اليوم: 9 أبريل، 2001

بهاق في وجه الرياض

* الأراضي الشاسعة غير المستغلة في وسط العاصمة الرياض، والتي امتلكها أصحابها إما بالمنح أو بالشراء بأزهد الأسعار في وقت مضى بقيت تشكل تشوها خلقيا في وجه العاصمة أشبه بالبهاق في وجه جميل.

لأنها ذهبت لغير محتاج فهي لم تعمر ولم تبع لمن يعمرها وأصبحت تشكل فراغات تمددت الرياض بعيدا عنها فشكل هذا التمدد عبئا على إيصال الخدمات وخروجا عن النطاق العمراني أكثر من مرة. إنها مجرد فقاقيع تملأ الإناء ولا يستفاد منها وضررها كبير.

أين القرارات التي أعطت أصحاب هذه الأراضي مهلة لبنائها أو بيعها أو تكفل الدولة بأمرها؟!

أين القرارات التي هددت أصحابها باحتساب رسوم على الأراضي التي لم تعمر؟!

إن ما يقام على أساس خاطىء يستمر في تفريخ الأخطاء وتراكمها.

إن تلك الفراغات تشكل خطرا على مجاوريها وأسبابا لتشويه المدينة شكلا وبيئة وسمعة. هي مجرد مصدر للغبار عندما تجف الأرض وللمستنقعات عندما تبتل وللغبن عندما تشاهد!!

يبني الناس خارج النطاق العمراني وفوق التلاع ويشقون الصخر في الجبال وحي الروضة وشمال الرياض فراغاتهما أكبر من المستغل منهما لماذا؟!

إن الجهات المختصة إذا كانت عاجزة عن علاج هذا البهاق فإن الكي آخر العلاج”!!” في شكل قرارات صريحة وحازمة يتبعها التنفيذ فالمدينة التي منحت أراضيها جديرة بسحب المنح وتحول هذه الأراضي لحدائق ومتنزهات أو بيعها للقطاع الخاص لينشىء عليها مشاريع تجارية أو ترويحية يستفيد منها الناس وتتزين بها المدينة أو مشاريع إسكانية تحقق سكنا قريبا ودخلا للدولة ومصلحة للقطاع الخاص.

إن من الخير كل الخير إعادة النظر في أمر منح هذه الأراضي ان كانت ممنوحة أو اتخاذ إجراء صارم نحو ملاكها ان كانت مملوكة، وهو أمر ليس بالصعب أو المستحيل إذا علمنا ان الإرادة القوية ستحول شواطىء جدة من شاليهات مظلمة إلى شواطىء جميلة مشرقة. والله أعلم.