اليوم: 11 فبراير، 2016

قنواتنا لم ترحم مؤتمر الرحمة

كان على القنوات العربية المتلفزة أن تستثمر المؤتمر الدولي عن الرحمة في الإسلام أقصى استثمار في ترسيخ مفهوم الرحمة في الإسلام، خاصة في هذا التوقيت الذي يحاول فيه أعداء الإسلام نسب العنف والقسوة للدين الإسلامي الذي هو منهما براء، بل هو الدين الذي نزل رحمة بالعالمين، وهو ما ألقاه في المؤتمر أكثر من ٤٥ متحدثا من ٤٠ دولة بطرق متعددة وأدلة قاطعة وحجج دامغة، كان لا ينقصها إلا قنوات تلفزيونية عربية تتفاعل مع الحدث بما يستحق، بل تترجم ما طرح فيه من أوراق إلى اللغة العالمية وأشهر لغات العالم، لكنها للأسف لم تفعل، فقد مر المؤتمر مرور الكرام على كثير من قنواتنا المتلفزة.
المملكة العربية السعودية قامت بدورها العظيم في معانيه والدقيق في توقيته، وعقدت هذا المؤتمر الدولي الهام في رحاب إحدى أعرق جامعات العالم، جامعة الملك سعود بالرياض، وافتتح المؤتمر أمير الرياض صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز ولم ينقص المؤتمر إلا تغطية إعلامية تليق بأهميته وتوقيته وأهدافه النبيلة، لكن التغطية لم تكن بحجم الحدث، سيما من قنوات فضائية عربية يفترض أن تنشره عالميا بكل ما أوتيت من إمكانات ودعم.
لو أن مؤتمرا عن حقوق الإنسان يعقد في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أهدرت أبسط الحقوق في معتقلها بجوانتانامو، وحيث نزعت الرحمة مع نزع الملابس في سجن أبوغريب، لربما وجد تغطية من قنوات عربية أفضل من تلك التي وجدها المؤتمر الدولي عن الرحمة في الإسلام الذي عقد في السعودية معقل الرحمة والإنسانية وتطبيق شرع الله.
حتى رعاية المؤتمر، لم تشارك فيها كثير من الشركات والجهات القادرة للقيام بدورها في هذا الصدد وهذا مؤسف جدا، وهنا نحيي سمو الأمير سعود بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع والذي وجه صندوق موظفي سابك «بر» لرعاية المؤتمر كالراعي الماسي ويستحق جميع رعاة المؤتمر الذهبيين الامتنان ونخص بالذكر إذاعة الرياض حيث تعتبر رعايتها للمؤتمر مبادرة رائعة.
على أية حال مازال ثمة وقت للتعويض فعسى أن تستدرك القنوات الفضائية التجارية والرسمية وتعد ملخصات مترجمة بجميع اللغات وتسعى لنشرها بالتعاون مع محطات عالمية فالهدف أسمى من أن يطاله تقصير والتوقيت أثمن من أي ثمن!.