اليوم: 26 أغسطس، 2012

مشكلتنا مع شبك النوافذ

لا يمكنك أن تطلب من فرد موظف أكثر من أن يخاطر بحياته من أجل إنقاذ الآخرين ولا يتحمل أفراد الدفاع المدني مسؤولية نقص التدريب أو قصور الأدوات ولا يتحملون مسؤولية عدم وجود نظام مراجعة يومية ودقيقة لمخزون اسطوانات الأكسجين أو حتى جاهزية عجلات سيارات الدفاع المدني أو توفير طائرات كافية، فهذا وربي شأن إداري بحت يتحمله برنامج تطويرهم وتجهيزهم وتدريبهم.
أكثر من أسرة وفي عشرات الحوادث مات أفرادها بسبب حريق محدود ورغم وصول الدفاع المدني وذلك لقصور في القدرة على الإجلاء السريع عبر السطح أو المخارج أو النوافذ علما أن سبب الوفاة الأغلب ليس النار المباشرة ولكن الاختناق بالدخان رغم الاستنجاد بعد وصول الدفاع المدني بزمن طويل وكاف للإخلاء.
مشكلتنا مع شبك النوافذ قديمة جدا حدثت وتحدث عنها الناس في حرائق عدة مدارس ومنازل وشقق، والمواطن أجبر على الشبك ليحمي نفسه من لصوص الأرواح والأموال والأعراض بعد تزايد حالات التسلل عبرها، لكن الدفاع المدني يعلم أن الشبك عدوه اللدود منذ عقود فلماذا لم يعد العدة له ويشتري أحدث تقنية سريعة لخلعه أو قصه وذلك ليس بالأمر الصعب بل أننا قد نخترع طرقا لقصه أو إزالته سريعا نحصل بها على براءة اختراع، فنحن أكثر من يستخدمه ويعاني منه، فكان من المفترض أن تكون الأداة الأهم في أجهزة عربة المطافي أداة خلع أو قص أو تنحية الشبك.

اللهم لا تزغ قلوبنا

قلت سابقا إن بعض الأدعية التي كنا نرددها و نؤمن عليها بعد أن يدعو بها الإمام في صلاة الجمعة أو التراويح والتهجد في سنوات مضت لم نكن نشعر بذات الإلحاح والإصرار عند ترديدها اليوم، ذلك أننا شعرنا اليوم أكثر من أي وقت مضى بالحاجة لها والمعاناة الشديدة مما نطلب زواله، أو نرجو جلبه، ففي ذلك الزمن كنا ندعو ونردد الدعاء ونؤمن مع الإمام ونردد (آمين) لكننا لم نكن نعاني لذا فإن النبرة كانت تختلف والإلحاح حد البكاء كان أقل، وهذا أمر طبيعي فالإنسان أكثر إلحاحا وطلبا لزوال ما يعاني منه أو طلب ما ينقصه. فقبل حوادث الإرهاب التي أصابتنا وأصابت ديار المسلمين كنا نردد اللهم أمنا في أوطاننا، لكننا لم نكن نشعر بخطورة فقد الأمن في الوطن بسبب نعمة الأمن التي نحمد الله عليها دوما، وعندما شعرنا بقيمتها كان إلحاحنا أشد وأكثر، ونفس الشيء يقال عن الغلاء فقد كنا نردد اللهم ادفع عنا الغلاء بنبرة أقل منها الآن بعد أن أصبح الغلاء الفاحش يرهق كاهل ميسور الحال ناهيك إذا كان فقيرا.
هذا ما ذكرت مثله سابقا في مقال نشرته في حينه عندما زعزع الإرهاب أمن الناس، وبدأ الغلاء يضرب أطنابه في الأسواق. أما اليوم فأكرر ذات الاستشهاد ولكن بدعاء آخر هو (اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ) أما المناسبة فهو كثرة المجاهرة بالباطل هذه الأيام. فهذه فتاة الخبر تعلن تحولها بعد أن هداها الله للإسلام ونسأله أن يردها ردا حميدا بدعاء والديها ودعائها سابقا بأن لا يزيغ قلبها وإن حدث منها ماحدث، وهذا منشد سابق تحول إلى الغناء يؤكد لـ (سبق) أنه لن يعود للإنشاد، وأن لا مانع لديه من وصول صوته وكلماته للملاهي الليلية والكباريهات وكان حريا به إذ بلي أن يستتر.
هذا يؤكد لنا أهمية الدعاء في الرخاء والشدة وضرورة الخشوع فيه في السراء والضراء (اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا).