اليوم: فيفري 9, 2014

أعرج و«الحوش» يحرج

أعلن المرور البدء التجريبي لإطلاق برنامج (باشر) للتسريع بتسجيل واحتساب المخالفات المرورية إلكترونيا عن طريق استبدال الكتابة الورقية للمخالفة بتسجيلها بجهاز إلكتروني يربط رجل المرور بحاسوب (تسجيل) و(احتساب) قيمة المخالفة.

هذا النوع من الميكنة أو تطوير نظام (تسجيل) المخالفات أمر جيد جدا لو سبقه تطوير لعملية (رصد) جميع، وأكرر جميع المخالفات الميدانية بآلية بشرية أو بأجهزة ترصد كل التجاوزات المرورية ومخالفات نظام المرور (لو وجد نظام دقيق معلن غير نظام تجاوز السرعة الوحيد «ساهر»)، وأصبح لدينا فعلا رقابة مرورية ميدانية بكل من الآلية البشرية والآلية الإلكترونية مجتمعة وقادرة على فرض نظام مروري يمنع الحوادث، ويقلل من النسب العالية للوفيات السنوية المرتفعة، والتي تتزايد رغم تفنن المرور في رصد مخالفة السرعة (فقط) بنظام (ساهر) واستحصال غراماتها بنظام (باشر)!!.

سبق أن ذكرت أنني ضد الشباب الذين خرجوا في تقرير الثامنة يشتكي الواحد منهم من أن (ساهر) خسره 17000 ريال، والأخر بأنه دفع حتى الآن عشرة آلاف كغرامات ساهر، ويقول ثالث إنه باع سيارته لتسديد غرامات (ساهر)، فهذا يدل على استهتارهم وتكرارهم للمخالفات وتجاهلهم لخطورتهم على الناس، ويحسب لساهر وليس عليه، لكن استمرار الوفيات في التزايد يدل على أن ساهرا يشير إلى نوم الرقابة بالآلية البشرية للمخالفات الحقيقية التي تسبب الموت، ومنها ما يحدث على الطرق السريعة من انحرافات وتجاوزات وعكس اتجاه وقيادة بدون لوحات مع جملة مخالفات لا ترصدها الرقابة الإلكترونية، لكن (حوش) حجز السيارات المعدومة في الحوادث والملطخة بدماء الأبرياء، والتي تنتظر الورثة لدفع أجرة أرضية حجز السيارة والمقدرة برسم يومي أو بالساعة يرصدها بدقة، فيحرج المرور ويؤيد شباب (تويتر) عندما يقولون إن المرور ليس لديه إلا (ساهر) و(باشر)، وربما مستقبلا (حاشر) و(تاجر).

على يمين الطريق المؤدي للثمامة والدمام في الرياض، وعلى يميني وأنا عائد يوميا من عملي في خشم العان ومتجه للدائري الشمالي، (حوش) تجمع فيه السيارات التالفة من حوادث الموت وأراه يتزايد بالسيارات الملطخة بالدم رغم (ساهر)!! وبالمناسبة، من بنى ذلك الحوش في الصحراء ومن يقوم عليه ويدير شؤونه ويحفظ حقوق ملاك السيارات وورثتهم؟!.

قالوا وقلنا

** قالوا: وزارة الصحة ترفض إخضاع (الشباب) لفحص المخدرات ضمن فحص ما قبل الزواج.

* قلنا: (طيب تخضع «الشياب» قبل الزواج لفحص المنشطات!!).

**

** قال وزير التجارة: مشروع (غزال) من اختصاص جامعة الملك سعود وملاكه لم يطلبوا تصريحا حتى الآن.

* قلنا: (اكتشفوا أنه كان في عين أمه غزال!!).

**

** قال عنوان (عكاظ): العروس تستعرض تاريخها وتقترب من قائمة اليونسكو.

* قلنا: (شيلوا صفحة الانتقاد من تاريخ العروس وتقترب!!).

