اليوم: 18 أكتوبر، 2022

انفردنا بمرمى إعلام أمريكا وتخطينا الحارس فمتى نسجل الهدف يا إعلامنا؟!

لكي نكون أكثر صراحة مع انفسنا، ومع وطننا يجب أن نقول أن إعلامنا: مخرجين و معدين وقنوات فضائية ومواقع تواصل لم نحسن بعد استغلال حالة الارتباك والتناقض التي تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية في موقفها من المملكة بعد قرار أوبك بلس خفض الإنتاج بالإجماع ولأسباب اقتصادية وفنية بحتة، فلم نسارع بتوظيف ما صدر في قنوات فضائية أمريكية من برامج تتساءل بإلحاح واستغراب عن سبب طلب الإدارة الأمريكية تأجيل قرار خفض الإنتاج لمدة شهر وعلاقة ذلك بالانتخابات وهي برامج كثيرة بعضها محتواه جاد و حاد والأخر ساخر وجميعها تصب في مصلحة الموقف السعودي الصريح الواضح ناصع البياض، وجميعها كانت محرجة للإدارة الأمريكية، وكذلك المطالبات بعقد الكونجرس لجلسات تحقيق في أسباب طلب التأجيل، وأيضا شكر رئيس أوكرانيا لموقف المملكة العربية السعودية من الأزمة الروسية الأوكرانية وليس فقط شكره للدعم المادي السخي بل للموقف السعودي الواضح الذي يدحر كل ادعاء باطل بالوقوف مع بوتين.

ما صدر في تلك البرامج والحوارات المتلفزة التي شهد بها شاهد من أهلهم وشكر رئيس أوكرانيا الذي هو شاهد من أهله، وكذا تصريحات أعضاء أوبك بأن القرار فني اقتصادي بالإجماع، كان يفترض جمعها في مادة إعلامية باللغة الإنجليزية ومترجمة للغات شعوب العالم وبثها مرة أخرى وثانية وثالثة وعاشرة عبر القنوات الفضائية الأشهر وعبر قنوات التواصل الاجتماعي الأكثر متابعة (ولو بمقابل) لاطلاع الشعب الأمريكي وشعوب أوروبا الغاضبة من ارتفاع أسعار الطاقة وشعوب العالم أجمع على الحقيقة الكاملة بشهادة المحللين من أهل أمريكا و الرئيس من أهل أوكرانيا.

أتوق دائما إلى توظيف الإعلام لنصرة الحق ومخاطبة الشعوب بلغاتهم وليس مخاطبة أنفسنا، فنحن نعلم الحقيقة وندرك ما يحاك ضدنا و نستشعره جيدا وكل ما نحتاج إليه هو مخاطبة شعوب العالم، المخدوع بعضهم، بلغاتهم مستشهدين بشهادات الصادقين المنصفين منهم و بالأدلة والمواقف التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك حسن نوايانا وخبث نوايا أعدائنا.

المتابع للبرامج الحوارية والبرامج الساخرة في القنوات الفضائية الأمريكية تحديدا يجد مادة دسمة ثرية تحرج و تربك الإدارة الأمريكية والحزب الديموقراطي عامة وتقف (مرغمة بقوة المنطق والواقع) في صف الموقف السعودي إلا أن واقعنا يقول أننا لم نستفد بالشكل المطلوب إعلاميا من حالة الارتباك تلك، وبلغة كرة القدم، فقد انفردنا اليوم بمرمى الإعلام الأمريكي وسحبنا الحارس لكننا لم نسجل الهدف بعد!!، ولازال لدينا الفرصة لذلك فلم يفت علينا الكثير، وأن تصل متأخرا خير من أن لاتصل، فقط علينا أن نسخر امكاناتنا الإعلامية: تقنية و اخراجا وترجمة وسيناريو وحوار لإعداد مواد نخاطب بها العالم بدلا من مخاطبة أنفسنا أو إضاعة الوقت في مسلسلات سطحية تافهة نجلد بها ذاتنا.