الشهر: فيفري 2014

قالوا وقلنا

** قالت (سبق): في السعودية.. أطنان الذبائح والمفاطيح ضاعت بين التباهي والإسراف.

* قلنا: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا!!.

**

** قالت (عكاظ): فسح لحوم هندية بالشرقية سبق منعها في جدة.

* قلنا: يمكن الموظف هواه شرقي وقلبه يعشق الهندية!!.

**

** قالت (عكاظ): إغلاق مخبز في نجران.. اختلط عجينه بفضلات الفئران.

* قلنا: (كمل القصيدة وبكره يطلع واحد مقرود يغنيها في محطة إف إم).

**

** قالوا: تقرير في الشورى ينفي وجود بطالة في السعودية!!.

* قلنا: (طبعا، لأن كل أعضاء الشورى توظفوا!!).

**

** قالت (عكاظ): كهرباء عنيزة على أعمدة من قش.

* قلنا: (عشان يصدمها كامري ويقشها!!).

**

** قالت (الرياض): مراكز التأهيل الشامل تحتفل باليوم العالمي للإعاقة!!.

* قلنا: (تحت شعار ضرب وتعنيف واستحمام جماعي مصور!!).

**

** قالت (الاقتصادية): زوجة أوباما تجبره على تغيير مكانه لتفصل بينه وبين الشقراء رئيسة وزراء الدنمارك!!.

* قلنا: لأنها تعلم أن زوجها مع الخيل يا شقراء!!.

**

** قالت (عكاظ): إسباني ينصح مسي بالكليجا!!.

* قلنا: على شحم!!.

المهم أن لا يقتل بعد إسلامه!!

لم يستثمر إسلام السياسي وعضو البرلمان الهولندي وعضو المجلس البلدي أرنوود فان دورن الاستثمار الصحيح في الدعوة، منذ اعتناقه لدين الإسلام العام الماضي وعزمه على أداء فريضة الحج حتى يوم أول أمس الأول الثلاثاء عندما دعي لحضور مؤتمر (الحوار وأثره في الدفاع عن النبي ــ صلى الله عليه وسلم)، وتحسب لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هذه الفكرة ولمن اقترحها الشكر والدعاء.

صحيح أن الدين الإسلامي ليس في حاجة إلى أحد بقدر حاجة كل أحد إليه، لكن الدعوة للدين تحتاج مثل هذا الموقف والمواقف التي تلته، فأنت تتحدث عن رجل كان من أشد أعداء الدين الإسلامي، وأنتج فلما مسيئا للنبي محمد ــ صلى الله عليه وسلم، وكان ينتمي لحزب الحرية الهولندي الذي يرأسه واحد لا يزال شديد العداء للإسلام هو العنصري جيرت فيلدرز المعادي للإسلام والمسلمين، وعندما يتحول رجل مثل هذا من حالة العداء الشديد إلى الاقتناع والإسلام والإيمان، فإنه تحول جاذب للجميع، خصوصا أن حالة العداء اشتهرت وعرفها القاصي والداني، ولا بد أن نسبة عظمى من غير المسلمين ممن عرفوا العداء سوف يتساءلون عن سر الاقتناع والتحول، وهذا أمر هام في الدعوة إلى الإسلام، ومن أسرار عظمة هذا الدين أن انتشاره يزداد كلما زاد العداء له!!، وأوضح دليل هو أن الحملة الشرسة ضد الإسلام والمسلمين بعد الحادي عشر من سبتمبر لم تزده إلا انتشارا أقلق أعداءه فاشتكوا من ازدحام المساجد (بل والشوارع) في أوروبا وأمريكا بالمصلين في وقت هجرت فيه الكنائس.

الخطوة الأخرى التي تستحق الإشادة هي مبادرة معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس بإلباس عباءته على كتف الأخ المسلم أرنوود فان دورن في صورة أتوقع أن تجد صدى إيجابيا كبيرا جدا على مستوى العالم، فهي تعكس معنى التسامح والعفو في أجمل صوره (تسامح الإسلام وعفو أهله) بعكس ما يشاع عنهما كذبا وافتراء على الإسلام والمسلمين، خصوصا أن البعض استباح دم منتج الفلم المسيء عن الرسول غضبا من فعلته، وهاهي فعلته تثبت أن رب ضارة نافعة، فالإساءة الشنيعة زادت الرسول حبا ولفتت أنظار غير المسلمين للإسلام، واعتناق منتج الفلم للإسلام إذا استثمر جيدا سيزيد لفت الأنظار إلى درجة تخيفني من أن يستبيح دمه حقا أعداؤه الجدد أعداء الإسلام فيقتلوه!!.

زوجة الأب في خطبة الجمعة!!

وسط غياب تام لوزارة الشؤون الاجتماعية في المشهد الاجتماعي والتدخل الإيجابي لحل المشاكل الاجتماعية عامة والأسرية خاصة عن طريق تفعيل دور الأخصائية الاجتماعية في البحث الاجتماعي ومساندة ضحايا الحوادث والكوارث والعنف الأسري وطمأنة الناس والوقوف معهم في الظروف التي يحتاجون فيها إلى سند وهو الأمر الذي طالبنا به كثيرا لنصبح مثل كل العالم المتحضر الذي يتبع أسلوب الوقاية من آثار الأزمات النفسية والاجتماعية على الأفراد بمساندتهم وبالتالي خلق مجتمع صحيح سليم نفسيا واجتماعيا أو على أقل تقدير تقليص آثار الصدمات النفسية على المجتمع.

ووسط تغييب تام من وزارة التربية والتعليم لدور المعلمة والمعلم في تقصي ظروف الطالبة والطالب الاجتماعية وإشغالهما بأعباء تلقين ستين طالبة أو طالبا في فصل ضيق صغير وأعباء إصلاح خلل الصيانة والبيئة المدرسية السيئة وإهمال الوزارة التام للدور الحقيقي للمشرفة والمشرف الاجتماعي في المدرسة.

وفي وقت ولي فيه أمر برنامج الحماية الأسرية لغير أهل الاختصاص في علم الاجتماع، وغير أهل الحماس إلا لتلميع الذات وحضور المؤتمرات.

أقول باختصار شديد، وسط كل هذه الظروف المتكالبة على اليتامى وأبناء المطلقات برزت زوجة الأب القاسية كمشكلة لا تقل خطورة عن مشكلة الأخطاء الطبية المهملة وحوادث السير في الفتك الجسدي والنفسي بأطفال أبرياء معزولين ليس لهم من يحميهم ويساندهم غير خالقهم.

لو جمعنا أخبار العام المنصرم 1434هـ وحده عن ضحايا عنف زوجة الأب لوجدنا أخبار مقتولين كثر ومعذبين أكثر ومشردين ومورطين (وعلى طاري المورطين، لماذا نسينا وبسرعة وأهملنا متابعة أمر الفتاة المواطنة التي أنقذتها «عكاظ» بعد أن هربتها زوجة أبيها مع باكستاني لتتغرب أكثر من عشرين سنة؟! لماذا أصبحت قضيتها مجرد فورة مشروب غازي مرجوج؟!).

قضايا زوجة الأب خطيرة (مع الاستدراك بأن ثمة زوجات أب صالحات عادلات مؤمنات يخشين الله في أبناء أزواجهن)، ووسط إهمال الوزارات المعنية فليس لنا بعد الله غير خطب الجمعة ومنابر الدعاة للنصح والإرشاد وتوجيه زوجات الآباء بالرفق بالأيتام وأبناء المطلقات فقد خلفن عناصر محبطة وناقمة على إهمال المجتمع بوزاراته وبرامج الحماية وجمعية وهيئة حقوق الإنسان.

المكافحة والنظرية!!

مما نقع فيه أيضا من أخطاء القائد الإداري غير ما نبهت إليه بالأمس، من أنه يفتي في غير تخصصه، أنه يتحول من أداء مهمة جليلة عظيمة هي القيادة إلى محاضر ومنظر ومبتكر تعريفات.

خذ على سبيل المثال لا الحصر فإن مهمة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) التي أنشأتها القيادة الحكيمة من أجلها هي مكافحة الفساد وحماية النزاهة وتعزيز مبدأ الشفافية، ومكافحة الفساد المالي والإداري بشتى صوره وأساليبه تعني العمل الجاد الدائم على الإيقاع بالفاسدين وردع من تسول له نفسه فسادا بصرف النظر عن حجم الفساد وتأثيراته.