**

** قالوا: أغرب ما في البحث عن الطفلة لمى في البئر غياب وزارتي المياه والزراعة عن المشهد!!.

* قلنا: (يا جماعة دوروهم لا يكونون طايحين في البئر إلي جنبه!!).

**

** قالت (عكاظ): صندوق الموارد البشرية يستثني المباسط والأكشاك والأجرة العامة والنقل من مكافأة الثلاثة آلاف للمنشآت الصغيرة.

* قلنا: (كالعادة.. قلبوها مكافأة للمنشآت الكبيرة!!).

**

** وقالت أيضا: العثيمين يعد نزلاء مركز التأهيل بتحقيق مطالبهم.

* قلنا: مطالب هذه السنة أم الست سنوات الماضية؟!!.

**

** قالوا: وزارة الصحة (توقع) مشاريع بتكلفة أربعة مليارات ريال!!.

* قلنا: الوزارة (توقع) على المشاريع أحسن ما تطير!!.

**

** قالت عضو الشورى لـ(نزاهة): فقدتم ثقة المواطن فأصبح يردد (ما حولك أحد)!!.

* قلنا: (يقصد ما حولك لا نزاهة ولا غيرها!!).

**

** قالت وزارة النقل: (الصدأ) سبب انهيار جسر طريق الرياض الدمام.

* قلنا: (صدأ الجسر أم صدأ الصيانة؟!!).

**

** قال وزير التجارة: من حق العميل صيانة السيارة خارج الوكالة واستمرار التأمين.

* قلنا: وزير يطبق فعليا (العميل أولا ) وبلا شعارات مستهلكة!!.

«الكعكة» التي قسمت مجتمعنا لغني وفقير

لا تزور المريض إلا حاملا لزهور أو علبة شوكولاته باهظة الثمن!! ولا تحضر مناسبة أسرية أو تزور قريبا إلا ومعك (كعكة) من محل حلويات ماركة، حتى لو كان قد أغلق بسبب سوء النظافة، أو تدور حوله شبهات دعم أنظمة مستبدة.

هذا التقليد الأعمى انتشر في المجتمع بشكل كبير بات يحرج كثيرا الأسر (مستورة الحال) التي لا تسأل الناس إلحافا، وأحوالها المادية ضعيفة، وكتب الله عليها أن تكون ضمن أسر ذات وضع اجتماعي جيد وتريد أن تتواصل مع من حولها، تزور مريضا وتستجيب لدعوة لكنها لا تستطيع تحمل قيمة «صرة» زهور أو صينية شوكولاته أو أن تجلب أثناء كل زيارة كعكة مكلفة.

رغم عملي في المجال الصحي لأكثر من 30 سنة لم أقتنع قط بمسؤول يعايد المرضى بحزم من الزهور التي جلبت بمبالغ خرافية وغالبا بدون مناقصة!!، خصوصا أنه يقدمها للمريض وهو ينظر للفلاشات، ويغادر وهو لم يقدم خدمة صحية تزن ورقة من زهرة جافة قدمها للمريض.

هذا التقليد الدخيل نشر محلات الزهور في المستشفيات، وبدلا من رائحة الزهور جلبت رائحة فساد، لكن هذا لا يعنينا في مقال اليوم، فالأهم هو ما تتعرض له سيدة أو بناتها من حرج وانعزال يمنعها من حضور مناسبة سعيدة أو اجتماع أسري؛ لأن كل سيدة وبناتها من القادرين (الذين ربما حصل والدهم على أمواله من عقد توفير زهور لوزارة أو قطاع صحي) سوف تحضر كعكة فاخرة، بينما هي وبناتها لا تقدر على ذلك فتضطر أن تغيب وتنعزل، ونفس الشيء ينطبق على عيادة المريض.

