الشهر: فيفري 2014

قالوا وقلنا

** قالوا: وزارة الصحة تستبدل مسمى الطب التكميلي بالطب البديل.

* قلنا: يا لعشق هذه الوزارة للمسميات، ثم هما طبان مختلفان معترف بهما معا!!.

** قالت (عكاظ): مدير تعليم جدة ينبذ محاولة أربعة طلاب إحراق مدرستهم.

* قلنا: خلوا النبذ والاستنكار وابحثوا في الأسباب وعالجوها!!.

** قالت (عكاظ): استبعاد مقتحمي السيول من استحقاق التعويض.

* قلنا: المفروض يطبق عليهم غرامة مخاطرة بالحياة وإزعاج لأهل الفزعة.

** قالت (عكاظ): إحباط تسلل الإثيوبيين من جامعة طيبة!!.

* قلنا: ليتنا أحبطنا هروبهم من جامعة نورة!!.

** قالت (الرياض): وزارة الداخلية تمنع البيع العشوائي لحليب الإبل!!.

* قلنا: دور يفترض أن تلعبه وزارة الصحة، فقد فتكت بالناس الحمى المالطية.. تحية لوزارة الداخلية!!

** قالت (رويترز): الصين ترسل أرنبا لجمع معلومات عن القمر.

* قلنا: سترسل أمريكا كلبا ليفترسه!!.

** وقالت (رويترز): إن أرنب الصين سيجمع معلومات وصورا عن ما يحدث في سطح القمر!!.

* قلنا: وغيرهم مشغولون بإرسال من يجمع معلومات عن استعداد فريق كرة قدم منافس!!.

** قالت (عكاظ): دكتور قلب مزيف مع ستة تخصصات طبية!!.

* قلنا: وهيئة التخصصات الصحية نائمة في العسل!!.

** قالت (الرياض): أربع سعوديات يستثمرن في تربية الأغنام وتجارة المواشي!!.

* قلنا: هذا هو الاستثمار الأصيل، ولكن البعض يريدهن مواشي!!.

** قالت (عكاظ): الأحجار لحماية مجمع بنات من السرقة.

* قلنا: (وظفوا حراسة أمنية للمدارس!!).

التعليم ينبذ وأنا أنبذ وأستنكر

ليس الفخر أن نقبض على أربعة طلاب حاولوا عدة مرات إحراق مدرستهم الثانوية، الفخر الحقيقي أن نفهم منهم لماذا يريدون إحراقها ويصرون عليه، ثم نعالج الأسباب وطنيا بإزالة المسبب ومنع تكراره وإزالة كل دواعيه ومسبباته أيا كانت، ثم تغليظ العقوبة للدواعي الإجرامية.
مدير تعليم جدة قال لـ«عكاظ» إن مدارس جدة تنبذ مثل هذه الأفعال غير المقبولة من هؤلاء الطلاب الذين يحاولون إيذاء زملائهم بإشعال الحرائق في مدرستهم وتعريض الأرواح والممتلكات للخطر، داعيا الطلاب إلى نبذ مثل هذه الأفعال والتركيز على الأمور التربوية (انتهى).
تنبذ ماذا يا سعادة المدير؟! نحن أتلفنا أعمارنا ونحن ننبذ ونستنكر ولم نتحرك قيد أنملة، وتكتفي في عزم طلاب على حرق مدرسة بأن تنبذ؟! وتريد الطلاب أن ينبذوا؟! هل هذا هو الحل عندك؟!
أنا أنبذ وأستنكر نبذك واستنكارك، ولك الحق في نبذ واستنكار نبذي، وانبذ ونحن سننبذ ونبيذان يا حميدان سنتنابذ بيننا، لكن ما يحدث في المدرسة لن ينبذ بهذا النبذ!!.
يا وزارة التعليم، قلنا مرارا وتكرارا إن الطبائع والسلوك والتربية والنفسيات تغيرت، ولا بد أن نتعاطى مع تجمع مدرسي مهول يجمع شبابا مراهقا طائشا أو شابات مراهقات من منطلق تربوي متكامل يساير المتغيرات.
لا بد من تكثيف دور الأخصائي الاجتماعي والنفسي وأعدادهم وزيادة وظائفهم وصلاحياتهم وتكثيف الأمن المدرسي واستحداث وظائف له ومعالجة أسباب كره الطالب للمدرسة وحقده على المعلم والتعليم.
أنا لا أدافع عن الطلاب المخطئين، إنما أحاول اجتثاث الأسباب المؤدية إلى أخطائهم وتهيئة أجواء تزيلها تدريجيا دون رجعة، والمؤكد أن مجرد مقولة ننبذ لن تنجح في ذلك.

