الشهر: فيفري 2014

أطباء يشوهون بعضهم!!

لن أكون أحرص من الأطباء على أنفسهم وسمعتهم، لكنني قد أكون أحرص من بعضهم على سمعة مهنة الطب في وطننا وهي المهنة الإنسانية التي تمس حياة كل منا إن عاجلا أو أجلا.

البعض من الأطباء الذي من المؤكد أنني أحرص منه على سمعة مهنة الطب هو ذلك الطبيب الذي استغل المهنة وتجاهل أخلاقياتها وخان القسم من أجل تحقيق مصالح شخصية وأرباح مالية غير مشروعة مبنية على مخالفة أبسط أخلاقيات الطب بل أخلاقيات العمل المهني وأخلاقيات التجارة وفي المجمل خالف تعاليم الدين الإسلامي التي تقتضي عدم خيانة الأمانة وعدم الكذب وعدم إخلاف الوعد والعهد.

تحدثت كثيرا عن خيانة الأطباء الحكوميين للأمانة بترك مرضاهم في المستشفيات الحكومية والتوجه أثناء الدوام الرسمي للعمل في مستشفيات خاصة وأهلية رغم ما بذلته الدولة لمكافحة هذه الظاهرة بالترهيب تارة في سنوات بعيدة مضت وبالترغيب تارة أخرى بزيادة رواتبهم في الكادر الطبي ومنحهم الكثير من المميزات التي لم تؤثر مطلقا فمن يطمع في المال لا يشبع ويجب أن يردع فالطماع من بني آدم لا يملأ فمه إلا التراب.

مقالاتي تلك كانت تسر الطبيب المحترم الملتزم بعهده ووعده وعقده ويرى الأطباء المخالفين ينسلون من عياداتهم أثناء الدوام نهارا جهارا أو قد لا يحضرون مطلقا، وكانت أي تلك المقالات تغضب الطبيب الذي لا يحترم نفسه ولا مهنته ولا إنسانية مريضة.

اليوم أريد التنبيه إلى ظاهرة أخرى شاعت وكثرت بشكل يدعو للاشمئزاز وأصبحت حديث ركبان المرضى بل صارت (موضة) الأطباء في السنوات الأخيرة وهي أن يقول الطبيب للمريض مشككا في زميله عبارة (جميع هذه الأدوية التي أعطاك إياها الطبيب فلان ارمها في الزبالة فهي خاطئة وغير مفيدة وغير صحيحة وسوف أكتب لك بدلا عنها الوصفة الصحيحة!!).

هذه العبارة التشكيكية مرفوضة مهنيا ومرفوضة أخلاقيا لأنها في الغالب غير صحيحة وتستخدم للدعاية ونحن كصيادلة نعلم أن الطبيب الذي يشوه زميله في الغالب يستخدم نفس الأدوية ونفس المادة الفعالة والاسم العلمي للدواء الجديد ولكن باسم تجاري مختلف وقد لا يكون الأفضل أو يستخدم دواء مختلفا لكن له نفس المفعول والخسران هنا هو المريض الذي يعيد شراء نفس الأدوية التي رماها في الزبالة والخسران الآخر هو الطبيب الأول الذي شوهه زميله!!.

لمن يشك في أن هذا الأسلوب أصبح ظاهرة طبية ما عليه سوى إجراء دراسة أو استفتاء عمن تعرضوا له، غدا أحدثكم عن التنافس بتكبير الألقاب بالقماش من نوع (برفسور) تقليد!!.

قالوا وقلنا

** قال الناطق الرسمي للصحة لـ(عكاظ): اكتشاف فيروس كورونا في جمل، وإذا ثبت أنه مطابق لفيروس صاحب الجمل، فهو إنجاز عالمي.

* قلنا: وأنتم تحتفلون حتى بتنوع الإصابات؟!.

**

** قالت أم لبرنامج (الثامنة): معلم ضرب ابني الأصم بـ(لي غاز) وشكوت لحقوق الإنسان ولم تتجاوب.

* قلنا: الأصم الحقيقي ليس ابنك!!.

**

** قالت (عكاظ): صور تكشف (تكبيل وتعرية) نزلاء بدار التأهيل بوادي الدواسر.

* قلنا: سيتم (تكبيل و….) من صورهم!!.

**

** قالوا: سقف جامعة حائل حديثة الولادة يخر الماء من كل مكان!!.

* قلنا: (يا طفلة تحت الخطر.. تخر واتبعها بنظر.. تضحك على المبنى الجديد ابتل من أول مطر)!!

**

** قالت صفحة هموم شبابية بـ(عكاظ): فشل حملة (الهاشتاق) يدفع الطلاب إلى (الشورى)

* قلنا: كالمستجير من الرمضاء بالنار.

**

** قال مدير محطة مناوب: الخطوط السعودية الأفضل وعلى الطريق الصحيح!!.

* قلنا: ما يمدح السوق إلا من ربح فيه.. أجل ناوي على المحطة الأفضل في الطريق الصحيح!!.

