الشهر: جوان 2011

المحك الحقيقي لمكافحة المخدرات

جهود جبارة تلك التي تبذل على كافة الأصعدة لحماية هذا الوطن الغالي من دخول المخدرات وإحباط المحاولات المستميتة من قبل جهات خارجية لغزو أدمغة شباب وشابات هذا الوطن بهذه السموم القاتلة.
جهود جبارة تبذل على الحدود، وجهود جبارة تبذل في الموانئ والمطارات، وجهود جبارة تبذل في الداخل للتنبؤ بالشحنات القادمة ومتابعة من يستقبلها والقبض عليهم بالجرم المشهود وكل هذه الجهود مجتمعة يقوم عليها رجال يستحقون الثناء والتقدير والدعاء من قبل هذا الوطن وأبنائه، خاصة منهم رجال سلاح الحدود وحراس المنافذ الحدودية الذين يبذلون أرواحهم ويواجهون الخطر من أجل منع دخول هذه السموم.
كل هذه الجهود المقدرة لا بد من أجل أن لا تذهب هباء منثورا أن نقيس حجم الإنجاز بما يتم على أرض واقع تعاطي المخدرات في داخل البلد، بمعنى أن كل هذه الجهود العظيمة يجب أن يقابلها جهود أخرى مضاعفة في الداخل لقطع دابر الترويج والتعاطي فالمحك الحقيقي لتجفيف منابع المخدرات هو كمية المعروض فيها في السوق المحلية وحجم الإقبال عليها وسعرها في السوق المحلية، فطالما أن المخدر يتوفر بكميات عرض كبيرة وسعره في نزول والحصول عليه ممكن فإننا لا نستطيع الجزم بتجفيف المنابع ونحتاج إلى عمل كبير جدا لجعل هذه السموم نادرة التواجد باهظة الأسعار باهظة التكلفة على المروج (تكلفه حياته كما هو الحكم الشرعي) وبذلك نستطيع أن نقول إن جهود أولئك الرجال العظماء تم تقديرها بجهود زملائهم في الداخل.

قالوا وقلنا

** قالوا: استراحات الطرق السريعة تعج بالروائح الكريهة وأثاثها متهالك.
* قلنا: ونحلم بتطور السياحة الداخلية.
***
** قالت الشؤون الصحية بالطائف إنها ستحول السيارات القديمة إلى بنوك للدم.
* قلنا: «أهم شيء الدم ما يكون قديم».
***
** قالوا: جمعية حقوق الإنسان تعتزم إصدار بيان عن الشروط التمييزية لإقراض المرأة السعودية.
*قلنا: حتى (اعتزام) إصدار البيان جعلوه خبرا، يعني خبر للاعتزام وخبر للبيان.
***
** قالوا: رحلة الخطوط السعودية 1903 تعطل سفر المفتي وأعضاء الإفتاء.
* قلنا: أخطاء الخطوط السعودية تحتاج إلى فتوى.
***
** قالوا: التحقيق في فقدان معدة وطحال مريضة.
* قلنا: بكرة الصحة تطلع بندوة عن السرقات الطبية وتخطي الإعلام.
***
** قالوا: إهمال جدة التاريخية جريمة.
* قلنا: تضاف لجرائم إهمال جدة الحديثة.
***
** قالوا إن نسبة المسنين في السعودية 5 % وسوف يتساوون مع المواليد مستقبلا.
* قلنا: لا تصدق وزارة الشؤون الاجتماعية وتغلق الدار اليتيمة لرعاية المسنين.
***
** قالوا: السعوديون ينفقون أكثر من مائة مليار دولار سنويا على شراء العطور.
* قلنا: المهم مين يتعطر لمين.