استفيدوا من درس النصر العالمي وطنيا

لم أشاهد مباراة النصر والهلال الأخيرة؛ لأنني كنت في مهمة عمل خارج المملكة في بلد لا تبرمج فنادقه ولا مطاعمه ولا مقاهيه قناتنا الرياضية، ليس لأنها اكتشفت عدم حياد القناة، ولكن لأسباب سبق أن شرحها لي الدكتور محمد باريان والمهندس صالح المغيليث.

ولست هنا لأتحدث عن تفاصيل فوز النصر أو خسارة الهلال، فهذا أمر متروك للزملاء الأفاضل المتخصصين في سبر غور كرة القدم؛ مثل الأستاذ أحمد الشمراني والأستاذ عادل الملحم، وإن كانت رزانة الأول تجعل خصومه يلمزونه بعبارة مستفزة في آخر الثواني، وصراحة الثاني تجعلهم يكتمون عنه الصوت، فهذا حال إعلامنا الرياضي مع كل راقٍ وعالمي.

ما يهمني من تلك المباراة أو الاستشهاد بكرة القدم عامة هو ما علمته لاحقا من أن أجانب نادي النصر رفضوا لعب المباراة وخرجوا من معسكرها؛ بسبب مستحقات مالية أرى أن إدارة النادي تتحمل عدم الوفاء بها، فتأمين الحقوق مطلبنا ــ كحقوقيين ــ ولا لوم عندنا على من يطالب بحقوقه، إلا أن أسطورة كرة القدم السعودية والظاهرة الآسيوية ماجد عبدالله يرى أن توقيت المطالبة ورفض اللعب ليلة المباراة أمر غير مهني ولا مقبول، وهذا الرجل أدرى بمواثيق كرة القدم، ففي ظني أنه أشهر من أخلص وبذل لإسعاد جماهيرها وطنيا وفي ناديه على حد سواء، رغم ما واجه من الإعلام الرياضي المتعصب من مواقف محبطة.

ما يعنيني أن أستشهد به ككاتب اجتماعي وطني في ذلك الموقف هو أن يستفيد الوطن أجمع من هذه المواقف، فيقتنع ويقيم خططه على أساس الاعتماد على أبنائه المواطنين في كل مجال، ولا يركن ويعتمد على العنصر الأجنبي إلا في اكتساب الخبرات، ففي كل شأن وطني لن يبقى للوطن ويخلص له في كل الظروف غير أبنائه، ولعل موقف أجانب النصر يعيدنا ويذكرنا بالموقف الأهم الذي حدث إبان حرب تحرير الكويت عندما شد كثير من الأجانب الرحال هاربين إلى بلدانهم، فأذكر بحكم طبيعة العمل أن المستشفيات أصبحت شبه خالية من الأطباء والصيادلة والممرضات والفنيين، ولولا توفيق الله ثم الكوادر الوطنية القليلة التي ناوبت وعملت على مدار الساعة لحدثت كارثة، خصوصا أننا في حالة حرب وعدوان بالصواريخ.