مجتمعنا يعاني من فروقات واضحة، فأتوسل إليكم أنقذوا مجتمعنا من تقليد أعمى دخيل بدأ بسيطا ثم تضخم، دعونا نعود إلى فطرتنا السليمة، حيث نقدم للمريض حزمة من جمل الأدعية بالشفاء نختمها برقية مخلصة مجانية، ونقدم في المناسبات ابتسامة صفاء ونقاء بها يتنافس المتنافسون.

أكاديمي يتحرش «تويتريا» بالعجمة وبتال

قلت، بالأمس، إن تعاطينا الإعلامي مع حادثة لمى وطفلة المصعد وكأنها حالات جديدة ونادرة يريح المسؤول كثيرا، ووعدت بالتوسع في أمر غياب الإحصاءات حول التحرش الجنسي بالأطفال الذي تحدثت عنه الأخصائيات الاجتماعيات في أكثر من برنامج تلفزيوني وإذاعي تفاعلا مع حادثة طفلة المصعد!!.

منذ أكثر من ثلاثين سنة، وعندما كانت مجلة اليمامة برئاسة تحرير الدكتور فهد العرابي الحارثي تثير قضايا جريئة ــ في حينها ــ تحت عنوان قضية الأسبوع، اتفقنا (الأخصائية الاجتماعية سميحة الحيدر وأنا) على أن نطرح قضية العنف ضد الأطفال، ومن بينها التحرش الجنسي، كان مجرد ذكر كلمة (جنسي) في الصحافة أمرا غير مقبول أو ممنوعا، لكن مجلة اليمامة كانت غير!!، تعرض قضايا ولا تعرض أزياء، فعرضنا القضية باستضافة متخصصين كثر.

منذ ذلك الحين وموضوع التحرش الجنسي بالأطفال يتم التعرض له إعلاميا على استحياء، لكن اللوم يقع على النشر العلمي الأكاديمي الذي ليس له حدود، فلا حياء في البحث العلمي والنشر في المجلات العلمية المتخصصة، ومع ذلك فإن الإحصاءات والدراسات لا تزال حتى الآن شحيحة، بل معدومة في هذا الصدد.

أعضاء هيئة التدريس في الجامعات كانوا أكثر جدية وإخلاصا وتفرغا وعمقا منهم الآن، لكن المستشفيات ودور الرعاية والأخصائيات الاجتماعيات والأطباء النفسيين لم يسجلوا الحالات ولا الأرقام وهم من يستقبلها، فقد كان الستر هو المطلب، مع أنه لا مانع من تسجيل الحالة كرقم مع الستر، لكننا لم نكن نعترف بالأرقام، ويبدو أننا لا نزال نتجاهل أهمية الأرقام والإحصاءات، مع أننا بدأنا في تسجيلها؛ بدليل أننا نتفاعل مع حالات فردية إعلاميا ومثل فورة مشروب غازي، ولا نعتمد على البحث العلمي عن طريق المتخصص الأكاديمي!!.

يا لحظنا السيئ عندما بدأنا في تسجيل الأرقام أصبح عضو هيئة التدريس والأكاديمي غير متفرغ ومشغولا عن أبحاثه بالعمل غير المشروع في الجامعات الأهلية، بل أصبح أكثر سطحية وأقل عمقا إلى درجة أن عميدا لشؤون الطلاب مشغول بالتحرش (تويتريا) بمقدمي البرامج الرياضية، وأن نتائج (أبحاثه) تتهمهم بأنهم أذرع سرطانية!! هزلت.

طفلة ماتت وطفلة تحرش بها

أجزم ومن واقع تجربة طويلة أن المسؤول المقصر يكون في قمة الراحة والطمأنينة عندما يركز الإعلام بصحفه ومقالاته وبرامجه التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي على حادثة واحدة وكأنها حالة وحيدة نادرة حدثت صدفة وبدون مقدمات والواقع أنها تمثل إهمالا عاما لآلاف الحالات المشابهة.