ليس المطلوب من هيئة مكافحة الفساد التنظير أو الإفتاء بعدم تأثير الفساد على مسيرة التنمية، بل ربما كان المطلوب هو العكس وهو تركيز الضوء على أثار الفساد على التنمية وأضراره تشجيعا لأفرادها وحثا لهم على العمل أكثر وأكثر على اجتثاثه، فتضخيم خطورة العدو مدعاة للحث على محاربته وليس العكس، وبالنسبة لهيئة مكافحة الفساد فإن الفساد عدو مثلما أنه عدونا اللدود ولا نقبل من أحد أن يقلل من تأثيره على مسيرة التنمية خصوصا ونحن نرى جليا ما آلت إليه بعض المشاريع التي أولتها الدولة، أعزها الله، اهتماما وصرفا غير محدود وليس بشحيح ولا بخيل وعلينا أن لا نبخل في تقديرنا لأثار الفساد على التنمية.

محصلة القول أن تركيز القائد الإداري المحنك يجب أن يكون على تنظيم العمل ووضع الخطط والاستراتيجيات لإنجاز المهام والتشجيع على إنجازها والحث داخل المؤسسة على الوصول للهدف، أما إلقاء المحاضرات على العامة غير الموظفين فهي مهمة الأكاديميين والمنظرين.

الإداري يتحول إلى مفتٍ

مشكلة كبيرة نواجهها كثيرا تكمن في تحول المسؤول الإداري المكلف بمهمة تولي دور القائد الإداري لإدارة دفة وزارة أو هيئة أو مؤسسة من دوره الأساس في القيادة الإدارية وتنظيم الإدارة إلى دور المفتي في كل ما يتعلق بأحد أو كل العناصر العلمية أو الإحصائية أو الفنية أو الهندسية ذات العلاقة بعمل وزارته أو الهيئة والمؤسسة الموكل إليه تولي (إدارتها) فقط.

هذا النهج الخاطئ إضافة إلى أنه يستفز المتخصصين في المجالات العلمية المهنية كالهندسة والطب والصيدلة والقانون فهو يبين بأن القائد الإداري تحول من مهمته الأساس وهي التنظيم الإداري للمؤسسة كقائد إلى تقمص دور كل متخصص فيها وادعاء معرفته بتخصصه.

الوزارات والهيئات والمؤسسات يعمل بها مهندسون ومحاسبون وقانونيون وأطباء وصيادلة وأكاديميون وعلماء وباحثون في مجالات علمية متخصصة ودقيقة متعددة، أما القائد الإداري فهو فرد واحد تخصصه واحد ويفترض أنه علم الإدارة الواسع الكبير ولدينا ولدى بعض الدول غير المتقدمة أو النامية يكثر أن يتولى الإدارة غير أهلها من أطباء ومهندسين وصيادلة وفنيين، لكن القائد الإداري متخصص في مجال واحد يفترض أنه الإدارة وإن لم يكن إداريا فتخصصه (طب أو هندسة أو صيدلة أو أي تخصص فني آخر) لكنه يفتي في مجالات أخرى ويتدخل فيها وكأنه بتوليه للقيادة الإدارية أتقن كل فن وتعمق فيه، وهذه مشكلة كبرى ربما لو بحثنا جيدا لوجدنا أنها أحد وليس كل أسباب فشل بعض منجزاتنا أو سوء تنفيذها.

هذا رأيي المتواضع الذي يحتمل الخطأ قبل الصواب وما عليكم إلا البحث والتقصي للتأكد من صحته!!.

قالوا وقلنا

** قالت وزارة الصحة: إنشاء خمسة مراكز لعلاج السمنة!!.

* قلنا: عالجوا سمنة الوزارة أولا!!.

***

** قالت (الشرق): وزير العمل يؤكد «سنغلق المدارس المخالفة»، والتعليم الأهلي يرد (لا تهدد).

* قلنا: قصدهم (قو هد)!!.