**

** قالت هيئة الاتصالات لـ(الشرق): انقطاع الإنترنت (شائعة)!!.

* قلنا: قصدهم (شائع)!!.

**

** قالوا: الناجون من إعصار الفلبين يسرقون الأرز!!.

* قلنا: بيجيهم إعصار ثاني!!.

من فيهم الأصم فعلاً ؟!

جاء إلى والدته وهو قد ضرب ضربا مبرحا في أجزاء من جسمه يشتكي أن المعلم جلده بقطعة من (لي غاز)، وخرطوم الغاز هذا صنع ليتحمل حرارة النار لا حرارة معلم أغضبته زوجته !!

أما سبب الضرب فهو أن الطالب الذي يدرس في إحدى مدارس أبها كان يكتب على السبورة وطلب منه المعلم التوقف ولم يسمعه لأنه مصاب بصمم كامل في إحدى أذنيه وصمم جزئي في الأخرى، فغضب المعلم وفعل ما فعل، هكذا روت والدته القصة لبرنامج (الثامنة) مع داود الشريان، والقصة حدثت الأسبوع الماضي ولم يعد الطالب لمواصلة الدراسة إلا الأحد الماضي بسبب الإصابات الجسدية والنفسية.

القصة تحمل دلالات ومعاني كثيرة تستوجب التوقف، فإلى جانب العنف من المعلم فإن سؤالا مهما يطرح نفسه هو هل المعلم لم يدرك طوال مدة الدراسة أن الطالب يعاني من ضعف السمع ؟!، فإذا كان لا يعلم فقل على التعليم بطرقه وأساليبه وتفاعلاته السلام ووداعا، وإن كان يعلم ولم يقدر فإننا أمام مريض نفسيا، وذلك يطرح سؤالا أهم عن مدى التأهيل النفسي للمعلم وهل يتم فحصه.

أما سؤال العمر، وليس سؤال العام، لأنه يتكرر كل عام، فيدور حول ما ذكرته الأم من أنها اشتكت للإمارة ولوزارة التربية والتعليم ولحقوق الإنسان (لم تذكر هل هي الهيئة أم الجمعية ولا فرق فهذا العود وهذا طرفه) ولم تجد شكواها أي تجاوب من تلك الأطراف !!.

هنا تبادر إلى ذهني سؤال العمر: من الأصم فعلا ؟!.

فساد ضد الماء

لو أن المشاريع التي (خرت) الماء في أنفاق الرياض وجامعة حائل وبعض المستشفيات الجديدة وغيرها من المشاريع وجدت حسيبا أو رقيبا، فربما أجبرت الحاجة الفاسد المتسبب لاختراع فساد ضد الماء؛ لأن الحاجة أم الاختراع والماء فضح (أم الفساد)، ولن يكون الاختراع مخصصا لإنهاء الفساد طبعا؛ لأن الحاجة لوقف فضائح الماء أكبر كما يبدو من الحاجة لوقف الفساد، بدليل أن أحدا لم يعلق على التساؤلات الملحة حول فشل مشاريع حديثة مكلفة في اختبار أول قطرة مطر.

الغريب أن أيا من المسؤولين مسؤولية مباشرة عن المشروع لو خر سقف منزله لأقام الدنيا ولم يقعدها بالشكوى ضد المقاول وشركة الأسمنت المستخدم في الصبة ومستورد مواد العزل وربما ضد حارس بناء المنزل لعدم إشرافه على صب السقف ووضع العازل ورش الصبة وملأ الصحف بانتقاد عدم التجاوب مع شكواه ضد المقاول والشركة والمستورد واعتبر ذلك فسادا.

في قديم الزمان كان مشتري الساعة يشترط أن تكون ضد الماء، وكان في الساعات نوعان، ضد الماء ومنفذة للماء، وكانت مصانع الساعات الأصيلة تحدد أنها ضد الماء (water proff)، أما المقلدة فعكس ذلك وبسعر أقل كثيرا طبعا!!.

كان من يرتدي ساعة ضد الماء يشمر عن ساعده ويغسله بالماء وهو ينظر لمن يتوضأ بجانبه مفاخرا ومتباهيا بساعته وقائلا (ضد الماء)، أما الآخر الذي دفع لشراء ساعته مبلغا أقل فيخلعها ويضعها بعيدا، كان كل شيء سعره فيه وكل يشتري ما يريد.

اليوم، ما بالنا ندفع أكثر ونحصل على منتج أقل جودة؟! ما بالنا ندفع كثيرا ولا نحصل على مشاريع ضد الماء ولا نستطيع أن نفاخر بمشاريعنا مع أول قطرة مطر؟! لا نستطيع أن نرفع ساعدا ونقول (ضد الماء) كما كنا وما بال غيرنا يدفع أقل ويحصل على الأفضل ولا يخلع مشاريعه!!.

أعتقد أن ساعد هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) يرتدي ساعة غمرها الماء فتوقفت منذ مدة دون أن يلاحظ، توقفت عقاربها عند دهانات جدران تغير لونها أو دورة مياه لم تستكمل!!.