الوطن ليس يوماً

بعد غد اليوم الوطني، واليوم الوطني يفترض أن يحمل معاني عديدة ومراجعات مفيدة، فنحن الآن أصبحنا نحتفل باليوم الوطني وجعلناه إجازة سيستفيد منها كل مواطن ومقيم في التنقل من مدينة إلى أخرى، خاصة أنها توافق هذا العام عطلة نهاية الأسبوع، وعطلة اليوم الوطني واحدة من أفضال هذا الوطن علينا وأفضال وطننا عديدة والسؤال الذي يجب أن نطرحه ونحن نحتفل باليوم الوطني هو هل قدمنا لهذا الوطن ما يوازي عشر ما قدم لنا؟!، لا بد من مراجعة دقيقة من كل مواطن لما قدم لهذا الوطن على الأقل في هذا اليوم من كل عام.
الوطن لا يريد منا فقط أن نحتفل ولا يريد منا أن نستمتع بإجازة تمر كسائر الإجازات، الوطن يريد منا أن نرد جميله بل جمائله في شكل إنجاز للأعمال وحسن في الأداء وإخلاص في العمل ومواطنة صادقة ونبذ للخلافات ودعم للوحدة الوطنية.
هل تساءل كل مسؤول وراجع نفسه ولو في اليوم الوطني وأثناء إجازته، هل أنجز المشاريع التي وعد بها وحصل على ميزانياتها واعتماداتها بالمليارات؟!، ليس إنجازها فقط بل هل أنجزها بالكم والنوع المطلوب والجودة التي توازي ما صرف عليها، هل راجع المقاول المنفذ للمشاريع نفسه فوجد أنه أخلص في إنجاز المشروع بحس وطني (إذا كان مواطنا) أو راقب تنفيذه بأمانة وطنية إذا كان مشرفا هندسيا؟!.
هل فكر المسؤول عن الخدمات العامة أن الوطن يعني المواطن وأن دوره أن يقدم لهذا المواطن الخدمات التي أوكل له تقديمها واؤتمن عليها فهل قدمها بما يليق بالوطن والمواطن؟!.
المسؤول مواطن والمواطن المستهدف بالخدمات مواطن والوطن موطن لهم جميعا فهل توقف كل مواطن أثناء استمتاعه بإجازة اليوم الوطني ليتساءل ماذا قدم للوطن بل هل أساء للوطن ولماذا وكيف؟!، كل مساس بمواطن آخر مساس بالوطن، كل مساس بمرفق داخل هذا الوطن مساس بالوطن، كل تقصير في أداء الدور الوظيفي مساس بالوطن، كل اختلاس من مال الوطن عقوق للوطن.
إذن اليوم الوطني مجموعة تساؤلات لا تتوقف وكم من المراجعات يجب أن لا تنتهي إذا أردنا أن نستشعر يوم الوطن كما يجب وبما يجب، فمن غير المقبول أن نطالب بحقنا في إجازة اليوم الوطني وحقنا في الاحتفاء بيوم الوطن ولا نستغل هذه المناسبة في مراجعة علاقتنا بهذا الوطن.
بقي أن نتذكر كلمات قالها قائد هذا الوطن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لها مدلولات عميقة في معنى المواطنة (وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه)، وتوجيهه بقوله للسفراء (احترموا المواطن يحترمه الآخرون).

اترك رد