نجاح النصر بعد أن تخلى عنه الأجانب في الاعتماد على العناصر المحلية واللاعب الخليجي الذي لا يعد عندنا أجنبيا ذكرني ويجب أن يذكر وطني، بأن الاستثمار الحقيقي يكون في أبناء الوطن، ولا ضير في الاستشهاد بموقف كروي مفيد.

للمعلومية المقال قديم بعد مباراة دوري جميل الدور الأول ونشر في عكاظ في 27 نوفمبر 2013م وأعاد الموقع التغريد به آليا لتوقف الموقع بسبب خلل فني وهذا رابطه في عكاظ
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20131127/Con20131127657618.htm

مع تحياتي
محمد الأحيدب

المشاريع الهشة .. أخطاء مهندس أم قلة حيلة؟!

لا موقف عندي ضد المهندسين السعوديين، تماما كما الأطباء السعوديين، أشيد بالمتميز منهم في الإخلاص لمهنته ووطنه وأكشف الفاسد الطماع المهمل لمرضاه، فأجد من المخلص شكرا ومن الفاسد غضبا لا يهمني، رغم عملنا في نفس الموقع، بل رئيس ومرؤوس، في حال المهندسين كنت ولا أزال أطالب لهم بكادر يليق بمهنتهم الهامة جدا انسانيا ووطنيا، وكنت وما زلت أستغرب عدم مطالبتهم وهيئتهم المهنية بكادر شبيه بكادر الأطباء والصيادلة والقضاة.

في ذات الوقت لا أجد غضاضة في القول إن المهندس السعودي يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية عما حدث من هشاشة عظام المشاريع الحكومية المنجزة ووهن جسدها وما حدث فيها من انكشاف أخطاء وتجاوزات في التنفيذ سواء مع الاختبار بالأمطار أو الاختبار بالعمر الزمني.

في كل وزارة ومؤسسة حكومية عدد كبير من المهندسين الذين يفترض أن يشرفوا على تنفيذ تلك المشاريع ويراقبوها ويدققوا عليها، فأين كانوا عند التنفيذ القاصر؟!، إن كان أمر المراقبة والتدقيق أوكل إليهم ولم يخلصوا المتابعة أو قبلوا رشوة وتغاضوا فتلك مصيبة عظيمة، وإن كان أوكل لمهندسين أجانب وتم تخطيهم وصمتوا فلا أقول إن المصيبة أعظم لكنها لا تقل عن سابقتها!!

أعرف مهندسين سعوديين مخلصين وأعرف مهندسين سعوديين دون ذلك ولا أشهد على رشوة أو فساد لكن فشل المشاريع يشهد!!، صحيح أن بعض الجهات الحكومية توكل الإشراف لشركة هندسية خاصة لا تستقطب مهندسين سعوديين في الغالب، لكن كل جهة تحفل بعدد من المهندسين ممن يتقاضون رواتب في وظائفهم فلماذا لم يطالبوا بالإشراف على مشاريعها بحكم التخصص ويبلغوا عن الفساد إن وجد سواء لرؤسائهم إن وثقوا فيهم أو للجهات الرقابية أو للإعلام وذلك أضعف الإيمان!!

لو كان لدينا شح في المهندسين لما استغربنا لكنهم موجودون ودورهم هو الغائب ولا خير فيهم إذ تحدث كل تلك الفضائح من انهيارات وتسريب وفشل وهم صامتون!!

المقاول السعودي الصغير ليس المشتبه الوحيد!

الاتهامات بدأت توجه لتنفيذ المقاول السعودي الصغير (مقاول من الباطن) في المشاريع الكبرى، واتهامات أخرى وتشكيك يوجه للمقاول السعودي عامة في سوء التنفيذ لكل المشاريع التي ترسي على شركة أو مؤسسة مقاولات سعودية، في محاولة جادة ومركزة لحصر جودة التنفيذ في شركتين فقط.

