العقلية القديمة غير القابلة للتجديد ومواكبة العصر هي مشكلة المشاكل وهي سبب كل علة، ومبرر كل رجوع للوراء سواء في العمل أو القول، وبعض المسؤولين يرى أن النقد الصحافي يؤرقه أو يكشف ستر الجهة التي يديرها، ويعري عيوبها أو يزلزل مكانته ومكانه، فيفقد قدرته على التركيز وتضعف ذاكرته إلى درجة تنسيه أننا نعيش في عصر لا ستر فيه في ظل ثورة الإعلام الحديث ووسائل التقاط الحدث ونشره بمجرد ضغطة زر جوال، بل لم تعد ضغطة فالضغط أصبح قديما، بطيئا، يحتاج إلى جهد، لقد أصبحت بنعمة الجوالات الذكية لمسة أو مسحة أو حتى كلمة (أرسل)، ينسى بعض الوزراء والوكلاء والمديرين أنه لا عاصم اليوم من موج الإعلام الهادر إلا رحمة الأداء بإخلاص وأمانة وقوة وعطاء مستمر وشفافية كافية وصدق مع القيادة ومع الناس ومع النفس وقبل ذلك مع الله.
نفس العقلية هي التي لا زالت تتمسك بأن النقد الصحافي هو طعن في جهود الدولة، مع أن هذا الإيهام احتيال والتفاف على أصل الحقيقة وهي أن من يطعن في جهود الدولة هو المسؤول الذي لا يقوم بمسؤوليته على الوجه المطلوب ولا يستغل ما منحته الدولة من مال وإمكانات في تشريفها وعكس الصورة الحسنة عن جهودها، مع أن صاحب ذات العقلية يسمع ويرى أن الدولة بقيادتها ورجالها الحكماء هي الأحرص على أن تلعب الصحافة بكل فروعها وأنواعها دور العيون المتحركة للدولة لتسليط الضوء على مواطن القصور مثلها في ذلك مثل الجهات الرقابية عندما تكتب تقاريرها عن القصور والنواقص والثغرات والهفوات، فلا فرق بين تقرير الجهة الرقابية وتقرير الصحافي أو الكاتب المتثبت إلا النشر، والنشر كما اتفقنا، سبق أن قلنا أصبح أمرا يسيرا وواقعا بمجرد لمسة أو مسحة على شاشة جوال!!، بل إن نقد الصحف السيارة أكثر تثبتا ومسؤولية ومصداقية وقبولا من الإعلام الشخصي مجهول الهوية.
تلك العقليات القديمة غير المتطورة أو المتقادمة بعمد تلافيا للاعتراف بقصورها وتقصيرها تذكرني بعقليات عربية قديمة كانت إذا سمعت شخصا ينتقد خدمة عادية بسيطة، نظرت إليه بتوجس وتهديد قائلة:(هاه تسب الحكومة؟!!).
الشهر: نوفمبر 2011
قالوا وقلنا
** قالت وزارة الشؤون الاجتماعية ردا على حادثة وفاة طالب دار التوجيه بأزمة ربو: حالة الطالب الصحية تابعناها في عيادة الدار، وطلبنا منه الاتصال بوالدته لمعرفة نوع الإبرة التي بدأ يأخذها أخيرا.
* قلنا: نتابع حالته الصحية ولا نعرف الإبرة التي يأخذها إلا من أمه!! هذه في حد ذاتها أزمة تجيب الربو.
**
** قالت (عكاظ) إن موردي الأرز يستبعدون ارتفاع أسعار الأرز محليا لضخامة المخزون.
* قلنا: ( عندما رفعتم سعره كان المخزون أضخم ولكن في مستودعات سرية!! ).
**
** قالوا: زيوت سيارات مقلدة تغزو الأسواق والمستهلك يتساءل كيف يسمح بإدخالها؟!!.
* قلنا: معها زيوت دهن سير!!.
**
** قالوا: الاستغناء عن المقيمين وتشغيل الفتيات السعوديات في صناعة الملابس العسكرية.
* قلنا: (أجزلوا لهن العطاء، على الأقل يفكوننا من العمالة الوافدة!!).
**
** قالوا: سيف الإسلام القذافي يقترح تسليم نفسه عن طريق هيئة أممية إنسانية ووسيط ألماني.
*قلنا: (خايف «يستلمونه» الثوار ويجيه بوكس على الفم يخليه بدل مايقول طز يقول طث!!).
**
** قالت لجنة مكافحة الفساد لمديري الأجهزة الحكومية : الرد خلال 52 يوما أو إخضاعكم للتحقيق الموسع.
* قلنا ( والتحقيق الموسع كم سنة؟!! ومتى تعلن نتيجته؟!!).
**
** قال عنوان صحفي: عفوا أيها الرجال .. فالنساء يتأنقن لبنات جنسهن فقط!!.
* قلنا: ( أفا !!).
