اليوم: 13 ديسمبر، 2015

وزير لا يعلق الدراسة!

أقلقني جدا أن يغلب تركيز التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي بعد تعيين الدكتور أحمد العيسى وزيرا للتعليم، على الحديث عن التحسر على تعليق الدراسة والإجازات التي ظن الناس أنها لن تتكرر حتى لو ذهب الطلاب والطالبات للمدارس بقارب أو سباحة، فهم يقولون إن الوزير الجديد كانت له تغريدات معارضة لتعليق الدراسة.

وأعتذر وأستدرك، حيث عممت في تغريدة عبرت فيها عن أسفي كون تركيز واهتمام الناس بوزير التعليم الجديد كان منصبا على تساؤلهم (هل سيعلق الدراسة ويعطي إجازات أم لا؟!)، بينما يفترض أن ننظر للجديد من حيث (هل هو مؤهل وخبير ولديه سيرة ذاتية تؤهله أم لا؟!)، وليس على أساس موقفه من تعليق الدراسة وتكرار الإجازات، ولعل عذري في صيغة التعميم هو محدودية الحروف المتاحة في (تويتر)، فقد استنزفت الحد الأعلى ولم يكن ثمة فرصة للاستثناء أو الاستدراك، وهذا من عيوب التغريد بمنقار (تويتر).

يبدو أننا نعيش مزيدا من كوارث تكرار تعليق الدراسة بسبب أو بدون سبب، والتهاون في منح الإجازات، وقد تعدت هذه الكوارث مسألة تربية الطلاب على عدم الجدية والتساهل في مبررات الغياب وتعويد الناس على انتظار تعليق الدراسة مع أية قطرة مطر أو ذرة غبار أو موجة برد أو عقد مؤتمر، إلى ما هو أخطر وهو استبشار (بعض) الناس أو غالبية المغردين بالوزير المعين حديثا بناء على مواقفه السابقة من تعليق الدراسة.

وعلى كل حال أطمئن من اعترضت على تخوفهم على عادة تعليق الدراسة وأقول ثمة فارق كبير في الرأي قبل وبعد التعيين، فليس كل ما يقال يطبق، وإلا فإن رواتب المعلمين والمعلمات سوف تتضاعف وترفع بنسبة ١٠٠% والمباني المدرسية المستأجرة سوف تكون حكومية ١٠٠%.


زوبعة فنجان الجمارك

ليس من مصلحة الوطن أن تتحول قضاياه إلى زوبعة في برامج متلفزة وعناوين صحفية ثم تخمد الزوبعة والمشاكل مستمرة دون حل ولا حتى تحسن!، فهذا الوضع يريح المسؤول عن القصور ويخدمه ولا يخدم القضية، بل يحبط المشتكي وقد يضره وظيفيا بعد أن يتعرض لتوبيخ و(استقعاد) ترافقه عبارة (خل الإعلام ينفعك).
عموما نحن نريد من الإعلام أن ينفع الوطن ويكون عينه التي يبصر بها وأذنه التي يسمع بها ولا نضمن أبدا أن يكون يده التي يضرب بها!، ولكن على أقل تقدير لا نريد أن يكون الإعلام يدا تضرب المشتكي! أو تحبطه.
أذكر أن برامج عديدة، منها برنامج (الثامنة) وبرنامج (الرئيس)، طرحت بإسهاب شكوى من صغار موظفي الجمارك مرتبة وظيفية (وهم كبارها دورا وأهمية)، سواء منهم رجال التفتيش في المنافذ والموانئ أو سياس كلاب الشم وغيرهم من العاملين في الميدان، والذين هم، بتوفيق الله، الدرع الواقي والجدار الحائل دون دخول الممنوعات التي تهدد أمن هذا الوطن، كالأسلحة والمتفجرات، أو تهدد عقول شبابه، كالمخدرات والمسكرات، وكانت شكواهم تتمحور حول مشاركة بعض الإداريين لهم في نسبة من المكافأة دون بذل أي جهد ميداني، وشكوى السياس من عدم العلاج أو التعويض عند تعرضهم للعض أو الإصابات، وشكوى من سوء السكن أو عدم تأمينه أصلا، وشكاوى أخرى كثيرة أوردها موظفون شاركوا في البرامج علانية أو متصل كان يروي معاناته وهو خائف يترقب.
تلك كانت زوبعة إعلامية جاءت لها صولات وجولات ثم خمدت وأفلت، وصحفيا أنا لا أحب الأفلين ولا أقبل بنسيان مطالبة لم تقفل بحلول تفيد وطني ولا أريد أن تكون مجرد زوبعة في فنجان الجمارك، وأطالب بإعادة فتح ملفها، خصوصا أن من أقابلهم من الموظفين السابقين ينطبق على فنجانهم قول نزار (جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب، فنجانك دنيا مرعبة.. لكني لم أقرأ أبدا فنجانا يشبه فنجانك).