من العار في مثل هذه الأحوال رمي التهم جزافا في تحديد المتسبب في أي خطأ أو خلل أو عيب أو حتى هفوة، لا يجوز أن يتوجه الإعلام باتهام لواحد وتبرئة الآخرين لأن ذلك الواحد الذي يقدم كبش فداء سيعاني ويتألم خاصة إذا لم يكن يملك الماكينة الإعلامية التي يملكها أو يديرها غيره، هذا أمر مفروغ منه ينطبق على كل شيء وكل تهمة!!.

دعونا نعود لمشاريع المقاولات الفاشلة وندرس أسباب فشلها وعيوبها مفترضين أن كل الأطراف متهمة حتى تثبت براءتها، كل الأطراف دون استثناء ولا نحدد الحلقة الأضعف والجدار الأقصر ونركز عليه دون غيره!!، نريد دراسة علمية إحصائية متخصصة تتقصى كل الأسباب ولا تقصي طرفا على حساب آخر!!.

أنا لا أدافع عن شركات ومؤسسات المقاولات السعودية الصغيرة أو أعلن تبرئتها لكنني أركز على أن لكل جريمة أطرافا وظروفا ومسببات وأريد أن يكون لدينا روح العمل البوليسي بحيث نبحث عن كل الأطراف والدوافع والمسببات والمسهلات وأطراف تسهيل ارتكاب الجريمة وليس منفذها فقط.

هذا لا يعني أنني أقر بتنفيذ المقاول السعودي الصغير لمشاريع فاشلة ولكنني أنبه إلى أن منفذ جريمة الإخلال بالشروط لا يعمل وحده بل ثمة أطراف تساعده.

شخصيا وهذا رأيي المتواضع أرى أن المهندس السعودي المشرف على المشروع يتحمل جزءا كبيرا من اللوم والمسؤولية خصوصا أن جميع الدوائر الحكومية لديها مهندسون سعوديون!!

المساحة لا تكفي لعلنا غدا نتحول من الحديث المستمر عن أخطاء الأطباء الحكوميين إلى أخطاء المهندس الحكومي.

التأمين الصحي عالق في العناد

أحسنت صحيفة (عكاظ) صنعا إذ طرحت يوم أمس السبت موضوع التأمين الصحي على المواطنين مع عدد من أهل الاختصاص في المجال الصحي في دول الخليج عامة كالدكتور توفيق خوجة أو أحد مهندسي التأمين الصحي المفقود (بلسم) وهو الدكتور رضا خليل الملم إلماما تاما بنظام التأمين الصحي الذي كان على وشك التطبيق في عهد وزارة الوزير السابق حمد المانع، أو الدكتور عبدالإله ساعاتي عميد كلية الأعمال في جامعة الملك عبدالعزيز.

وحقيقة فإن كل من يثير موضوع التأمين الصحي وخاصة بالسؤال عن مصير نظام (بلسم) يحسن صنعا و يفعل خيرا في المواطنين ، وكان يفترض أن يتولى مجلس الشورى هذا الدور الهام كونه يتعلق بصحة وحياة من يمثله المجلس وينوب عنه، لكن المجلس انشغل بمايظنه بعض أعضائه أكثر أهمية كقيادة المرأة للسيارة أو عدم الموافقة على زيادة معاشات التقاعد أو عدم التدخل في ارتفاع الأسعار!!.

مما ورد فيما طرحته (عكاظ) مشكورة أمس من آراء المتخصصين وأهل الخبرة ومما سبق أن طرحناه مرارا وتكرارا ويتوافق تماما مع ماذكر أمس في (عكاظ) يتضح أن التأمين الصحي مشروع وطني هام لا خلاف على أهميته ولا خلاف على أنه تأخر ولا خلاف على أنه بات ضروريا أكثر من أي وقت مضى ولا خلاف على أن غيابه سبب مشاكل سنوية مقلقه وضجرا من المواطنين.