***

** قالت (عكاظ): مستشفى حائل ينقل مريضة بالإخلاء الطبي بالخطأ بدلا من أخرى، ومصدر في الصحة يؤكد أنها الحادثة الأولى من نوعها!!.

* قلنا: (يعني إنجاز؟!).

***

** قالت (الرياض): اليابانيون يطورون جهازا لرصد غفوات السائقين وإيقاظهم.

* قلنا: نريد مثله للإداريين!!.

***

** قالت (ي ب أ): حيوان أليف جديد في داوننق ستريت!!.

* قلنا: (صاروا اثنين!!).

***

** قالت (الوكالات): أمازون تختبر توصيل البضائع بطائرات بدون طيار!!.

* قلنا: عرفناها طائرات لتوصيل الموت!!.

***

** قالت (الرياض): روائح المجاري تهدد صحة أهالي جنوب الرياض!!.

* قلنا: من زمااااان!!.

***

** قالت (د ب أ): فرنسا تحارب الخصر المنتفخ!!.

* قلنا: بنقاب ولا بدون!!.

***

** قال رياض نجم: نتجه لفرض رقابة على اليوتيوب.

* قلنا: (تذكرت خبر الممرضات إلي وضعوا لاصق على فم الرضيع حتى لا يصيح!!).

أزيلوا «فشلتونا عند الجيران» من قاموس وطني

ألاحظ، هذه الأيام، أكثر من أي وقت مضى، أن بعض النقاد يركز في تبريره للمطالبة بتغيير وضع أو إصلاح آخر على عبارة (حتى لا تفشلونا أمام دول أخرى)، ويقصد في الغالب دول أوروبا وشمال أمريكا، وفي أحيان كثيرة يقصد دول جوار لا تشكل بالنسبة لوطننا حارة في مدينة!.

في ظني الجازم أن الثقة بالنفس تستوجب أن نعمل من أجل إرضاء طموحنا الوطني وإسعاد مواطنه لا خوفا من (الفشيلة) من الآخرين، وأن (الفشيلة) من المواطن هي الأهم، وأن رضاه هو الهدف، وأن الغاية السامية الأهم هي الوصول إلى ما يحقق إسعاده ورفاهيته في حدود ما يريده هو، بحكم تمسكه بتعاليم دينه وعضه عليه بالنواجذ، وتمسكه بقيمه وأخلاقه وعاداته الاجتماعية وتقاليده الأصيلة!!، ما لنا وما للآخر فيما يخص وطننا وحياتنا وطريقة عيشنا حتى يكون هدفنا أو مبررنا هو الخجل منه أو لكيلا (نتفشل) معه؟!.

الثقة بالنفس، بعد الثقة بتوفيق الرب، هي أساس كل نجاح، سواء على المستوى الفردي أو الوطني، فالأهم أن ترضي ضميرك وتقتنع أنت بواقعك أو لا تقتنع به فتحاول جادا جاهدا تغييره إلى الأفضل من أجلك أنت وليس إرضاء للآخرين.

كنت أعتقد أن عبارة (لا تفشلونا عند الخواجات) قد زالت من قاموسنا المحلي القديم، خاصة قاموس الإعلام، وخصوصا أن أولئك الذين نسميهم (خواجات) انكشفوا أمامنا بما (يفشلهم) عندنا، لكنني فوجئت بمن يقارن وطني بمن هم أقل منه تمسكا بالدين والقيم والمبادئ والأخلاق، وليس لهم حض من حضارة وعادات وتقاليد، أو تخلوا عنها تماما، فعلى رسلكم وبمن تقارنون؟!.

الانتصار الحقيقي للأوطان بالتضحية بكل شيء من أجل التمسك بدين وقيم وأخلاق يريد المواطن التمسك بها، وبهذا نفاخر كمواطنين، فرجاء أزيلوا عبارة (فشلتونا عند الجيران) من قاموسنا الوطني واستبدلوها بعبارة (لا تفشلونا مع المواطن الصالح).

سلاح أبيض في مدرسة

حدث ما كنت أحذر منه على مدى سنوات عندما طالبت بأن يتم دعم المدارس (وكل مواقع التجمعات اليومية) برجال أشداء أو نساء شديدات لحفظ الأمن وحماية النظام، وأن يكون ذلك عن طريق توظيف شباب وشابات على وظائف حماية أمنية وفرض النظام في تلك المجمعات و أهمها المدارس، حيث الشباب والفراغ و(الحدة) هذه المرة وليس الجدة.