سقطت لمى (جعلها الله شفيعة لوالديها) في بئر ارتوازية مكشوفة فهبت غالبية الأقلام والبرامج تحمل عنوان لمى!!، مع أن الآبار المكشوفة حالة عامة موجودة منذ بداية الطفرة ودعم الاستثمار الزراعي ولم يقم أستاذ جامعة واحد بإجراء دراسة حول هذه الظاهرة الخطيرة!! ولم يقم الدفاع المدني، بإجراء دراسة مسحية وقائية لتلك الآبار وتطبيق الإجراءات التي يتباهى بها اليوم وكأنه اكتشف للتو خطورة الآبار وعدم قدرته على انتشال جثة من يسقط فيها.

لم أكتب عن لمى لأن لمى حالة واحدة علمنا عنها فهب الإعلام معها وكأنها حالة غير متوقعة أو نادرة!!، والحالات النادرة فعلا أعتبر الكتابة عنها فرض كفاية إذا كتب عنه البعض سقط عن الآخر، وكنت أتمنى ولازلت أن نركز على تاريخ الإهمال العام لسلامة الإنسان ونحاسب الدفاع المدني بأثر رجعي عن تقاعسه كل تلك السنوات ونحاسب وزارة الزراعة ثم وزارة المياه على هذا الملف طوال فترة المسؤولية عنه حتى لا يرتاح المسؤول السابق والحالي بكوننا نركز في الكتابة والنقد على تفاصيل حالة واحدة لا تلبث أن تنسى كغيرها!!.

نفس الشيء تماما يقال عن حالة تحرش رجل بطفلة المصعد الشهيرة، فقد هبت الأقلام والصحف والبرامج تركز على تلك الحالة وكشفن الأخصائيات الاجتماعيات أن التحرش بالأطفال حالة مزمنة ومتكررة وكشفن مستورا مخيفا أهم ما فيه أننا لا نملك لا إحصائيات ولا تسجيل حالات إلا تلك الحالة، وهذا الموضوع يحتاج للاستكمال غدا، لكن لسان حال المسؤول، وهو يرانا نركز على حالة وكأنها الوحيدة، يقول باستغراب (طفلة ماتت وطفلة واحدة ضحية تحرش خير يا طير وش صار؟! أمريكا فيها ملايين الحالات مثلها!!).

إذاعة القرآن أيدتني بـ«وبشر المخبتين»

تحاورنا ذات جلسة حبية وتبادل للآراء، فتساءل أحد الأحبة قائلا: ما الحكمة في أن تصدح مكبرات الصوت بتلاوة الإمام، أو أن يرفع أحدهم صوت المذياع يتلو القرآن عند الإشارة، علما أن الأمر جاء بالإنصات لقراءة القرآن، قلت أما في أمر الإنصات وتعميمه من عدمه على كل الأحوال ففتواه عند أهل الذكر. أما إن أردت أملا أو حكمة من عندي فإنني أتوقع، بل أجزم أن آية أو جزء من آية من القرآن لو وقعت على قلب أحدهم (ليس أذنه وحسب) فقد تغير مجرى حياته وتنبهه إلى ما انشغل عنه وقد توقظ في ضميره شعورا كان نائما.

قلت: خذ على سبيل المثال لا الحصر، لو أن عاقا بوالديه تاركا للصلاة سمع (ميكرفون) مسجد قريب يصدح بـ (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) فقد يتحول عقوقه في لحظة إلى بر، ثم عدم صلاته إلى صلاة، ومثله من يسمع آية عند الإشارة، ثم خاطبته بما هو أقرب إلى نفسه، فقلت: إن أحد المسلسلات الرمضانية، رغم سلبياته، قد أورد موقفا (قال إنه قصة واقعية) لمدمن خمر عاص هائم في الملذات تغير مجرى حياته بالكامل بعد أن حول (ريموت التلفاز) بالخطأ على قناة تتلو القرآن بصوت مؤثر لامس مشاعره فصلح أمره وترك الخمر وعادت له زوجته وأولاده.

