اليوم: 11 أبريل، 2006

صوت لم يصل

الخبر الذي كتبه الزميل خالد النصار بمهنية وشمولية يوم الخميس الماضي، والذي استنجد من خلاله أبٌ وأمْ لمدمن مخدرات، طالبين نجدتهما في «الحصول على قبول» لدى إدارة مكافحة المخدرات أو مستشفى الأمل لمساعدتهما وإيواء ابنهما المدمن الذي أصبح مصدر تهديد لأسرته في المنزل ولمجتمعه في الشارع ولنفسه أثناء العزلة.هذا الخبر (بتفاصيله التي وردت بشمولية كما ذكرت) يثير تساؤلاً مؤلماً وحزيناً مفاده: هل لدينا استراتيجية حقيقية شاملة للتعامل مع المخدرات كمشكلة اجتماعية بالغة القدم، حديثة من حيث الاعتراف، شهدت أوج تفشيها عندما أنكرناها أو تجاهلناها، ونجحنا نسبياً بالحد من إضافة أرقام جديدة لضحاياها عندما اعترفنا بها وكثفنا التوعية بأخطارها وغلظنا العقوبة لمهربها ومروجها؟؟

حسناً، ماذا عن العدد الكبير من المدمنين القدامى والجدد ومن هم في طور الالتحاق بوكر الهلاك هل قدمنا لهم شيئاً يستحق الذكر أو يدعو للاطمئنان أو يوصف بالتعامل الحضاري؟!

الجواب بطبيعة الحال هو لا والشاهد تلك الصرخة والمناشدة التي نشرتها هذه الجريدة الرائدة وآلاف الصرخات التي لم تتجاوز أسوار منزل صغير أو شقة أو حتى فيلا.

تلك الصرخة بلغت فؤاد سلمان بن عبدالعزيز قبل عينه وأذنه فبادر كعادته وهب لنجدة تلك الأسرة بتوجيهاته السريعة، التي تعودنا منه حرصه في متابعتها وعدم انشغاله عنها، ففرج كرب الصوت الذي وصل.

أجزم أن نفس الموظفين ونفس المسؤولين الذين أهملوا توسلات ذلك المواطن وزوجته وبالتأكيد لم يسجلوا أرقامه وبياناته، هم أنفسهم أصبحوا يبحثون عنه ويستجدونه أن يرد على الهاتف، أقول ذلك لأنني أعرف حزم ولاة الأمر، إذا بلغهم الأمر بمثل معرفتي بتقاعس الجهات المعنية إذا لم يصلهم أمر.

ماذا عن الأصوات التي لم تصل؟! وهل من الحكمة أو المنطق أن تمضي كل هذه السنوات الطويلة منذ الاعتراف بالمخدرات كمشكلة وإعلان الحرب عليها ونحن لم نرسم بعد استراتيجية أمنية صحية اجتماعية شاملة للتعامل مع النتائج المتوقعة لغزو المخدرات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر استيعاب الأعداد الكبيرة من المدمنين الذين يرغبون أو ترغب أسرهم في علاجهم وإنهاء معاناتهم ومعاناة أسرهم، وثانياً إيجاد قنوات ميسرة غير بيروقراطية تلجأ لها أسرة المدمن الذي يشكل خطراً على أسرته ومجتمعه، وثالثاً الحليولة دون عودة المدمن المعالج التائب للتعاطي جراء خروجه المبكر من المستشفى وعدم المتابعة.. واختصاراً للموضوع لماذا نتعامل مع المشاكل وكأننا أول من تعرض لها؟! لماذا لا نستفيد من تجارب الدول المتقدمة في هذا الصدد والتي أجزم أن الأسرة فيها لا تحتاج إلى الاستنجاد بالصحافة لإنقاذها من ابن مدمن.