الزوج «المعاوني»

والمعاوني، لمن لا يعرفه، هو مساعد قائد الشاحنة، كان، وربما لا زال، سائقو الشاحنات و(التريلات) يركبونه معهم في رحلاتهم الطويلة ليساعدهم أثناء التوقف لإصلاح إطار أو التعامل مع عطل أو حتى إعداد العشاء وإبريق الشاي وربما رأس شيشة، تذكرت (المعاوني) وأنا أشاهد مقطع فيديو تم نشره أول أمس الجمعة لامرأة تقود السيارة في أحد أحياء الرياض، بمناسبة حملة غير وطنية وغير نبيلة تعاون فيها بعض المحسوبين على الوطن مع جهات إعلامية غربية للتمرد على خيار وطني وقرار حكومي يرى أن الوقت والظروف وغياب الحاجة الماسة والترتيب العقلاني لأولويات حقوق المرأة لا تؤيد قيادة المرأة للسيارة، والمضحك أن ما يؤيد هذا التوجه العاقل جاء في ذات المقطع الذي يقول (فلانه ساقت) فقد كان الزوج مرافقا لزوجته ولكن في مقعد (المعاوني) وقد تولت هي (الطارة) والطارة لدى سواقي التريلات هي المقود الذي نسميه (الدركسون) وكان يصورها وهي تردد (لا تركز على وجهي صور يديني بس)، وفي الأسرة كل حر في من يتولى (الطارة) في كل شؤون الحياة بناء على من هو أعقل وأقدر وأحيانا من يصرف على الأسرة وخلاف ذلك من تبادل الأدوار فالزوج قد يرضى بأن يكون زوجة والزوجة قد تتولى مهام الرجل، لكن الضحية عندنا هم الأولاد، فالأولاد لم يظهروا في المشهد مطلقا أتدرون لماذا؟! لأن الأولاد لدى مثل هذه الأسر (المتمدنة) متروكين تعليميا وغذائيا ورعاية و(عاطفيا) للخادمة، وهذا بالمناسبة لا يحدث إلا عندنا فحتى في الدول الغربية (التي استعانوا بها) يكون تدخل مربية الأطفال أو من ترعاهم أثناء خروج أمهم للعمل لوقت محدود فقط قد يشمل المراقبة عن الخطر والمساعدة في حل الواجبات، لكن واجبات الأم العاطفية غير مشمولة، فالأم هي من يتعاطى مع الشأن العاطفي للأطفال فلا يلتصقون بالمربية (لا يوجد في المجتمع الغربي خادمة تطبخ وتغسل وتكنس وتحتضن الطفل وتجلده وتنومه (غصب عن إلي جابوه) وتكلمه وتحتضنه في السيارة وفي الفراش، مما جعلك تستطيع أن تفرق بين أطفال ترعاهم خادمة من هزالهم وانكسارهم وانطوائهم والحزن في عيونهم والفقر العاطفي في وجدانهم، هذا لا يحدث إلا عندنا والغرب لم يتلفت له بعد، لأن أحدا من الأطفال لم يستعن بمحطات تلفزيونية غربية ومنظمات حقوقية لتنبيههم لأن من تقود (طارة) السيارة تركت أولادها 24 ساعة عاطفيا في أحضان امرأة أخرى، ثم إذا كان الزوج (المعاوني) سيرافق زوجته في كل رحلة قيادة فما التوفير الذي حققناه، أي عندما لعبت الزوجة دور السائق، لماذا لم يلعب الزوج دور الخادمة؟! على الأقل يكون عند الأطفال من يمت لهم بصلة عاطفية.

رأي واحد على “الزوج «المعاوني»

اترك رد