اليوم: 6 أغسطس، 2008

بل المواطن أكثر وعياً

قلة الوعي تهمة باطلة عندما يتم توجيهها للمواطن العادي المتمثل في المواطن المراجع لدائرة حكومية، أو المواطن المستهلك، أو المواطن المريض أو المواطن المرافق لمريض، أو المواطن المسافر على رحلة للخطوط السعودية أو المواطن المحتاج إلى ماء أو ذلك المحتاج لكهرباء أو لصرف صحي أو خدمات هاتف.
فكل هؤلاء أثبتوا في مواقف متعددة وعديدة أنهم يتحلون بقدر كبير من الوعي وسعة الاطلاع والتفاعل الإيجابي، وأنهم إنما يطالبون دائما بالحد الأدنى من قيام المسؤول، سواء كان موظفا أو مديرا أو وزيرا، بمسؤولياته وواجبه نحوهم الذي كلفته الدولة بالقيام به لخدمتهم على أحسن حال.

تابع تعليقات القراء في جريدة الرياض أو الجزيرة أو عكاظ أو الوطن أو الحياة أو ما شئت من الصحف التي تتيح هذه الخدمة وستجد تعليقات تنم عن وعي ورزانة وسعة اطلاع تنفي تهمة عدم الوعي أو ضيق الأفق.

نفس الشيء تلمسه في الحوارات التي تجريها الفضائيات سواء قناة المجد أو الإخبارية أو القناة الأولى والرياضية، فاتصالات المشاهدين وإجاباتهم عن (سؤال اليوم) في الإخبارية مثلا تؤكد لك أن تهمة عدم الوعي ما هي إلا شماعة يستخدمها بعض المسؤولين ليعلق عليها إخفاقاته.

اطمئنوا فالمواطن واسع الاطلاع، وقادر على إجراء المقارنات، ودرجة وعيه عالية جدا إلى درجة أن مطالباته بحقوقه على الوزارات والمؤسسات الخدمية تتم بمنتهى الوعي والإدراك بتقدير الظروف فهو لا يطلب إلا المستطاع، وبطريقة منطقية جدا وهادئة ورزينة، يقدر من خلالها ما يقدمه له الوطن ويمتن له ويطلب بهدوء من المسؤول عن الخدمة أداء واجبه نحوه بما تمليه تعليمات قادته.

عدم الوعي يتجسد في بعض الردود الاستفزازية من بعض المسؤولين والتي تتفنن في النفي والإنكار والتبريرات الواهية التي تتوقع من الناس تصديقها لأنها تفترض في الناس سطحية وعدم وعي.

إن عقلية المواطن في مستوى جدير بالاحترام ومن احترام عقول المواطنين مواجهتهم بالحقيقة سواء في شح الماء أو غلاء الكهرباء أو رفض المرضى (في كل الجهات الصحية وليس وزارة الصحة فقط) أو غلاء الأسعار أو سوء خدمات الطيران وفقدان مواعيده وحجوزاته للمصداقية أو تدني خدمات التعليم في مبانيه ووسائل نقله وإمكاناته الفنية والتربوية التي لا تعين المعلم والمعلمة على القيام بأدوارهما التعليمية، ناهيك عن التربوية، وأسباب عزوف الجهات العديدة المعنية بالدواء والغذاء عن القيام بأدوارها في الرقابة عليه وعلى رأسها هيئة الغذاء والدواء.