عملت قرابة 35 عاما في المجال الصحي المختلط وتحديدا المستشفيات وما حولها وعلمت علم اليقين، من التجربة والإفادات والعمل في مواقع قيادية، أن الطبيبة المرأة أكثر التزاما ووفاء بالمسؤوليات من الطبيب الرجل وأكثر تلطفا مع المرضى، لكن لا توجد دراسات وأرقام تؤكد ذلك.
وعلمت أيضا أن الموظفة المرأة تفضل أن يكون مديرها رجلاً على أن تكون مديرتها امرأةً حتى لو ضحت ببعض المميزات، ولم أتوصل لسبب معين مؤكداً بذاته لهذا الشعور، ولم أتمكن من إجراء دراسة أو استفتاء يؤكد هذا الاعتقاد، وأعتقد أن على أساتذة الجامعات المتخصصين إجراء مثل هذه الدراسة، فنحن نفتقر لمثل هذه الدراسات والاستفتاءات وجدير بنا أن نهتم بها فهي تنير أمامنا الكثير من الطرق.
من الاعتقادات السائدة كثيرة الرواج، أن الموظفة المرأة أكثر تعقيدا في تسيير المعاملات من الموظف الرجل، وقد تكون أكثر حرصا وأقل مرونة في التعاطي مع المعاملة أو تكون أكثر نظامية وأكثر حيطة، وهو أمر يتناسب مع وضعنا الحالي الذي يعتمد على الأنظمة الدقيقة ويحاسب على التراخي، علما أن ذلك الاعتقاد (دقة وتعقيد الموظفة المرأة مقارنة بالموظف الرجل) اعتقاد قديم جدا.
قد يعود السبب (إن صح الافتراض) إلى كون المرأة أحرص على البعد عن المشكلات وليس لديها الرغبة في المجازفة بارتكاب الأخطاء، لذلك فإن من الحكمة أن يوكل لها أمر يعاني من تأثير الواسطة والفزعات.
لكن أيضا هذا الاعتقاد وإن كان سائداً فإنه يحتاج إلى دراسات وأبحاث تؤكده ولا يؤخذ هكذا على عواهنه، وأكرر المطالبة بأن تتحرك الجامعات والجهات البحثية لإجراء دراسات مكثفة تخصنا ولا نكتفي بتطبيق نتائج دراسات غيرنا علينا، خاصة في النواحي الاجتماعية والسلوكية فنحن نختلف عن غيرنا ولنا خصوصيتنا.
نشر في صحيفة الرياض يوم الأربعاء 16 ذو القعدة 1443هـ 15 يونيو 2022م