الفوضى والمضاربات وضرب معلم، بل قتل معلم و إهانة مدير وترويع طلاب، ودخول سيارة (تفحط) داخل ميدان مدرسة جميعها حوادث حدثت في مدارس عدة ومناطق عديدة، وما حدث في مدرسة تبوك ليس حكرا على تلك المدرسة أو تلك المنطقة، وليس حالة خاصة كما يحاول البعض تصويره، بل مدرسة تبوك مجرد مثال لحالة عامة من الفوضى داخل المدارس بسبب غياب عنصر حفظ النظام وفرضه داخل المدرسة وإيكال هذه المهمة الهامة للمعلم أو الوكيل أو المدير!!.

إجابة مدير التوجيه و الإرشاد في إدارة تعليم تبوك على أسئلة الزميل علي العلياني عندما استضافه في برنامج (ياهلا) هي الأخرى مجرد مثال على مكابرة جهاز التعليم بأكمله ومواجهته لظاهرة فوضى المدارس بدس الرأس في الرمل.

أولياء أمور الطلاب وشهود عيان يتحدثون عن طالب يجوب المدرسة بسلسلة حديدية ضخمة ومقطع فديو لمكتب المدير وقد عبث بأثاثه ومكوناته و تولي طالب حراسة باب المدرسة للتحكم في الدخول والخروج و استخدام سلاح أبيض داخل المدرسة وصاحبنا يردد تارة بأنه شجار بين عائلتين وتارة أخرى يقول إنه بسبب رغبة الأهالي بفصل قسم الثانوية عن المجمع!!، يا أخي نحن لم نسألك عن الأسباب والخلفيات لما حدث!!، نحن نسأل لماذا يسمح بأن يحدث داخل المدرسة؟!، ولماذا تركت المدرسة لتكون بيئة معزولة ووسطا مناسبا جدا وميدانا لمشاجرة عائلات بينما في زماننا كنا إذا اختلفنا داخل المدرسة وأردنا مشاجرة نردد بصوت خافت (الوعد الطلعة).

وزارة التربية والتعليم اليوم هي من لم يقتنع بمواكبة المتغيرات الأساسية في طباع الشباب و المجتمع وقبلت بأن يكون الوعد في المدرسة و (الوعد الدخلة).

أرجو أن نواجه واقع فوضى السلاح الأبيض في المدارس وأن لا يكون هناك عذر جديد

من يعلق جرس تصحيح جديد؟!

خطوة إيجابية جادة واحدة جنينا منها جملة إيجابيات متتالية و لا نزال نسعد بنتائج إيجابية جديدة كل صباح، تلك هي خطوتنا الجادة في تصحيح وضع العمالة التي مارسنا فيها إصرارا مقرونا بتريث وهدوء ومهلة ثم حسم لا رجعة فيه.

مع إشراقة كل صباح نستبشر بواحدة أو عشرا من نتائج سارة لتلك الخطوة ما كنا نتوقعها أو لم تكن في حسبان المواطن وإن كانت في حسابات المسؤول منذ مدة، وبدأنا في جني ثمار خطوة كدنا أن نفوتها أو تأخرنا كثيرا في تطبيقها، لكن لا ضير دعونا نفرح بالنجاح وننسى التأخير، ونتفاءل ونحتفل بخطوة إيجابية جادة واحدة ونجعلها شاهدا ومثالا!!، وكعادتنا نقول في أمثالنا الشعبية (ما تأخر من وصل).

الأهم الآن أن نستفيد من تذوق طعم النجاح ومعايشة إيجابياته والانتصار على من يتردد ويفترض الصعوبات ويتشاءم بتعداد سلبيات كل خطوة تصحيحية ويخوف من نتائجها، مثل أولئك الذين صوروا أننا بعملية التصحيح تلك سنواجه مشاكل كثيرة وندرة عمالة وغلاء أعمال لسبب في أنفسهم وتعارض للخطوة مع مصالحهم، والحقيقة أن ذلك الوهم أو محاولة الإيهام لم تنجح، بل على العكس زادت فرص عمل ورخصت أسعار سلع كانت محتكرة وتوفر ما كان ينقطع منه السوق من ضروريات.