كان ذلك اجتهادا مني ووجهة نظر، لا فتوى، وحديث نقاش حبي عابر فلم يك هو ضد أصوات المساجد، ولا أنا أهل للفتوى، لكن المصادفة العجيبة أنني في الغد مباشرة استمعت إلى برنامج (وبشر المخبتين) الذي يقدمه الدكتور عبدالله بن محمد العسكر في إذاعة القرآن الكريم وإذا به يتحدث عن الفضيل بن عياض الذي كان من قطاع الطرق المخيفين، وكان قد عشق جارية فبينما هو يرتقي الجدران إليها، إذ سمع تاليا يتلو « ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم …» [ الحديد: 16] فلما سمعها، قال : بلى يارب، قد آن، فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها سابلة، فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم: حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا. قال الفضيل ففكرت، وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي، وقوم من المسلمين هاهنا، يخافوني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام.

بالمناسبة هذا البرنامج وغيره كثير من برامج إذاعة القرآن الكريم رغم فوائدها الجمة على مستوى المجتمع والوطن أجمع فهي غير مخدومة في الإنترنت. فموقع الإذاعة غير محدث ولا يخدم إعادة البرامج وموقع الشيخ العسكر على اليوتيوب (حول هذا البرنامج) هو أيضا متوقف عند بداية 2013م ويفترض أن يلتفت إلى برامج إذاعة القرآن الكريم في الشبكة العنكبوتية.

القطاع الخاص يعبث بصحتنا وتعليمنا العالي

بالرغم مما يحصل عليه المستثمر في الصحة والتعليم من دعم الوطن بالأرض والقرض والتسهيلات، إلا أنه يصر على تحقيق أعلى الأرباح بأقل المصروفات وعلى حساب الوطن والمواطن وأخلاقيات المهن الصحية والتعليمية، وبإفساد الموظفين الحكوميين من أطباء وأساتذة جامعات!!.

لا مانع مطلقا من منافسة شريفة يقوم من خلالها المستثمر في الرعاية الصحية أو التعليم الجامعي باستقطاب الأطباء المميزين وأساتذة الجامعات المؤهلين للعمل فيه كمتفرغين بنقل الخدمات أو الإعارة، وعليه أن يغريهم بدفع ما يستحقون للاستفادة من خدماتهم.

لكن ما يحدث الآن هو أن المستشفيات الخاصة والجامعات الخاصة تعمد إلى إفساد الأطباء وأساتذة الجامعات بالاتفاق معهم اتفاقات سرية غير رسمية للعمل بها في أوقات الدوام الرسمي وخارج أوقات الدوام، دون علم المؤسسات الحكومية والوزارات التي يعملون بها بصفة رسمية، وبعيدا عن القنوات الرسمية المخصصة لأغراض الإعارة أو النقل أو التعاون العلمي.

الهدف من هذا السلوك المزعج هو الاستفادة من سمعة وخبرة ووقت الطبيب السعودي والأستاذ الجامعي السعودي بأبخس ثمن، وعلى حساب سمعة المهنة ومستوى الخدمة الحكومية ووقت المريض والطالب الحكومي، والأخطر من هذا وذاك هو شيوع الفساد في تلك الجوانب وتدني أخلاقيات الطب والتعليم الجامعي وخلق قدوة سيئة للطبيب الناشئ والطالب الجامعي، فهؤلاء ومع كثرة الغياب أثناء الدوام الرسمي وعن العيادات والعمليات للأطباء وعن المحاضرات للأساتذة يدركون جيدا أسباب الغياب اليومي، وأنه هروب من التزام العمل الحكومي إلى ربح غير مشروع.

لماذا قدرنا أن يربح أناس على حساب آخرين، وأن يتنكر المستثمر لدعم الوطن في كل مجال رغم توفر فرص الربح الحلال الأخلاقي؟!، هل السبب يكمن في التساهل وأمن العقوبة، وهي أسباب خطيرة يجب اجتثاثها.

