اليوم: 30 أبريل، 2015

أمر ملكي الرقم «مواطن»

ليس مصادفة أن تتوارد أفكار الأوامر الملكية مع فكرة مواطن، أو أن تأتي موافقة لرغبات المواطنين وأمانيهم، فنحن ــ ولله الحمد والمنة ــ في وطن تفكر فيه القيادة بهم المواطن وتلتقي أفكارها بفكره؛ لأن الجميع ــ مواطنين وقادة ــ يؤمنون بعقيدة واحدة موحدة ويحكمهم شرع حكيم منزل، فلا تضل عنهم الحكمة التي هي ضالة المؤمن.
دعنا نتناول الأوامر الملكية التي أشرقت بها شمس أمس الأربعاء وأطل بها فجره من بعد صلاة الفجر، نتناولها دون ترتيب أرقامها، وستجد أن رقمها الموحد هو موافقة ما يفكر فيه المواطن، وهذا ليس صدفة ولا إملاء، بل التقاء قلوب وتحقيق هدف واحد موحد.
نبدأ بالامتنان لجهود العسكريين والمؤسسات العسكرية والأمنية بصرف راتب شهر لجميع منسوبيها من أفراد وضباط ومدنيين، جاء حكيما شاملا حافظا لكرامة المواطن الذي أدى واجبا ساميا لا ينتظر عليه جزاء ولا شكورا ولا هدية متواضعة مهما غلا ثمنها!! ولم يخصص فئة أو وظيفة أو رجل مهمة بعينه، بل عم كل من يعمل في تلك المؤسسات العسكرية التي نفذت الواجب وأحسنت تنفيذه بجهد مشترك شامل وبروح عمل فريق واحد لا يتميز فيه دور فرد عن آخر، وهنا تجد الحكمة والفطنة وسداد التفكير وعدالة التقدير التي جاءت مشتركة ومتوافقة وتواردت فيها الأفكار مع رفض طيار لهدية منفردة ورفض مواطن لمجرد إعلانها أو التفكير فيها!!.
الأمثلة على التفكير بقلب رجل واحد بين القيادة والمواطنين كثيرة لا تتسع المساحة لسردها، لكن خذ منها أيضا إيكال وزارة الصحة لرجل نجح في إدارة شركة كبرى هي أرامكو، هذا القرار الحكيم تواردت فيه الأفكار مع ما طرحته هذه الجريدة الموقرة حرفيا قبل عشرة أيام في مقال (وزير الصحة القادم) بقلم الفقير لعفو ربه، وهذا مجرد توارد أفكار منبعه أن القيادة تفكر بهم المواطن وهل أكبر هما عليه من صحته التي أجزم أن رعايتها ستحقق قفزة نوعية قادمة.
المساحة محدودة، لكن شمولية حكمة الأوامر وسمو أهدافها ليس محدودا، ففيها خير عظيم لاستقرار الوطن ومستقبل سلاسة انتقال السلطة ومستقبل زاهر للعاطلين عن العمل ينسجم مع ظروف المؤسسات الوطنية وملاكها وللرياضيين وللمعلمات وللمتظلمين لديوان المظالم وللقنوات الإعلامية الوطنية، وجميعها أمانٍ كان يتمناها المواطن فوجدها حقيقة وليس حلما مع إطلالة شمس صباح مشرق.