الاستفادة من تذوق طعم النجاح بعد عملية تصحيح وضع العمالة الأجنبية يكون بالشروع في عملية تصحيح أخرى جديدة بذات الجرأة والإصرار ونبذ المحبطات والتردد، وميدان حياتنا العملية ومجتمعنا حافل بسلبيات كثيرة مشابهة تحتاج إلى عمليات تصحيح وتحتاج إلى من يعلق الجرس في وزارات عدة كالتعليم والصحة والشؤون الاجتماعية والزراعة، كل على حدة، وقد سبق أن ذكرت منها وأهمها في نظري، وهو قطع دابر صراع وتعارض المصالح بين التصحيح في وزارة و المصلحة التجارية للقائمين عليها مثل تعارض تصحيح وضع ورسوم المدارس الخاصة مع مصلحة مالكيها أو تعارض تصحيح أخطاء وغلاء وممارسات المستشفيات الخاصة مع مصالح منسوبي الصحة.

تلك مجرد أمثلة فحسب، أما فرص ممارسة تصحيحات أخرى ناجحة فكثيرة جدا ويدركها المسؤول ويدرك إخلاصه أن التأخر فيها ما هو إلا تأخر في إعلان فرحة جديدة بنجاح جديد وعلى التفاؤل نلتقي.

نصف كأس الإصلاح الفارغ

أتاحت أنظمة جديدة متجددة الفرصة للجهات الحكومية (المقصرة) تقديم الشكوى ومقاضاة صحيفة أو كاتب وتغريمهما باستغلال الثغرات في خبر أو مقال أو عدم توثيق تصريح أو معلومة، هذا أمر مقبول وهو من حق المسؤول الذي انتقد حتى لو كان الانتقاد في محله ومبنيا على أساس تقصير موجود، أول من يعلمه ويشعر به المسؤول محل النقد ومحامي الجهة الحكومية المعترضة، أو كانت الصحيفة أو الكاتب مخطئين ولم يتوثقا قبل النشر، ففي كلتا الحالتين مارست الجهة الحكومية حقها الممنوح لها مؤخرا في مقاضاة وتغريم صحيفة أو كاتب وهو ما سيؤدي إلى شح شديد في إهداء العيوب وتردد كبير في ممارسة الإصلاح المبني على تفعيل دور السلطة الرابعة فإذا اجتمع أمن للعقوبة وأمن من النقد وفضح جوانب القصور فإن إساءة الأداء مثل إساءة الأدب تسعد وتزدهر بأمن العقوبة والنقد.

السؤال الأهم الذي يتبادر للذهن مع تفعيل هذا الإجراء الجديد، بمقاضاة الصحف والكتاب وحتى المراسلين، هو ماذا عن عدم التجاوب والتفاعل مع النسبة الأكبر بل الغالبية الساحقة من الانتقادات وأخبار القصور الموثقة، لماذا لا تحاسب عليها الجهات الحكومية؟!، لماذا لا تحاسب وتقاضى الجهات المقصرة على نتائج تقصيرها الثابت الموثق والذي يعد تنكرا وإهمالا وسوء استغلال لكل الدعم الكبير ماليا ومعنويا الذي تجده من قيادة حكيمة مخلصة وحريصة على إسعاد المواطن واحترام لكل من يحرص على إسعاده؟!، لماذا لا تحاسب الجهة الحكومية على عدم تنفيذ الأوامر السامية الكريمة بضرورة التجاوب خلال فترة محددة لا تتجاوز 15 يوما مع ما تطرحه وسائل الإعلام من قضايا ونتائج قصور وانتقادات وأخبار مأساوية يتعرض لها المواطن نتيجة تقصير وزارة أو مؤسسة كانت للتو كسبت قضية ضد صحيفة أو كاتب بغرامة كبيرة.

الإصلاح كأس يجب أن يشرب ويرتوي منه الجميع وأن ننظر إليه بعين عقل تقدر نصفه الملآن ويقلقها نصفه الفارغ.