قالوا وقلنا

** قالت (عكاظ): الأضواء الخافتة المتحركة تكشف لص أسواق وسط البلد.

* قلنا: نريد أضواء كاشفة تكشف كل اللصوص.

**

** قالت (عكاظ): قصب غامض يقتل 155 رأسا من الماشية!!.

* قلنا: هذا الغموض هو الذي يخوفنا من مقولة (رح اشتر!!).

**

** قالت شؤون الوطن بـ(عكاظ): عضوة شورى تطالب (الهيئة) بتخطي إطالة الشعر إلى مراقبة مروجي المخدرات!!

* قلنا: (يا قدمك.. الهيئة متخطية إطالة الشعر من عشر سنوات، والمخدرات لها مكافحة قبل نصف قرن!!).

**

** قال عنوان (عكاظ): الصحة تكتفي بشعار الإحالة للخاصة والتأخير يكوي مراجعي المستشفيات فيصرخون داوونا ولو بحلم السرير!!.

* قلنا: (ترى يصدقون وبكرة يطلعون لك باستراتيجية العلاج بالأحلام!!).

**

** قال عنوان (عكاظ): مدير مدرسة ثانوية يتهم طلابا بإحراق سيارته.

* قلنا: عادي.. يحمد ربه ما كان فيها!.

**

** قالوا: جمعية إيثار تطلق لجنة الشفاعة الحسنة لإقناع ذوي المتوفى بالتبرع بأعضائه.

* قلنا: أقنعوا مدير المركز يتحرك شوي أو يتبرع بمكانه!!.

**

** قال رئيس لجنة الاحتراف: تمت الموافقة على مهنة (لا عب محترف)!!.

* قلنا: و(لاعب متقاعد ) يستجدي أهل الخير ما جبتوا له طاري!!

**

** قال متخصصون: (الشيبس) يهدد 70% من أطفال المملكة لاحتوائه على مادة الأكريلاميد!!.

* قلنا: وقال (تعليميون) 70% من المقاصف لنا وسوف لن نوقف بيعه!!.

**

** قالت سبق: بالفديو دورية هيئة الأمر بالمعروف تنقذ سيارة عالقة بالسيول!!.

* قلنا: (رجال يبيضون الوجه حتى وسيارتهم بدون دعامات بس بكره يطلع واحد يقول صدموهم وغرقوهم!!).

ما لكم إلا النشرة الـ…

شخصيا مللت متابعة نشرات الأخبار وأصبحت أحاول جاهدا أن أتلافاها فآخذ منها موجز الأخبار وأتلافى الصور والتفاصيل، الصور لا تعدو صور موت أو نزعات موت ليس لنا حيلة في إنقاذ نفس ولا الانتصار لميت، ليس هذا فحسب بل وصلنا مرحلة من تضارب الأخبار وتعدد الأحزاب والطوائف وتبعية القنوات الإخبارية لسياسي دون آخر وتلونها بألوان من يوجهها إلى درجة أننا لا نستطيع تحديد القاتل والمقتول والظالم والمظلوم، فلماذا أتسمر أمام التلفاز لأسمع أنباء لا حيلة لي فيها ولا ثقة في رواتها؟!، خاصة أنني من قوم ذوي فراسة قالوا في عزهم إن آفة الأخبار رواتها، فما لي ومال الآفات.

أنصحكم بأن تفعلوا مثلي فأنا لا أتابع من النشرات متابعة كاملة إلا النشرة التي يعدها ويشرف عليها وينتجها ويقدمها شباب اختاروا صياغة نشرة طريفة ذات تعليقات نقدية لاذعة عميقة مضحكة ومفرحة تنفس عن النفس المضغوطة من سوء الخدمات والفساد وفي ذات الوقت تثير الإعجاب والضحك، وصيغت بطريقة محنكة ومحكمة محايدة لا تحيز فيها ولا توجهات، وأعتقد جازما أن أولئك الفتية تعمدوا عدم تسميتها لأن الاسم عندنا أصبح يفسر أو هو يعبر عن توجه ما لذا أسموها (النشرة الـ…).