نصب نواعم

في الوقت الذي كنا نطالب فيه بأن تتولى جهة حكومية محايدة إعداد جميع عقود الشركات الخدمية وشركات التأمين ووكلاء السيارات والبنوك ومقدمي خدمة الاتصالات وجميع المؤسسات التي توقع اتفاقا مع العميل بحيث يكون العقد منصفا للطرفين وضامنا لحقوق كل طرف وليس مجرد عقد يجبر العميل على الموافقة على بنوده التي تضمن فقط حق الشركة أو الوكيل أو البنك دون التطرق إلى التزامات الشركة وتفاصيل حقوق العميل، وفي الوقت الذي يشتكي فيه الناس من ضياع حقوقهم مع شركات التأمين ووكلاء السيارات والبنوك وشركات أخرى ومتاجر دون حماية لعميل أو مستهلك، وجدنا أنفسنا فجأة أمام أساليب نصب جديدة بشكل آخر مختلف سبق أن نبهت إليه قبل أن يستفحل لكن دون أن يتحرك أحد لحمايتنا.
يتصل بك، على جوالك، صوت أنثوي لا أقول ناعم ولكن (يستنعم) ويتحدث بمنتهى (الميوعة) تماما مثل أسلوب نساء مسابقات القنوات الفضائية المجهولة (اتصل واكسب معنا بحل لغز تافه، ماهو الحيوان الضخم الذي له خرطوم وأول حرف من اسمه فيل)، تتصل الفتاة وتعرف نفسها بأنها موظفة الشركة الفلانية (وهي كذلك) وتعرض عليك عروضا مغرية ومميزات عظيمة مقابل أن تؤمن على سيارتك أو تسدد مستحقات مغالطا فيها لمقدم خدمة أو الحصول على قرض لمشروع مربح أو خلافه من المميزات التي ما أن توافق عليها وتدفع مبلغها للشركة فإن الشركة ذاتها تتبرأ من كل تلك الوعود مؤكدة لك أن (الأمورة) بالغت قليلا أو جديدة لا تعرف الشروط!!.
لا نقول لماذا أصبحت الفتاة تستخدم كأداة نصب؟!، وكيف نسمح باستغلال فتيات محتاجات لعمل وتربيتهن على هذا الأسلوب الرخيص من النصب والاحتيال؟!، لأن استغلال المرأة واحتياجاتها الحقيقية والوهمية خرج عن السيطرة، لكننا نقول لماذا لا نتصدى لهذا الاحتيال ونعاقب الشركات التي تمارسه ضد عميل ومستهلك لا تنقصه الخسائر والغبن والمديونيات حتى يحمل المزيد منها كذبا وبهتانا.
دائما أتساءل لماذا نركز فقط على مداهمة محلات بيع الأقراص المدمجة المقلدة لألعاب الأطفال ونسخ البرامج التي يسترزق منها الشباب بعشرة ريالات ونتغاضى عن مداهمة من ينصبون بعشرات الآلاف؟!، هل نحمي شركات الحاسوب وأقراصها المدمجة قبل أن نحمي المواطن أم أن كل يحمي قرصه؟!.

وكالة الوقائي

ليس من ضمن مهام أي مسؤول طب وقائي في أي بلد في العالم الدفاع عن الأمراض في البلد بل الدفاع عن البلد ضد انتشار الأمراض، وفي كل أنحاء العالم فإن مهمة الطب الوقائي سواء كان إدارة أو وكالة أو هيئة أو مؤسسة مستقلة هو الوقوف ضد انتشار الأمراض حتى لو اضطر الطب الوقائي أن يقف ضد وزارة الصحة في توجهاتها إذا قصرت في مامن شأنه وقف انتشار الأمراض، ليس الأمراض المعدية والوبائية وحسب، بل كل الأمراض، حتى مرض السكري وهو مرض خطير غير معد فإن من مهام الطب الوقائي العمل بما أوتي من قوة (توعوية) وإجرائية على منع كل أسباب ارتفاع أرقام الإصابة به في البلد حتى لو اضطر للتدخل في نوع الوجبات المدرسية وما يباع للطلاب في المدارس من أغذية غير صحية.
المشكلة الكبرى أن موقف وكالة الطب الوقائي من تبطيل انتشار مرض الدرن مرة أخرى بررت زيادته بالقدرة على اكتشاف الحالات، وها هو مرض السكري يفتك بثلث المجتمع والجمعيات الصحية التطوعية التي يقوم عليها أطباء الغدد تحذر من سرعة فتكه والطب الوقائي لا يحرك ساكنا، والأخطر من هذا وذاك أن نشرة الطب الوقائي ذكرت آنفا أن 85 % من المستوصفات وعيادات طب الأسنان لا تعقم الأدوات بين مريض وآخر وهذا مما يؤدي إلى انتشار أمراض معدية خطيرة مثل التهاب الكبد الوبائي والايدز ولم نسمع عن تحرك مضاد، بل إن الحرب الضروس ضد سلوكيات الحلاقين الناقلة للأمراض تقودها إدارات صحة البيئة في أمانات المدن وليس الطب الوقائي، فمتى تصلح الحال إذا ؟!

