رفع تعرفة الماء!!

أشفق على ذوي الدخل المحدود عندما “يتقاطون” لشراء جريدة وينكبون عليها متلهفين ثم يجدون تصريحاً أو تلميحاً إلى زيادة تعرفة خدمة أو رفع رسوم أخرى!!

نفسياتهم وإمكاناتهم ودخلهم حقاً لايسمح حتى بمجرد “مزحة” تلوح إلى رفع التعرفة!!

ومن حق معالي وزير المياه أن يعلم أن ما ذكره حول “عدم النية في القريب العاجل لرفع تعرفة الماء” عبارة غيرة مطمئنة بل مخيفة لأن أهل الكهرباء قالوها وفعلوا، وأهل الهاتف لمحوا وفعلوا، ثم قال وزير المواصلات شيئاً عن رسوم الطرق وسيفعل.

ومن حق وزير المياه أن يعلم أن الوضع بالنسبة للماء يختلف، خاصة وأنه غاب بضع سنين في عاصمة الضباب وربما فاته بعض ما حدث في عاصمة “الوايتات”.

مصلحة المياه مدانة للسواد الأعظم من المشتركين خاصة في أحياء ذوي الدخل المحدود بمبالغ مالية كبيرة دفعها هؤلاء لأصحاب “وايتات” الماء عندما أخفقت المصلحة في تلافي أزمة الماء ناهيك عن الإبطاء في حلها.. “وصل سعر الصهريج إلى 1800ريال” أي أن هؤلاء دفعوا في أسبوع ما كان يفترض أن يدفعوه في عشرين سنة مقارنة بمن لم ينقطع عنهم الماء ويدفعون 22ريالاً كل ثلاثة أشهر. وبعملية حسابية جد سهلة تجدهم دفعوا في ثلاثة أشهر ما يفترض أن يدفعوه في 240سنة (أرجو أن لا تستخدم المعادلة في التدليل على أن الماء يجب أن يرفع تعرفته وتذكروا أننا نتحدث عن استهلاك ذوي الدخل المحدود، الدخل الثابت منذ سنوات الطفرة!!).

مصلحة المياه مدانة لأعداد غير قليلة من المشتركين بمبالغ كبيرة دفعوها بسبب قراءة خاطئة للعداد أو بسبب عداد طائش أعطى رقماً فلكياً للاستهلاك وأجبر المشترك على الدفع على أمل فحص العداد وإعادة المبلغ ولم يحدث شيء من هذا.

من ناحية أخرى، هؤلاء لا علاقة لهم بما يحدث للماء فليس لديهم حدائق غناء ولا مسابح ولا مضخات ضغط ولا ينابيع جاكوزي دافئة وأخرى باردة فلماذا هم دائماً شركاء في الخسائر ممتنعون في المكاسب؟!

في صدد ترشيد استهلاك الماء ثمة ما هو أهم وأولى على جدول الأولويات من التلميح إلى زيادة التعرفة على من يدفعها الا وهو تحصيل المبالغ ممن لا يدفعها وفرض التعرفة على من لا يعرفها!!

قبل أن نفكر في رفع التعرفة الحالية من رقم إلى آخر على الجميع، لنبدأ برفع التعرفة من صفر إلى الرقم الحالي على من لا يدفع فالماء السائب يشجع على الهدر!!

إذا تخلصنا من أسباب الهدر الحقيقي فيما يخص قنوات الاستهلاك فئة (الأربعة بوصة) فمن حق الوزير ومن يشد أزره أن نطبع على رؤوسهم “أربعة بوسة” ونقول ارفعوا التعرفة الآن ولن يفعلوا لأنهم لن يحتاجوا إلى ذلك.

اترك رد