اليوم: 23 فبراير، 2014

سقوط أسهم الأسماء البراقة

في المجتمعات التي تعتمد معايير دقيقة وصعبة لمنح التميز، ثم رقابة قوية دورية دائمة ومستقلة على صحة الحفاظ على تطبيق تلك المعايير الدقيقة الصعبة، يتميز الأفراد في كافة المجالات سواء القيادي أو المسؤول أو العالم أو المهني أو الرياضي بجدارتهم وعن طريق تطبيق تلك المعايير عليهم، ويحافظون على ذلك التميز المستحق بالمحافظة على تلك المعايير الحقيقية، وبنفس الطريقة وبنفس دقة تطبيق المعايير تتميز الشركات والمؤسسات والمصانع بل وحتى المطاعم فتصنع أسماء متميزة حقا تسقط بمجرد إخفاقها في الحفاظ على تلك المعايير!!.

أما في المجتمعات التي تمنح التميز بـ(كان أبي) أو بالسمعة (يقولون) أو بالتلميع الإعلامي (فلاشات) فإن ذات الصفة التي أطلقت ذات يوم على سلوك عامة المتعاملين في الأسهم (سلوك القطيع) هي من يؤهل أفرادا وشركات ومؤسسات ومصانع ومطاعم للتميز دون معايير دقيقة وصعبة مستحقة ودون رقابة على استحقاق الفرد والشركة والمؤسسة والمطعم على التميز!!.

نحن وبكل صراحة وواقعية ندخل ضمن النوع الثاني فنحن نتأثر كثيرا بالتناقل الوراثي للتميز وبالاستماع لرواة الأخبار وبما يفرضه علينا الترويج الإعلامي فننقاد للإعجاب بالأفراد والمؤسسات بنفس الصفة التي أطلقت على المتعاملين في الأسهم (وهي بالمناسبة صفة فيها استعارة تصويرية دقيقة ومعبرة لكنني لا أؤيدها ولا أحبها).

ولأننا كذلك فإننا نصدم بشدة باكتشافنا لحقيقة الأشخاص أو المؤسسات عند الإخفاق تماما مثلما صدمنا وبشدة عندما تهاوى سوق الأسهم فجأة فحاولنا جاهدين الخروج منه ولم يخرج هو منا.

ولأن المعايير هي من يحكم ويتحكم فإن المجتمعات التي ذكرتها أولا (لا أسميها متقدمة لأنها ليست كذلك في أخلاقياتها) إذا سقط فيها الفرد نتيجة غفلة عن تطبيق تلك المعايير استقال (خرج) وكذا الشركة، أما نحن فإذا سقط الفرد أو الشركة خرجنا نحن منه كما خرجنا من سوق الأسهم!!.

قالوا وقلنا

** قال رئيس (نزاهة): سنصل للمواطنين في أماكنهم حتى في القرى الصغيرة!!.

* قلنا: نحن نريدك أن تصل للمسؤولين في أماكنهم في المدن الكبيرة!!.

**

** قالت (عكاظ): سارق مدرسة البنات 44 لم يجد نقودا فترك ورقة يطالب فيها بتوفير الأموال للمرة القادمة!!.

* قلنا: (لو يدري إن المعلمات يقطون لنظافة المدرسة وتكييفها قط معهم!!). **

**

قالت (مكة): الكوريون الجنوبيون يعبرون عن مشاعر محبتهم بارتداء ملابس متشابهة!!.

* قلنا: (لانفرق بينهم وملابسهم مختلفة فكيف إذا تشابهت؟!).

**

** قالت (عكاظ): الشورى يسقط توصية استقطاب الكفاءات السعودية للجامعات السعودية!!.

* قلنا: (ما يبي الكفاءات السعودية تفقس!!).

**

** وقالت أيضا: انتهى زمن المماطلات .. حسم القضايا الحقوقية في جلسة واحدة!!.

* قلنا: (طبعا بعبارة روحوا تصالحوا!!)

**

** قالت (عكاظ): مواطن يتهم مدير رخص أمانة نجران باحتجازه في مكتبه!!.

* قلنا: (احمد ربك.. غيرك يتمنى يدخل مكتب مسؤول ولو احتجز!!).

**

** قالوا: كابتن الخطوط السعودية يحرم طفلة عمرها سنتان وشهر من دخول الطائرة!!.

* قلنا: (يمكن الطفلة سبق أن انتقدت الخطوط فطبق عليها من ينتقدني لا يدخل بيتي!!).

**

** قالت (الرياض): الخليجيون أنفقوا مليار جنيه استرليني في بريطانيا عام 2013م!!.

* قلنا: (وكلها فواتير مواقف سيارات وترزز في قهاوي!!).

**

** قال عنوان شؤون الوطن بـ(عكاظ): أبولهب وأبوجهل ومسيلمة الكذاب في قبضة (الهيئة).

* قلنا: (بيطلع أمية بن خلف ويكتب مقال يدافع عنهم ويهاجم الهيئة!!).

**

** قالت (عكاظ): معاناة المرضى مستمرة بين نقص الأسرة ولهيب أسعار الخاصة!!.

* قلنا: (وعلى لهيب أسعار الخاصة يفوح قدر الشراكة!!).

حوار الأسئلة المكتوبة

أعتقد بل أجزم أن إصرارنا على طرح الأسئلة في بعض الحوارات عبر وريقة صغيرة مكتوبة، يدخل ضمن اهتمامنا بالمقتنيات القديمة والآثار الموغلة في القدم، تماما مثل اقتنائنا لمساند أبوطير الحمراء أو تلفون أبو هندل أو بناء (المجالس) من الطين الطبيعي المزين بجبس أبيض نسميه (شرف)!!.

هل يعقل، في زمن ترسيخ روح الحوار المباشر وفي زمن (تويتر) و(الفيس بوك) وزمن المواجهات الساخنة في مجالس الشورى والبرلمانات والمؤتمرات الصحفية، أنه لا يزال بيننا من يفرضون التحاور معهم عبر أسئلة مكتوبة، وأن ثمة أناسا يقبلون حضور مثل هذا الحوار؟!.

أمر غريب جدا، فنحن في زمن مختلف عن ذي قبل، ومن باب إحقاق الحق والإنصاف للوطن القول إننا تأقلمنا معه بدرجة جيدة جدا، فأصبحنا من دعاة الحوار والتحاور ورواد المناصحة، ومع ذلك تجد أناسا لا يجرؤون على فتح باب الحوار المباشر رغم ثقتهم في الحضور وأنهم بشر حقيقيون متواجدون بصفتهم الشخصية الاعتبارية ومسؤولون عما سيقولون وليسوا أشباحا خفية غير مسؤولة.

إذا كان أسلوب إدارة الحوارات الجماعية في الندوات والمؤتمرات واللقاءات والديوانيات والاثنينيات والثلوثيات، بطرح الأسئلة المكتوبة في وريقة، أصبح من الموروثات الأثرية القديمة، مثله مثل سراج (أبو دنان)، وأصبح أمرا غريبا جدا ومرفوضا في زمن المكاشفة والشفافية والحوار المفتوح، فإن الأغرب منه هو أن يقبل مذيع أو محاور توجيه أسئلة محددة سلفا (يعني مكتوبة) عندما يستضيف مسؤولا خدميا يحرص على كسبه ومجاملته، وهذا أصبح ديدن أكثر من برنامج ومقدم في قنوات تدعي المهنية والاستقلالية والجرأة.