اليوم: 10 سبتمبر، 2014

خادمة تعمل جراحة قلب مفتوح!!

حدث ما كنا نحذر منه منذ سنوات، بل أخطر مما كنا نتوقع، كشف الزميل الإعلامي محمود الشنقيطي في تقرير بثه برنامج الثامنة أول أمس الاثنين، عن خادمات هاربات يعملن في مستوصفات مشهورة كممرضات، ومنذ سبع سنوات!!، وهذا الاكتشاف الخطير أكد بأن رقابة وزارة الصحة على المستوصفات والمستشفيات الخاصة مجرد تمثيلية، بل كذبة كبيرة!!.

بهذا التخاذل ذهبت، أدراج الرياح، كل الجهود في إنشاء هيئة للتخصصات الصحية، تفحص المؤهلات وتصنف التخصصات، وترخص للمهنيين وتعيد ترخيصهم، فما فائدة هذه الهيئة إذا كانت وزارة الصحة لا تزور المؤسسات الطبية والصحية، وإذا زارتها لا تفحص مؤهلات وتراخيص العاملين فيها وتدقق في شهاداتهم؟!.

الخطورة لا تكمن في خادمات هاربات، بل في قيام إنسانة غير مؤهلة ولا ذات خبرة بعمل ممرضة!!، وهذا معناه أن المريض عرضة للوفاة من خطأ تمريضي خلال تدخل بسيط مثل إعطاء حقنة وريدية دون إخراج الهواء أو إعطاء حقنة العضل في الوريد كما حدث في أحد مستشفيات الزلفي، حيث قامت ممرضة بحقن مريضة بمعلق بودرة البنسلين في الوريد بدلاً من العضل فتوفيت في الحال من حقنة روتينية تأخذها كل شهر!!، وقد كتبت عن الحادثة في حينها وذكرت بها في الحلقة، وهذه الأخطاء التمريضية تعتبر إضافة إلى الأخطاء الطبية في تدخلات أكثر تعقيداً !!.

بداية اكتشاف الفضيحة لم تكن من دورية رقابية لوزارة الصحة، بل من فتاة تدعى ريما كانت عاملتهم المنزلية قد هربت منذ أشهر وتفاجأت بها تعمل ممرضة في مستوصف!!، وقامت بإبلاغ فريق البرنامج فاكتشف في سبعة أيام عصابة لم تكتشفها وزارة الصحة في سبع سنوات!!.

يا وزير العمل والصحة الوقت يمضي والتركة ثقيلة والأحداث تتوالى والجماعة يتقاضون رواتب عالية ولا يعملون، وعينهم مكسورة، لأن بعضهم في رأس المال مشاركون!!، والأمر يحتاج منكم أن تتحركوا وفي حركاتكم تحذرون أعانكم الله على ما سوف تواجهون وتكتشفون، فلن أستغرب لو وجدت أن خادمة تجري جراحة قلب مفتوح!!.

يا معالي الوزير اسألهم عن عقوبة من يشغل خادمة لتعمل طبيبة وستجد أنها ليست النقل إلى الجوف أو نجران، بل غرامة تعادل دخل يومين!!.