ليت كل النشرات الإخبارية في حياتنا على طريقة (النشرة الـ….) يقدمها محمد بازيد وحسام الحارثي بطريقة ساخرة لا لمز فيها ولا همز على شريحة من المجتمع أو فئة كما كان يفعل (طاش) ففشل، وفي ذات الوقت يضربان في الصميم وتحت الحزام ضربات متنوعة على (بطن) القصور وخاصرته وتحت حزامه، ثم يأتي موجز عبدالعزيز الحمدان في شكل (زبدة) الموضوع بنقد اجتماعي لا استهداف فيه لفئة أو غالبية صالحة.

أما طارق الحربي فيقدم لك طبق حلوى من الضحك المتواصل على تناقضات الرياضة وهفواتها وعجائب لاعبيها ومدربيها ولجانها وتحكيمها وتعصب إعلامها بجمل استفهام ساخرة تلمس فيها استغرابا منطقيا مدهشا لحال رياضتنا يعريها بأسلوب ساخر لا تقدر عليه صفحات الرياضة التي يوجهها ناد أو رئيس ناد بالريموت كنترول.

إلى الأمام يا شباب الإعلام الجديد فأنتم المستقبل واحذروا من مرحلة ما بعد النجاح وأخطر ما فيها استحواذ أصحاب هوى لاستغلال الانتشار القادم الأكبر والانخداع بوهم النجاح المبكر والانحراف عن الحياد كما حدث لـ(طاش ما طاش) رغم الفارق في العقليات لصالحكم.

من طرائف الإقصاء .. ملتحي لا تكلمني

كان الطموح عاليا وكنا نريد إلغاء الإقصاء من حياتنا بكافة صوره، صدمنا بأن أكثر دعاة نبذ الإقصاء وقبول الرأي والرأي الآخر ممن يسمون أنفسهم ليبراليين ما هم إلا أدعياء كشفهم الإعلام الحديث فأصبح كل من يخالفهم الرأي أو التوجه يجب بتره ونفيه من الأرض ونبذه، اتضح أن هدفهم نبذ الآخر وليس نبذ الإقصاء.

كان الإقصاء فكريا أو قل مرتبطا بمدى الالتزام بثوابت الدين (كلنا مسلمون) الملتزم يغضبه من يتهاون في أمر دينه ولو بمقال واحد يصنفه بعده ويعتبره الرويبضة المنتظرة، والتغريبي مدعي الليبرالية يريد إقصاء كل ذي لحية وإبعاده عن المشهد ولسان حاله يقول (والمعاذ بالله) ملتحي لا تكلمني.

بعد أن أكد إعلام (تويتر) و(فيسبوك) أن أدعياء الليبرالية أشد إقصاء ورفضا للآخر منذ بدء هيمنتهم على الإعلام التقليدي المكتوب، وإبعاد الآخر عن مجرد محاولة النقاش والتعبير ، برز على السطح إقصائيات طريفة وغريبة، ليس أغربها الإقصاء بناء على جواز السفر أو الإقليم والقرية وليس أطرفها الإقصاء بناء على الانتماء الرياضي.

الأغرب من ذلك هو ما اكتشفته من إقصاء مبني على أين تعمل، خاصة في المجال الإعلامي، حتى لو لم يكن لعملك علاقة بتوجهاتك أو حتى ممارساتك الإعلامية، فمثلا لو انتقد برنامج ( ياهلا ) جهة حكومية فإن غضبها سيطال كل من يقدم برنامجا في قناة (روتانا) حتى لو كان برنامجا رياضيا، فأنت هنا تصنف على أنك (روتاني) معاد.

