اليوم: 22 ديسمبر، 2015

ثم طارت!

حتي لا يلومني أحد فأرجو التذكير أنني سبق أن كتبت كثيرا عن معاناة سائق الأجرة (الليموزين) السعودي مع تفضيل غير السعودي وسطوة الأجنبي خاصة في المطارات عن طريق علاقات وخدمات يقدمها لبعض الموظفين! فيحصل على التميز الأقرب للتحيز.
من جانب آخر فإن لهؤلاء الأجانب الذين يعيشون بيننا معاناة ومواقف جديرة بالطرح والتنبيه حرصا على سمعة الوطن وعدالته التي تميزه، كونها تنبع من التزام بشرع الله.
أحرص عند استخدام (الليموزين) أو التعامل مع أي عامل أجنبي أن أسأله عن مدى ارتياحه وما يعانيه من مشاكل وإليكم بعض الإجابات:
يشتكي سائق الأجرة الأجنبي من ركاب يرفضون دفع قيمة المشوار بعد إيصالهم ويخص بالذكر الشباب والمراهقين فهم ينزلون دون دفع الأجرة ويخشى السائق الدخول معهم في عراك للحصول على حقه؛ لأنه وحسب رأي أحدهم الذي لا تنقصه روح المرح (خسارة فلوس أحسن من خسارة فلوس وأسنان).
الغريب أن كثيرا ممن سألتهم يقولون إن النساء أكثر رفضا للدفع من الرجال!، ويذكرون أنهم يعانون كثيرا من المرأة التي ترفض الدفع بحجة أنها لا تملك النقود فبعضهن إذا قوبلت بإلحاح على الدفع تهدد بأن ترفع صوتها بالصراخ وتجمع عليك الناس مدعية أنك تحرشت بها وحسب قول أحدهم (المرأة عندكم هي المصدقة ولا أحد يقف ضدها ولو بالحق)، قلت ليت ربعي يعترفون!.
غني عن القول أن هؤلاء الأجانب العاملين في مهن صغيرة لا يشتكون، وهذا ينم عن خلل في آلية الشكوى يجب إصلاحه، لأن ما يواجهونه من سلب لحقوقهم أمر لا يليق بنا، وقد يكون هو السبب في السلوك المعاكس الذي يحدث من بعضهم سواء بممارسة الاحتيال والكسب غير المشروع أو الاعتداء على بريء!.
ومن المواقف الحكيمة التي لا تنسى، كنت أقف في الصف لمحاسبة بقال هندي عندما صرخ في وجهه شاب محتجا أن تاريخ علبة السجائر قديم قارب الانتهاء فرد بهدوء (يعني دخان جديد ما فيه ضرر؟!)، أعتقد أن الشاب لا يزال يبحث عن جبهته وهو ينشد (ثم طارت).