أمن بلا أمان

بدأت العطلة الصيفية، وبدأت جحافل الشباب تغزو الأسواق وأماكن التجمعات، لشغل وقت فراغ قاتل وتنفيس طاقات كانت مكبوتة على مدى أسابيع الامتحانات. في السوق نفسه مئات الفتيات يتجولن، منهن من يسرن في جماعات ومنهن من يمشين فرادى ومنهن من يصطحبها والدان محافظان حريصان ويحسبان الحساب للطبيعة الخاصة الغريبة لأسواقنا، ومن يعترض على أن لنا وضعا خاصا غريبا في الأسواق يختلف عن كل دول العالم عليه أن يمضي بضع ساعات في أي سوق كبير (مول) وسيغير رأيه.
في كل الدول العربية والخليجية ودول العالم أجمع ثمة شباب مراهق يجوب الأسواق بتسريحة شعر غريبة ومظهر عجيب وسلوكيات أعجب، لكن كل يسير (في حاله) لا يتعرض للغير ولا يعتدي أحد على خصوصية الآخر لا بكلمة ولا بلمسة ولا بسحب شنطة ووضع رقم، إلا عندنا فإن الفتاة (خصوصا من تبدي تساهلا أو استعراضا أو تسير لوحدها أو مع مجموعة مستهترة) تتعرض للتحرش، إما بكلمة أو اعتراض طريق أو وضع رقم في الكيس الذي تحمله أو دفعة ولمسة.
أمن الأسواق أوكل للأسف وبالجملة لشركات حراسات أمنية جل أفرادها من الشباب الهزيل جسديا غير المؤهل بدنيا ولا تسليحا (بطبيعة الحال) لمواجهة أي طارئ، ومعظمهم شباب دفعتهم الحاجة المادية الماسة والفقر وضعف التأهيل، للعمل في هذه المهنة الشاقة الخطرة جدا ذات المداخيل المادية الشحيحة التي لا تستحق مجرد رفع الضغط من قبل شاب مستهتر لا يحترم نظاما، ويدرك عدم نظامية هذا الحارس وافتقاده للصلاحيات.
في أحد (المولات) الشهيرة شمال شرق الرياض تعرض شاب حراسات أمنية مساء الأربعاء الماضي لضرب مبرح من قبل مجموعة شباب مستهترين واستنجد بزملائه بواسطة جهاز اللاسلكي وهبوا لنجدته وأنقذوه من براثن المعتدين، لكن أحدا من إدارة السوق لم ينصفهم باستدعاء الشرطة والقبض على المعتدين، بل تركوهم يخرجون (عيني عينك) فما كان من شباب الحراسات إلا ان خرجوا من السوق وتركوا عملهم محتجين على عدم الحماية.
الوضع خطير جدا ولا بد من دعم وإسناد من رجال الشرطة ورجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمنع الاعتداءات والحفاظ على هيبة الحراسات الأمنية وفرض الأمن واحترام الأماكن العامة.

يضحكون على من ؟!