نفس الشيء تماما مع قناة (إم بي سي) فبمجرد انتقاد برنامج (الثامنة مع داود) إحدى الوزارات في حلقة نارية فضائحية فإن كل من يعمل في برامج (ام بي سي) يصنف على أنه (إمبيساوي) ، أما إن كنت تعمل في قناة دينية الطابع كقناة المجد فإنك بمجرد إلقاء السلام على الجماعة إياهم ستسمع عبارة ( نمشي يا عيال) وكأن الهيئة طبت على مخالفين أو الجوازات دخلت على متخلفين.

دعونا نكون أكثر عقلانية وقبولا للآخر والحكم عليه بناء على ما يعمل لا أين يعمل و بالجوهر لا بالمظهر وبناء على أخلاقه لا (خلاقينه).

برفسور جراحة ركب لاعبين.. العجائز يمتنعون

بدأها طبيب عظام امتهن معالجة لاعبي كرة القدم قديما وقبل عصر الاحتراف حيث أندية رياضية يرأسها من لا يمتك أدنى خلفية علمية أو أكاديمية ناهيك عن طبية فأعلن عن نفسه بالبرفسور، (برفسور علاج إصابات الملاعب) مع أن مثل هذا المسمى غير موجود في أوساط الطب التي تحترم عقول بعضها البعض فالبرفسور درجة علمية أكاديمية بحتة بينما جراحة العظام تخصص طبي بحت يعتمد على المهارة والخبرة في الممارسة الطبية فقد تكون برفسورا يدرس الطب لكن أناملك ترتعش أو لا تجيد الإمساك بالمشرط مقارنة بأحد طلابك.

جاء نظام الاحتراف وملايين كرة القدم وأصبح الهدف وهو المال طبعا يمتلكه الهداف وهو لاعب كرة قدم صغير في عمره مبتدئ في مراحل تعليمه لكنه مليونير مصاب في مصدر رزقه وفريسة سهلة، وهنا تفاقمت المشكلة فالطبيب الاستشاري (أعلى درجة في سلم الممارسة الطبية) يريد أن يميز نفسه ويغري فريسته بما لا يفقه فأصبح يعلن عن نفسه بالبرفسور وصفحات وبرامج الرياضة مخدوعة بحكم عدم التخصص فأصبحت تطبل (معانا برفسور علاج إصابات الملاعب فلان) لم يبق إلا تحديد الملعب!!.

انتقلت نار الدعاية المغلوطة إلى كل التخصصات والأمراض، برفسور الطب النفسي وبرفسور أمراض النساء والولادة وبرفسور الأمراض التناسلية وبرفسور علاج البواسير.

المشكلة أن النسبة العظمى ممن يعلنون عن أنفسهم بلقب برفسور لم يدخلوا الجامعة منذ حفل التخرج بشهادة بكالوريس الطب!!، ولا أحد يردعهم عن خداع المرضى أو يمنع ترويج الطبيب لنفسه وهو ممنوع نظاما!!.

المشكلة الآن أن الطبيب يشوه زميله الاستشاري الأمهر منه طبيا فيقول أنا برفسور وهذا ليس (برفسور) مثلي مع أنه وكما أسلفت لا ميزة للبرفسور مهاريا بل ربما كان أقل تركيزا وقدرات حركية ونظرا.

الطريف أن أحد أخصائيي العظام (لم يكن آنذاك استشاريا) طلب منذ سنوات أن أعرفه على مدير تحرير لينبه إعلاميا عن بعض الممارسات الاجتماعية المؤدية الى هشاشة العظام (يعني توعية مجتمع) وعرفته على مدير التحرير وما هو إلا شهر واحد لأجده يروج لنفسه صحفيا كاستشاري علاج أربطة ركب لاعبين (يعني ركبة عجوز ما تصلح لازم لاعب غني) أما بعد سنتين فأصبح يسمي نفسه برفسورا مع أنه لم يدخل كلية الطب بعد التخرج إلا زيارة أو تقديم اختبار البورد مثلا.