قالوا وقلنا

** قال مدير الخطوط السعودية: تجاوزنا كارثة طائرة المدينة بحرفية قائدها.

* قلنا: (حلوة تجاوزنا!!) القائد الذي تجاوزها وعدم حرفيتكم سببها!!.

**

** قالت وزارة المالية: كلام المقاولين حول التعثر غير صحيح وهدفه تبرير إخفاق بعضهم في (تنفيذ) التزاماته.

* قلنا: (تنفيذ) من نفذ ينفذ، أو من متنفذ؟!!.

**

** قالت (نزاهة) في خطاب ساخر لمدير الجوازات: أزمة جسر الملك فهد بحاجة للإخلاص في العمل.

* قلنا: (شوف مين عم يتكلم!!).

**

** قالت (عكاظ): النعيرية تغرق .. مأساة متكررة كل عام!!.

* قلنا : (يعني السبق الصحفي هو: النعيرية لم تغرق!!).

**

** قالت (عكاظ): الإسكان تنهي 60% من تطوير أراضي (قرض وأرض).

* قلنا: (على ورق أم على أرض؟!!)

**

** قالت (الجمارك) : ضبطنا أدوية حكومية مهربة للخارج.

* قلنا: وفيروسات (كورونا) مهربة للداخل!!.

**

** قال شاعر: أؤيد أن يقرأ الشاعر شعره بمقابل!!.

* قلنا: المهم أن لا يكتبه بمقابل!!.

**

** قالت (الجزيرة): لبنان الأقل إنفاقا في احتفالات رأس السنة!!.

* قلنا: (علم بعض الناس)!!.

**

** قال مدير الهيئات الطبية: لا يوجد سقف لعلاج المواطن بالخارج.

* قلنا: ولا سقف لعدم علاجه بالداخل!!.

**

** قالت (رويترز): زيادة ضرائب التبغ تنقذ 200 مليون شخص من الوفاة المبكرة.

* قلنا: (كل زادها إلا نحن فضلنا زيادة الوفاة!!).

بعض أساتذة الجامعات يداومون في الأهلية

ظاهرة خطيرة جدا بدأت تنتشر في جامعاتنا الحكومية كانتشار النار في الهشيم وتتمثل في غياب عضو هيئة التدريس عن المحاضرات وبقاء الطلاب دون معلم رغم حضورهم لقاعة المحاضرات أو تلقيهم رسائل جوال أو بريد الكتروني من الأستاذ تفيد بعدم حضوره.

المشكلة أكبر مما نتخيل وتتمثل في عدم التزام كثير من أعضاء هيئة التدريس بالحضور في الجامعة لإعطاء المحاضرات القليلة جدا المكلفين بها كعبء تدريسي، أما وجود عضو هيئة التدريس بالجامعة بصفة يومية في المختبرات ومراكز الأبحاث وكمرجعية أكاديمية للطلاب أصبح أمرا مستحيلا إلا من رحم ربي ممن لايزال يحترم مسؤولياته ومبادئه.

الأخطر من غياب عضو هيئة التدريس المتكرر ومضي الفصل الدراسي أو المقرر دون حصول الطلاب على ربع ما يجب أن يحصلوا عليه من تدريس (والربع كثير) أقول الأخطر من الغياب هو سبب الغياب وهو أن كثيرا من أعضاء هيئة التدريس يعملون بطريقة غير نظامية في الجامعات الخاصة والأهلية، فهذه الجامعات الخاصة والأهلية لا تريد أن تتعاقد مع عضو هيئة التدريس بشكل كامل ولا تريد أن تجلب أعضاء هيئة تدريس متفرغين وبرواتب عالية لذا فهي تعمد إلى اتفاقات غير مشروعة مع أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الحكومية للتدريس فيها وهذه ظاهرة انتشرت كثيرا ويجب إيقافها فورا بتشديد الرقابة على من يعملون بالجامعات الأهلية والخاصة وتمحيص شرعية وجودهم للتدريس أو حتى الاستشارة.

