أهمية الحوار

الذي دفع بالتوجه للحوار والحرص عليه ليس الاستجابة لضغوط خارجية، فالذي حدث هو أن قناعتنا بضرورة فتح باب الحوار صادف استخدام الدولة العظمى لحجة واهية هي نشر الديمقراطية!! هي مصادفة زمنية وحسب.
المصادفة الأعجب والأكثر إضحاكاً وسخرية أن عزم الدولة العظمى المستفردة بالطغيان على ركوب موجة نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط صادف تخلي هذه الدولة “الولايات المتحدة الأمريكية” عن مبادئ كثيرة ذات علاقة بالحريات سواء في أمريكا نفسها أو في دول تمارس عليها أحد صور الاستعمار.. فقد صادف ممارستها للاعتقال دون توجيه تهم والتصنت والسجن دون محاكمة والاعتداء على المعلومات الشخصية والمطالبة بوقف قنوات فضائية وحجب آراء ووقف عرض أفلام ومسلسلات ومصادرة آراء وحريات وارتكاب الجرم الوحشي العظيم في حق أصحاب الملابس البرتقالية في جوانتانامو والذي صنف بالإجماع على أنه أكبر إذلال وتعذيب للإنسان.

كل تلك الممارسات غير الإنسانية المصادرة لأبسط الحريات وحقوق الإنسان تصادف ادعاء أمريكا أنها تزمع نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط ولولا هذه المصادفة لكان الكثيرون انخدعوا بهذه الحجة الواهية لكن المصادفة جاءت لتفضح أسخف حجة لممارسة العدوان على بلاد المسلمين.

إذا اتفقنا أننا نتجه لفتح باب الحوار من طوع أنفسنا ولشعورنا بضرورة ذلك وأن الوقت قد حان له والحاجة للحوار أصبحت ملحة جداً لأن أبناءنا يغرر بهم، وتستغل بطالتهم وفقرهم وظروفهم السيئة وانعزالهم ومشاكلهم الجمة لاستخدامهم ضد وطنهم.

أقول إذا كانت هذه هي المبررات الحقيقية لتوجهنا للشفافية وفتح أبواب الحوار، وهي كذلك، فلماذا لا نبدأ بالتي كانت هي الداء؟!

أظن أننا بدأنا الحوار من أقصى الطموح وكان حواراً مع طبقة مثقفة منتقاة بدعوات وناقش قضايا وطنية هامة جداً وخرج بمقترحات وأفكار رائعة ومؤثرة ومصيرية سيكون لها دور وقائي كبير وهام.

لكننا لم نبدأ بعد حوار بداية الطموح، الحوار العلاجي العاجل مع الفئة المعرضة للاستغلال وهي الفئة التي تعيش معاناة تسهل التغرير بها خاصة فئة الشباب الذين استغل من هم في مثل سنهم ومشاكلهم.

في لغة المختبرات فإن زرع البكتيريا وتكاثرها يتم بتوفير الوسط المناسب لنموها وهو إما الدم أو اللحم أو الجلاتين والأجار المعزول عن الهواء والضوء غالباً.

وفي لغة علم النفس فإن زرع الأفكار المنحرفة وترسيخها يتم بتوفير الوسط المناسب لنموها أيضاً وهو الحرمان والعزلة والإحباط والشعور بالغبن وضياع الحقوق.

إن أهم الخطوات العلاجية العاجلة والوقائية ايضاً لمنع انتشار مرض الفكر هو أن نبادر لتبديل حالة الوسط جذرياً من حالة العزلة إلى حالة المشاركة وزرع الأمل وهذا لا يتم إلا بحوار مباشر.. والحوار نافع أياً كان ومع من كان ولكن الأولوية تفرضها الظروف والأولى أن نبدأ بالتي كانت هي الداء!!

رأيان على “أهمية الحوار

  1. جيد جدا

    انا متاجه احاور شخص بهالموضوع بس شخص عارف
    ياليت لو الاستاذ محمد يتكرم ؟

اترك رد