كنا نطالب بشدة بتطبيق إجراءات استباقية وقائية، مثل كل دول العالم المتقدم، واستغلالا لإمكانات مادية عظيمة، قد لا تتكرر، في الاستفادة لإنشاء بنية تحتية للحماية من المخاطر والاستعداد للكوارث والوقوف موقف المستعد المهيأ لكل طارئ، حتى لو لم يحدث الآن، وقبل أن يحدث، مثلا نبني ملاجئ تحت الأرض حتى لو لم تحدث حرب، نستعد للزلازل حتى لو لم تحدث زلازل، نستعد للفيضانات في المدن المهددة قبل أن يهيج الماء، نكون في أهبة الاستعداد للأمراض والأوبئة والأخطار الصحية المحتملة، نستعد للأخطار الزراعية والغذائية وأزمات الغذاء والماء قبل أن تحدث، نحقق أمنا غذائيا ومائيا ودوائيا يصمد عند حدوث أزمة. كانت تلك أحلامنا لهذا الوطن الذي نحبه وهذا المواطن الذي نخاف عليه وفي ذات الوقت نستودعه الله كل صباح وقبل كل نوم فنقول استودعناك الله الذي لا تضيع ودائعه، كنا نريد أن نعقلها ونتوكل.
الآن صدقوني (نبي الفكه)، من كثر ما يمارسه المسؤولون عن هذه الاحتياطات من تطمينات واهية إذا وقع الخطر، فإننا أصبحنا فعلا (نبي الفكه)، بمعنى (خلاص لا تحتاطون) لكن إذا وقع الخطر في العالم لا تدعون أننا في منأى عنه هكذا لمجرد أن تشعروا المسؤول عن تقييم عملكم أنكم قمتم بواجبكم وأن (كل شيء تمام) لأن هذا حرام، تضحكون على من؟!.
كنا نريد الاحتياط الحضاري وأصبحنا نريد الفكة من التطمين المتخلف، يحل المرض الوبائي في العالم فيأتي من يقول إننا في منأى عنه، وكأننا أنشأنا والمعاذ بالله حرزا عن المرض بالدجل والشعوذة فإذا انتشر المرض وارتفعت نسبة الوفيات صرحنا بزيادة عدد الحالات لنخفض نسبة الوفاة لأقل نسبة وانفلونزا الخنازير أوضح مثال.
وتحل الكارثة الزراعية وتفتك بالنخيل والثمار مع أننا كنا نطمئن أننا بخير والسوسة تحت السيطرة وتصريحاتنا هي السوسة بعينها، يقول مسؤول لا مسؤول إن مخزون الماء لدينا يعادل جريان نهر النيل 500 ألف سنة ونصبح ونحن نخشى العطش، وتحل بكتيريا الغذاء في خضروات العالم وتسبب الوفيات فنقول لن تصلنا مع أن الخضروات المعدلة وراثيا دخلت علينا وأكلناها دون أن يحذرنا أحد، التلوث الإشعاعي الذي صدرته اليابان خاف منه الشرق والغرب والشمال والجنوب إلا نحن!!، حتى الزلزال يطمئنونا أنه لن يحدث على مدى عشرات السنين، كأنني بأحدهم يريد أن يقع الفأس في الرأس مثلما وقع الفأس على رأس جدة الحبيبة، تضحكون على من لتجدد لكم المناصب؟!.

قالوا وقلنا

** قالوا: شرطة إحدى الولايات الأمريكية توقف الحركة على أحد الطرق السريعة بعد مشاهدة وزة وفراخها الأربعة تسير على جانب الطريق وهي خائفة على فراخها.
* قلنا: (تحمد ربها ما مشت في أحد شوارع الرياض، كان كل طالب يفحط على فرخ والأم منتفتها تريلة).
** قالوا: الطبيبات يؤكدن أن الرضاعة لا تؤدي إلى ترهل الأثداء كما يعتقدن النساء.
* قلنا: (أي رضاعة، إلي بفتوى ولا إلي بدون فتوى ؟!)
**
** قال وزير الصحة إننا بدأنا تطبيق برنامجا في المستشفيات الكبيرة يكشف الأخطاء الجسيمة إلكترونيا.
* قلنا: ومتى تطبقونه على الوزارة الكبيرة ؟!
**
** قالوا : وزيرة الخارجية الأمريكية السيدة كلينتون تتهم القذافي باستخدام الاغتصاب أداة حرب.
* قلنا: (وهذي وشلون بتفتشون عن أسلحة دمارها الشامل؟!).
**
** قالوا: الحكم على مريض نفسيا بالسجن أو دفع 55 ألف ريال لضربه عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتسببه في فقدان ساعته الرولكس ونظارة كارتير ثمينتين.
* قلنا: (هذا شكله عضو هيئة سوق المال .. تأكدوا)
**
** قالوا: في جدة رصد مكافآت لمن يقبض على الفئران.
* قلنا: (طيب الجرذ الي تسبب في وجود الفئران متى نقبض عليه؟!).
**
** قالوا إن مسؤولا روسيا استقال بعد أن وجد دودة في صحنه والرئيس الروسي قبل استقالته.
* قلنا: (ليت هالدودة تطلع في صحن بعض الناس يمكن يستحي ويستقيل!!).
**
** قالوا إن 471 موظفا تسربوا من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية إلى القطاع الخاص.
* قلنا: (انتهت لياقتهم من كثر حجب المواقع).
**
** قال د. صالح العواجي رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للكهرباء إن الكهرباء تقدر باعتزاز دعم الدولة لها بـ 51 مليارا.
* قلنا: ونحن نقدر باعتزاز أن لا تنقطع الكهرباء المدعومة.

