن؟! هل يعقل أن لا يتم البحث عنك وقد بلغ عن فقدك؟! هل يعقل أن تترك هكذا للصدفة.
خالد التساؤلات أكبر من أي مساحة لزاوية أو مقال والشق أكبر من أي رقعة.

3 آراء على “عذرا خالد فالشق أكبر من أي رقعة

  1. ذكرتني بقصة رجل من قريتي قبل سنين , حينما كانت الجوازات تنفذ حملة للقبض على مخالفي أنظمة الإقامة , لم يسألوه عن إثبات هوية , بل أخذوه إلى الترحيل , عل إعتبار أنه مخالف . فقط لأنه كان يشارك المخالفين جلستهم عند زاوية البقالة .. لم ينطق بشئ إلا حينما أقن بأن أحدا لن يسأله … فصرخ بهم أنا فلان إبن فلان وهذه بطاقتي .. ةليتهم أعادوه بسيارة الجوازات .. لكنه عاد (تأشيرة ) مع أحد الكدادة !

  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اسأل الله القوي العزيز أن يتداركنا برحمته

    هذا ما عندي فقط
    والا فالشق والرقعة اصبحت مثالا متواضعا لما نحن فيه
    والقادم مذهل إن لم يتداركنا الله برحمته

اترك رداً على سليمان الذويخإلغاء الرد