وزارة التعليم العالي مطالبة بهذه المراقبة وهيئة مكافحة الفساد يجب أن يكون لها دور، وللمعلومية فإن ثمة قنوات رسمية نظامية للاستفادة من وقت أعضاء هيئة التدريس الذين يرغبون العمل جزئيا في الجامعات الخاصة بطريقة مشروعة عن طريق مخاطبات رسمية بين الجامعات الخاصة والجامعات الحكومية.

هذا النوع من الفساد هو من أشكال الفساد متعدد الأضرار والنتائج الوخيمة فمخرجات التعليم العالي الحكومي ستكون ضعيفة جدا لأن الطلاب لا يتلقون التعليم ويدرسون المقرر كما يجب ومخرجات التعليم العالي الخاص ستكون هي الأخرى سيئة وغير مبنية على أسس أخلاقية فأستاذ الجامعة الذي يبيع ضميره لن يتوانى عن بيع الأسئلة والنتائج، هذا إضافة إلى انعكاس الظاهرة على أخلاق الطلاب ونفسيات أعضاء هيئة التدريس الملتزمين.

وزارة المياه منحرجة أم مكشوفة؟!

مشكلة كبرى أن تكون احتياطاتنا مجرد ردود أفعال لحوادث تفاعل معها الإعلام أو واجهنا عجزا في التعامل معها، فبهذا السلوك سينطبق علينا المثل الشعبي الذي لا يليق المقام بذكره!! والذي يقابله بالفصحى مثل (بعد أن وقع الفأس في الرأس).

قبل أن تسقط لمى في البئر الارتوازية المكشوفة في الصحراء أو خارج العمران سقط العشرات في فتحات مجار و (بيارات) مكشوفة في الشوارع وداخل المدن بل داخل إحدى الجامعات وماتوا على الفور في مكان قذر وتم انتشال جثثهم، تغمدهم الله بواسع رحمته وصبر أهل لمى وجعلها شفيعة لهم في جنات النعيم.

لا أدري لماذا استنفرت كل الجهود للبحث عن الآبار الارتوازية المكشوفة وردمها أو تسويرها فقط بعد أن سقطت فيها لمى وعجزنا عن إخراجها؟!، وكأننا قبل سقوطها لا نعلم أن البئر المكشوفة خطر ويجب تسويرها وعمل الاحتياطات لانهيارها.

لماذا نتعاطى مع الخطر وكأننا نجهل خطورته؟! كأننا لا نعلم أن السيل يغرق مدنا وأن الحفرة تبتلع ضحية وأن البناء غير المحكم يسقط والجسر غير المعزز يهوي وهكذا في بقية الأخطار.

الأصل أن نتبع أسلوب الوقاية ونتلافى قدر الإمكان الحادث قبل أن يحدث وتكون لدينا القدرة على التنبؤ بحدوث الخطر الذي يصعب التنبؤ بحدوثه!! لا أن نتجاهل أبجديات معروفة كمسببات للخطر أو (ألف باء الموت) ثم نتحرك بعد أن تزهق روح أو أرواح.

يحيرني ثلاثة أسئلة: الأول ما هي الحادثة القادمة التي لم نحتط لها رغم وضوحها وسنتفاعل معها عندما تحدث؟!

والثاني لماذا لم نبحث عن كل فتحات (البيارات) ومجاري الصرف الصحي المكشوفة ونغطيها مثلما فعلنا مع الآبار الارتوازية؟! هل الفرق هو صعوبة الوصول للجثة في الأخيرة والحرج الذي واجهنا لاستخراجها؟! هذه مصيبة!!

أما المصيبة الأكبر فهي غياب وزارة المياه عن متابعة محاولات استخراج لمى وهي الوزارة المعنية بالأمر بعد نقلها من صلاحيات وزارة الزراعة حسب إفادة المهندس المختص، وبالمناسبة هي المعنية بالصرف الصحي!!.

ليكون السؤال الثالث هل وزارة المياه منحرجة أم مكشوفة؟!!.