مرضان ووزيران

في زاوية (قالوا وقلنا) التي خصصتها كل ثلاثاء للتعليق على تصريحات المسؤولين علقت على تصريح معالي وزير الزراعة حول بكتيريا (إيكولاي) بقوله: إنه لا خوف من بكتيريا (الإيكولاي) رغم خطورتها وقتلها لأربعين شخصا في ألمانيا فلدينا (خططنا) الاحترازية لمجابهتها فقلت مازحا (غير خطة الجريش طبعا)، كنت في ذلك التعليق أسجل اعتراضا، في شكل مداعبة، على فكرة معالي الوزير في مواجهة غلاء الأرز وخرفان النعيمي والشعير وبعض السلع الزراعية بتغيير وجباتنا ونظامنا الغذائي إلى القرصان والجريش بدلا من السلع التي ارتفع سعرها، لأنني أرى أن هذا ليس حلا على الإطلاق لأن الإهمال والتقاعس والتهاون الذي رفع سعر تلك السلع والوجبات الرئيسة قد يرفع سعر (الدقيق والجريش) عندما تصبح الوجبة الوحيدة. وهذا يختلف عن اعتراضي على وزير التجارة السابق حينما قال إن علينا أن نواجه ارتفاع سعر الأرز بتغيير نظامنا الغذائي، وعندها قلت: يريدنا أن نأكل (أندومي) بدل الرز وهذا مستحيل والاختلاف هنا على نوع الوجبة، أما عدم منطقية الحل فواحدة لأن مواجهة جشع التجار بتغيير الوجبة ليس حلا وطنيا صارما ونهائي.
عموما موضوع الأرز والجريش والأندومي موضوع قابل للمزاح والمداعبة، أما أساس التصريح وهو التقليل من شأن خطورة انتشار بكتيريا (الإيكولاي) وآثارها الصحية الخطيرة ونتائجها التي تصل حد قتل أربعين شخصا في بلد احترازي فعلا مثل ألمانيا فأمر لا يقبل المزاح ولا (التميلح) من قبلي مثلما أنه أمر لا يقبل التصريحات والادعاءات الرنانة من قبل الوزير مثل الخطط (الاحترازية) التي لم يوضح ما هي وتفاصيلها الدقيقة المطمئنة، فقد سبق لوزير الصحة معالي الدكتور عبدالله الربيعة أن صرح بخطط (احترازية) مطمئنة في مواجهة أنفلونزا الخنازير وأننا في مأمن منها ثم بلغت حالة الوفيات عندنا رقما فاق نسبيا بلد المصدر المكسيك أما عدد الإصابات فقد كان الأكبر مقارنة بدول تفوقنا أضعافا مضاعفة في عدد السكان وتقل عنا العشر في الإمكانات (الاحترازية). أتمنى أن نقطع دابر مواجهة الأزمات والكوارث العالمية بالتطمينات الكلامية.

الزوج «المعاوني»

