يضحكون على من ؟!

كنا نطالب بشدة بتطبيق إجراءات استباقية وقائية، مثل كل دول العالم المتقدم، واستغلالا لإمكانات مادية عظيمة، قد لا تتكرر، في الاستفادة لإنشاء بنية تحتية للحماية من المخاطر والاستعداد للكوارث والوقوف موقف المستعد المهيأ لكل طارئ، حتى لو لم يحدث الآن، وقبل أن يحدث، مثلا نبني ملاجئ تحت الأرض حتى لو لم تحدث حرب، نستعد للزلازل حتى لو لم تحدث زلازل، نستعد للفيضانات في المدن المهددة قبل أن يهيج الماء، نكون في أهبة الاستعداد للأمراض والأوبئة والأخطار الصحية المحتملة، نستعد للأخطار الزراعية والغذائية وأزمات الغذاء والماء قبل أن تحدث، نحقق أمنا غذائيا ومائيا ودوائيا يصمد عند حدوث أزمة. كانت تلك أحلامنا لهذا الوطن الذي نحبه وهذا المواطن الذي نخاف عليه وفي ذات الوقت نستودعه الله كل صباح وقبل كل نوم فنقول استودعناك الله الذي لا تضيع ودائعه، كنا نريد أن نعقلها ونتوكل.
الآن صدقوني (نبي الفكه)، من كثر ما يمارسه المسؤولون عن هذه الاحتياطات من تطمينات واهية إذا وقع الخطر، فإننا أصبحنا فعلا (نبي الفكه)، بمعنى (خلاص لا تحتاطون) لكن إذا وقع الخطر في العالم لا تدعون أننا في منأى عنه هكذا لمجرد أن تشعروا المسؤول عن تقييم عملكم أنكم قمتم بواجبكم وأن (كل شيء تمام) لأن هذا حرام، تضحكون على من؟!.
كنا نريد الاحتياط الحضاري وأصبحنا نريد الفكة من التطمين المتخلف، يحل المرض الوبائي في العالم فيأتي من يقول إننا في منأى عنه، وكأننا أنشأنا والمعاذ بالله حرزا عن المرض بالدجل والشعوذة فإذا انتشر المرض وارتفعت نسبة الوفيات صرحنا بزيادة عدد الحالات لنخفض نسبة الوفاة لأقل نسبة وانفلونزا الخنازير أوضح مثال.
وتحل الكارثة الزراعية وتفتك بالنخيل والثمار مع أننا كنا نطمئن أننا بخير والسوسة تحت السيطرة وتصريحاتنا هي السوسة بعينها، يقول مسؤول لا مسؤول إن مخزون الماء لدينا يعادل جريان نهر النيل 500 ألف سنة ونصبح ونحن نخشى العطش، وتحل بكتيريا الغذاء في خضروات العالم وتسبب الوفيات فنقول لن تصلنا مع أن الخضروات المعدلة وراثيا دخلت علينا وأكلناها دون أن يحذرنا أحد، التلوث الإشعاعي الذي صدرته اليابان خاف منه الشرق والغرب والشمال والجنوب إلا نحن!!، حتى الزلزال يطمئنونا أنه لن يحدث على مدى عشرات السنين، كأنني بأحدهم يريد أن يقع الفأس في الرأس مثلما وقع الفأس على رأس جدة الحبيبة، تضحكون على من لتجدد لكم المناصب؟!.

أضف تعليق