اليوم: 7 سبتمبر، 2014

أطباء يعملون بصمت

تغريدة للزميل الإعلامي الدكتور فهد السنيدي صاحب (ساعة حوار) في قناة المجد أثارت عندي حس الكتابة عن هذا الموضوع، كانت التغريدة تتساءل إن كان حقاً لدينا مبدعون لا يحبون الظهور الإعلامي أو يخجلون من إبراز إبداعهم إعلامياً.

بحكم عملي في المجال الصحي لأكثر من 32 سنة تولدت لدي مقارنة قوية بين أطباء سعوديين اشتهروا في مجال عملهم عالمياً وعرفهم المتخصصون في العالم كشخصيات طبية معروفة ومشهورة في مجالها ولكنهم لم يتجهوا مطلقاً للإعلام المحلي التقليدي بحثاً عن الشهرة ولم يمارسوا مخالفات بالعمل المزدوج في القطاع الحكومي والخاص بحثاً عن المال بل التزموا أخلاقيات مهنة الطب النبيلة الشريفة، وقارنتهم بأطباء اتجهوا للإعلام وهم ما زالوا في بداياتهم وبادعاء إنجازات طبية على أنها متميزة بل خارقة للعادة وهي جداً عادية وللأسف فإن الناقل للخبر لدينا لا يملك القدرة على تفحص صحة الإنجاز ناهيك عن فقدان التخصص والإمكانية للحكم عليه فيتم نشر الأخبار على أنها إنجازات طبية غير مسبوقة وهي معتادة و(روتينية) والهدف هو ترويج الطبيب لنفسه لكي يحصل على عمل مزدوج في القطاع الخاص إلى جانب عمله الرسمي الحكومي.

من أسماء الأطباء السعوديين الذين حققوا سبقاً عالمياً وشهرة عالمية ولم يتجهوا للإعلام المحلي جرّاح اليد الشهير عالمياً الدكتور محمد القطان ولا أعتقد أن منكم من سمع به من قبل، ورائد زراعة الكبد في الشرق الأوسط الدكتور محمد السبيل وكان وما زال يزرع مئات الأكباد بنجاح غير مسبوق ويكون الأخير في الصورة، وجرّاح القلب الشهير الدكتور محمد الفقيه وهذا بحثت عنه الشهرة ولم يسع إليها ولم يسع لمنصب وغادر بصمت وثقة، وجرّاح الأطفال سعود الجدعان وهو المنفذ خلف الكواليس لأغلب عمليات فصل التوائم السيامية وعندما تبحث عنه في الصور تجده مختبئاً بعيداً في ركن خفي من الصورة، وجرّاح المخ والأعصاب محمد الوهيبي، وطبيب القلب البارع المخلص مؤيد الزيبق الذي يمضي نصف يومه مع مرضاه ونصفه الآخر مع ملفاتهم ومراجعة فحوصهم ومؤشراتهم وتطور حالاتهم وكل ذلك على حساب وقت أسرته.

المساحة لا تكفي.. غداً مع بقية لهم تميز آخر.