اليوم: 28 فبراير، 2016

إلا مرضى السرطان يا وزير الصحة

إلا مرضى السرطان يا وزير الصحة ومثلهم مرضى الأمراض العضال أو ما سمي بالأمراض السبعة ومنها، إضافة للسرطان، أمراض الكبد والكلى والقلب وشلل الأطفال والإيدز والتشوهات الخلقية لحديثي الولادة، فإن مملكة الإنسانية لن تقبل أي أفكار تقشفية في أمر علاجهم في الداخل والخارج، فهؤلاء يعالجون لإنقاذ أرواحهم وإحياء نفس من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعا، ومع كامل الاحترام لخطواتك التقشفية وأفكار مستشاريك ومساعديك فإن التوفير لا يجوز بالتقتير على هؤلاء المرضى، لا في الداخل ولا في الخارج فمريض السرطان مثلا لم يذهب للولايات المتحدة الأمريكية للترفيه أو لنفخ شفايف أو تجميل أسنان أو تقوية فحولة!.
وقفنا مع وزير الصحة ونائبه وسنستمر في خطواته في محاربة الفساد في كميات المشتريات غير الضرورية من الأدوية والأجهزة الطبية التي تتم للتنفيع وكتبنا نؤيد قراراته للحد من الشراء وسنكتب، لكن قرار معالي الوزير رقم ٣٠٤٢٢٠٩ وتاريخ ٨/٣/١٤٣٧ والمبلغ للمرضى ولمرافقيهم في الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الملحق الصحي بأمريكا وكندا سليمان الشعيبي والقاضي بتقليص عدد المرافقين للمرضى من اثنين إلى واحد، قرار يجب إعادة النظر فيه وعدم تطبيقه على مرضى السرطان والأمراض السبعة.
يا معالي الوزير إن مريض السرطان، رجلا وامرأة، يعاني من كلٍ من المرض والعلاج، ومن مضاعفات المرض والعلاج معاناة جسدية ونفسية تمس قدراته ووظائف أعضائه ويحتاج إلى أكثر من مرافق داخل وخارج المستشفى ويجب استثناء مرضى السرطان من هذا القرار المستعجل وغير المدروس حتى اقتصاديا، بدليل أن المرافق يصرف له مبلغ ١٦٠ دولارا يوميا سواء كان المريض يعالج في دولة غالية المعيشة أو دولة أرخص، مثلا، يتساوى من يعالج في أمريكا أو الهند (بصرف النظر عن مستوى المعيشة والغلاء).
إن مريضة السرطان التي تتعاطى العلاج الكيميائي لا يمكن مقارنتها بغيرها في حاجتها لأكثر من مرافق من الجنسين، ثم أن قرار الحاجة لمرافق أو أكثر أمر لا يحدده قرار إداري بل يفترض أن تدرس كل حالة على انفراد عن طريق أخصائية اجتماعية سعودية، فأنت تتحدث عن مريض سرطان يعالج في بلد غربة ولمدد طويلة، ومع ذلك فإن التقشف لا ينطبق عليه مطلقا!، بل يستلزم الدراسة المتأنية والتعامل الإنساني، وأمام الوزارة والوزير سبل كثيرة للتوفير داخل الوزارة تبدأ بالبطالة المقنعة وأصحاب الرواتب الفلكية الذين لا تتناسب رواتبهم مع إنتاجيتهم وحالات التكدس الوظيفي والمكاتب الفارهة.
إلا مرضى ومريضات السرطان والأمراض السبعة يا وزير الصحة، فعلى رسلك حفظك الله من كل مكروه.

إعلامنا والتصنيف في الوطنية والخيانة!

مشكلتنا الحقيقية في سطحية بعض العاملين في الإعلام، نتيجة عدم تأهيلهم التأهيل الكافي وعدم اشتراط حصولهم على مؤهل ولا دورات أو حتى خبرة، وهذا الموضوع قديم لا جديد فيه، بدأ أول ما بدأ مع طرح أسئلة سطحية وبعضها ينم عن جهل في مؤتمرات صحفية هامة لساسة كبار يمثل الصحف والقنوات فيها مراسلون صغار!.
السطحية وعدم العمق ليست حكرا على المراسلين، فحتى مواقع قيادية في بعض الصحف أو بعض القنوات الفضائية لابد أنها مرت في مرحلة من مراحل عمرها بمطب هوائي في قياداتها، فنحن مازلنا لا ندقق كثيرا في السيرة الذاتية في المواقع الإعلامية رغم حساسيتها وطنيا.
خذ على سبيل المثال التعاطي مع الخيانة الوطنية العظمى التي تم بحمد الله كشف خلاياها واحدة تلو الأخرى، لاحظت أن تركيز بعض الصحفيين والمراسلين للقنوات الفضائية انصب على أن من بين الخونة أساتذة جامعات، وكانت الأسئلة تركز على التعجب من أن يخون الوطن حامل شهادة دكتوراه!، وكأن حامل الإبتدائية يحتمل أن يخون!، مع أن عكس الخيانة وهو التفاني والبذل والإخلاص للوطن غير مرتبط بدرجة التعليم بل مرتبط أولا بالخوف من الله والالتزام بتعاليم الدين الحنيف الذي يحث على طاعة ولي الأمر والأمانة ويصف المنافق بثلاث صفات كلها موجودة في الخائن لوطنه (إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا وعد أخلف) ثم تعتمد على التربية الأسرية والنخوة والفروسية والغيرة على الوطن وأهله، فتدني مستوى التعليم لا يفضي للخيانة أو قلة الوطنية بدليل أن من يبذلون أرواحهم وتنزف دماؤهم فداء للوطن غالبيتهم تعليمهم ليس عاليا والتعليم العالي لا يضمن الإخلاص للوطن والولاء له، بدليل أن بعض من غدروا بالوطن كانوا متعلمين تعليما عاليا، لكن هذا لا يعني الربط بينهما ولا الاستغراب، ومن حكمة قادة وطني أنهم لا يصنفون ولا يربطون بين صفة أو عائلة أو مؤهل وجريمة المجرم معتمدين على أساس شرعي (لا تزر وازرة وزر أخرى).
مشكلة بعض وسائل إعلامنا تكمن في التصنيف والإصرار عليه في مواقف كثيرة، والربط بين السلوك الفردي الإجرامي مثل الخيانة وصفة من تورط فيه أو مؤهله وتعميمه على كل من يحمل ذات الصفة أو نفس المؤهل، فإذا كان الفاسد ظاهره التدين، شمت الليبرالي من كل المتدينين، وإذا كان العكس شمت المتدين بكل الليبراليين، وهذا ما جعل البعض يركز في أسئلته مستغربا أن يكون من بين الخونة أساتذة جامعات وهو استغراب سطحي، حري بنا أن ننعتق منه فالتقوى في القلب لا في الشهادة ولا في المظهر.