ريكارد في الجرادية

وجه أحد الكتاب الرياضيين انتقادا لمدرب المنتخب السعودي الهولندي ريكارد قائلا ومكررا إن مدرب المنتخب يستبعد لاعبا من قائمة المنتخب، ويضيف آخر دون أن يختلط بالشارع السعودي في الأسواق والأماكن العامة ويعرف أراءهم، وكرر الناقد القول إن مدرب المنتخب يعيش بمعزل عن الناس الذين يقود منتخبهم، وسؤالي غير الاعتراضي للناقد وللبرنامج وللشارع وللوطن هو هل اختلط كل من هو مسؤول عن شأن من شؤون المواطنين بهم وخالط الناس وعرف ظروفهم ومطالبهم واحتياجاتهم على الأقل قبل أن يرد عليها أو يصرح بما يخصها أو يتخذ قرارا حولها يفرضه عليهم ويجعلهم يتعايشون معه (يعني وقفت على ريكارد؟!).
هل عايش مسؤولو المياه والكهرباء معاناة الناس مع شح المياه، وغلاء الوايتات ووصول ثمن حمولة الوايت إلى 1600 ريال قبل أن يصرحوا بأن تكلفة الماء أرخص من تكلفة الجوال؟! وهل عانوا من انقطاع تيار الكهرباء في عز الصيف، وواجهوا الحر والكتمة وفساد اللحوم وذوبان جليد الثلاجات؟! وهل عايش مسؤولو التربية والتعليم ازدحام الفصول وعطل المكيفات واتساخ المدارس الحكومية وعدم صلاحية دورات المياه فيها للاستخدام الآدمي؟! وهل مر مسؤولو الشؤون الاجتماعية على أحياء الفقراء واستمعوا لمعاناة المعلقات والمطلقات والأرامل مع رجال الضمان الاجتماعي أم هل عايشوا معاناة اليتامى واليتيمات والمعوقين مع الضرب والإهانة والقهر والمرض النفسي؟! (وهي صور يومية لا تختفي إلا في حفلة فطور رمضاني محكم العزل)، وهل عانى مسؤولو الصحة في البحث عن سرير أو تحديد موعد عيادة أو فحص لأحد أفراد أسرهم أو أقاربهم حماهم الله؟! أم هل عايشوا أسرة ماتت ابنتها أو فلذة كبدها وهم يبحثون عن قبول في مستشفى.
وحده مسؤول وزارة النقل جرب مرة واحدة أن يعايش هم المواطن مع الطرق فتعرض لحادث طرق ولم يكررها مرة أخرى (حرم أن يرتاد الطرق التي نسلكها).إذا لم يبق علينا إلا معايشة مدرب المنتخب الهولندي ريكارد للناس فأنا أضمن لكم أن يسكن في (الجرادية) في الرياض فالهولنديون يموتون في السياكل والأزقة.

3 آراء على “ريكارد في الجرادية

  1. بيض الله وجهك يا استاذ كلام في الصميم .

    لكن : لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي !!!

  2. صح لسانك يامحمد

    ومايحس بالنار الا رجل واطيها

    والكبار منعمين لدرجة عدم الاحساس بالاخرين

اترك رد