اليوم: 18 يوليو، 2017

ادحروا الشيطان واضربوا كف حامل التراب في وجهه!

أشعر بألم وطني شديد وأنا أرى كتابا مرموقين  و مشاهير في مواقع التواصل الاجتماعي يردون على هراء شخص يترنح بفعل الخمر  يسب وطننا ويشتم ويلعن بأقل الألفاظ أدبا وأكثرها فحشا مدعيا أنه فلسطيني، ويرفقون مع ردودهم مقطع الفديو لذلك السكير!.

مثل هذا لماذا يرد عليه أصلا؟ ولماذا يقوم هؤلاء الكتاب ومشاهير التواصل الاجتماعي بترويج ما يخرج من فيه من نتن؟!، الأمر عجيب فعلا فلولا ردودهم ونشرهم لما اشتهر ولا علم عنه أحد!.

ويحكم، كيف تستغربون من شخص أجر عقله أن يؤجر لسانه ويقول ما يقول؟!، وإذا قال فإن مذمة الناقص أكبر شهادة على الكمال، وهذا ناقص عقل ودين وخلق والرد عليه غاية مناه لينتشر.

يجب أن نتذكر نحن السعوديون أننا الأكثر عربيا (ومن الأكثر عالميا) استخداما لمواقع التواصل ، خاصة تويتر والأشهر والأكثر متابعة والأكثر تأثيرا في الغير ، لذا فإن علينا أن لا نمنح الفرصة لمن يريد أن يستفيد من انتشارنا وعدد المتابعين باستفزازنا للرد عليه، أو الإساءة للجنسية التي يدعي أنه منها، فالفلسطيني الحقيقي يعلم أننا أكثر المناصرين لقضيته الداعمين لأحواله المتعاطفين معه قولا وفعلا ومواقف.

علينا أن نحذر أكثر من أي وقت مضى ممن يريدون توسيع نطاق الفتنة وسكب الزيت على النار التي لم يكن لنا الخيار في إشعالها، بل صبرنا عليها تشتعل في داخل صدورنا أكثر من عشرين سنة.         

عندما كنا في المرحلة الإبتدائية، كنا إذا نزغ الشيطان بيننا نتواعد للمضاربة بعد الطلعة، وكان محبي الفتنة ينتظرون الموعد على أحر من الجمر فإذا تقابلنا كخصمين وقف مشعل الفتنة  ومد كفه المملوء بالتراب بيننا محرضا كل منا أن يضرب كفه ليطير التراب في وجه الآخر ليضمن نشوب الشجار.

اليوم كبرنا وكثرت الأكف الحاقدة النجسة، الحريصة على إثارة الفتن، المملوءة بالتراب، والعاقل من يضرب الكف ليطير التراب ولكن على وجه حامله!.  

احذروا التطمين القاتل

أحبتي قراء  تويتر والفيس بوك ومتابعي السناب وحتى قراء الصحف الورقية ومواقعها الالكترونية أنصحكم لوجه الله، لا تصدقوا المعلومة الصحية سواء طبية أو صيدلانية أو غذائية ينشرها أشخاص دون دعمها بمراجع علمية ودراسات وأبحاث منشورة في دوريات ومجلات علمية موثوقة تعتمد تحكيم الأبحاث والدراسات قبل نشرها.

لا تصدق كل معلومة طبية  يقولها طبيب من عند نفسه أو معلومة دوائية يدعيها صيدلاني،( وأولهم أنا) أو فائدة غذائية يزعمها أخصائي تغذية، ما لم تكن المعلومة مدعمة بمراجع علمية موثقة، ذلك أن البعض ينصح بناء على انطباع شخصي أو تجربة شخصية محدودة لا تحتمل التعميم، بل أن البعض ، وأرجو أن يكونوا قلة، أصبحوا مناديب تسويق بمقابل لأجهزة علاجية ومنتجات دوائية وأنواع من الأغذية.

دعونا الآن من الغش المقصود مدفوع الثمن والذي عايشنا بعضه في الترويج لأجهزة نفسية وأدوية جنسية وأغذية صناعية، ولنحسن النية ونتحدث عن الانطباع الشخصي أو التأثر بتجربة شخصية محدودة لا تقبل التعميم، فجسم الإنسان من التعقيد وتباين الوظائف والقدرات إلى درجة تستوجب الاعتماد على بحث ودراسات تستخدم أعدادا من البشر وأعمارا  مختلفة وطيفا أوسع من الصفات والخصائص حتى نخرج بنسبة مقبولة وأقل احتمالية للخطأ في إصدار حكم علمي.

مع كامل الاحترام للطبيب في تخصصه الضيق وخبرته المكتسبة وللصيدلاني في مجاله وتعمقه في المعلومة الدوائية ولأخصائي التغذية وطبيب الأسنان، لكن أيا منهم لا تقبل منه الفتوى غير المدعومة بمرجع علمي ودراسة موثوقة، بدليل أن كثير من النظريات والانطباعات ثبت عكسها بالدراسة والبحث الدقيق.

مشكلتنا الكبرى في دول العالم الثالث أننا نهمل الدراسات في كل شأن ونعتمد على الانطباع الشخصي وأحيانا الفراسة التي قد تصدق في معرفة طباع الرجال من ملامحهم لكنها لا تصدق في معرفة طبيعة ما يضرهم وينفعهم دون دراسة.

حتى ذلك الطبيب الذي صرح تويتريا وسنابيا أن النوم أمام المكيف بعد الاستحمام وبشعر رطب ليس سببا للوفاة!، إنما (وهق) الناس بالحديث عن انطباعه الشخصي المبني على أساس أن الفيروسات لا ينشطها أو يضعف القدرة على مقاومتها اختلاف درجات الحرارة ، لكنه لم يتوسع في قراءة العلاقة بين التأثير العصبي والعضلي للتيارات الباردة على أجهزة الجسم ومنها الجهاز التنفسي ولو فعل لربما غير رأيه، على الأقل في عدم إطلاق التطمين القاتل.