والمعاوني، لمن لا يعرفه، هو مساعد قائد الشاحنة، كان، وربما لا زال، سائقو الشاحنات و(التريلات) يركبونه معهم في رحلاتهم الطويلة ليساعدهم أثناء التوقف لإصلاح إطار أو التعامل مع عطل أو حتى إعداد العشاء وإبريق الشاي وربما رأس شيشة، تذكرت (المعاوني) وأنا أشاهد مقطع فيديو تم نشره أول أمس الجمعة لامرأة تقود السيارة في أحد أحياء الرياض، بمناسبة حملة غير وطنية وغير نبيلة تعاون فيها بعض المحسوبين على الوطن مع جهات إعلامية غربية للتمرد على خيار وطني وقرار حكومي يرى أن الوقت والظروف وغياب الحاجة الماسة والترتيب العقلاني لأولويات حقوق المرأة لا تؤيد قيادة المرأة للسيارة، والمضحك أن ما يؤيد هذا التوجه العاقل جاء في ذات المقطع الذي يقول (فلانه ساقت) فقد كان الزوج مرافقا لزوجته ولكن في مقعد (المعاوني) وقد تولت هي (الطارة) والطارة لدى سواقي التريلات هي المقود الذي نسميه (الدركسون) وكان يصورها وهي تردد (لا تركز على وجهي صور يديني بس)، وفي الأسرة كل حر في من يتولى (الطارة) في كل شؤون الحياة بناء على من هو أعقل وأقدر وأحيانا من يصرف على الأسرة وخلاف ذلك من تبادل الأدوار فالزوج قد يرضى بأن يكون زوجة والزوجة قد تتولى مهام الرجل، لكن الضحية عندنا هم الأولاد، فالأولاد لم يظهروا في المشهد مطلقا أتدرون لماذا؟! لأن الأولاد لدى مثل هذه الأسر (المتمدنة) متروكين تعليميا وغذائيا ورعاية و(عاطفيا) للخادمة، وهذا بالمناسبة لا يحدث إلا عندنا فحتى في الدول الغربية (التي استعانوا بها) يكون تدخل مربية الأطفال أو من ترعاهم أثناء خروج أمهم للعمل لوقت محدود فقط قد يشمل المراقبة عن الخطر والمساعدة في حل الواجبات، لكن واجبات الأم العاطفية غير مشمولة، فالأم هي من يتعاطى مع الشأن العاطفي للأطفال فلا يلتصقون بالمربية (لا يوجد في المجتمع الغربي خادمة تطبخ وتغسل وتكنس وتحتضن الطفل وتجلده وتنومه (غصب عن إلي جابوه) وتكلمه وتحتضنه في السيارة وفي الفراش، مما جعلك تستطيع أن تفرق بين أطفال ترعاهم خادمة من هزالهم وانكسارهم وانطوائهم والحزن في عيونهم والفقر العاطفي في وجدانهم، هذا لا يحدث إلا عندنا والغرب لم يتلفت له بعد، لأن أحدا من الأطفال لم يستعن بمحطات تلفزيونية غربية ومنظمات حقوقية لتنبيههم لأن من تقود (طارة) السيارة تركت أولادها 24 ساعة عاطفيا في أحضان امرأة أخرى، ثم إذا كان الزوج (المعاوني) سيرافق زوجته في كل رحلة قيادة فما التوفير الذي حققناه، أي عندما لعبت الزوجة دور السائق، لماذا لم يلعب الزوج دور الخادمة؟! على الأقل يكون عند الأطفال من يمت لهم بصلة عاطفية.

شعوذة التعليم

استعصى أمر رهبة الامتحان على كل من تولى أمر التعليم، بل على الوطن كله، فجميعنا على قناعة أن الاختبار بأسلوبه الذي نصر عليه أسلوب قديم عقيم غير مطبق في كل الدول التي تطمح إلى تقييم صحيح للعملية التعليمية، وقياس منطقي سليم لتحصيل الطالب، وجميعنا على قناعة أن رهبة الامتحان وهالة الامتحان والشد الذي يواجهه الطلاب والطالبات قبل وأثناء وبعد الامتحانات يشكل على الوطن عبئا كبيرا، وهما عظيما يكفي منه سبب واحد كفيل بأن يجعلنا نتعامل بجدية مع أمر إلغاء هذا الأسلوب الخاطئ الخطير، ألا وهو كون هذا الاختبار سبب رئيس في سقوط الشبان والشابات في فخ المخدرات وحفرته التي هي سبب رئيس لمشاكل اجتماعية جمة وحوادث مفزعة وفساد عظيم.
كل من تولى أمر التعليم ادعى وصلا بإلغاء الامتحان بأسلوبه الحالي الخاطئ وتخطي رهبة الامتحان ثم ما يلبث أن يركز على أمور أقل أهمية وأكثر بهرجة فيدخلنا في تدريس اللغة الإنجليزية وتعليم المعلمات لصغار الذكور ولا يعود لذكر رهبة الامتحان وخطورتها على المجتمع، مع أننا نعيش نهاية كل فصل دراسي أزمة اجتماعية تتمثل في رعب الامتحانات.
مخدرات وحبوب سهر وزيادة في تهريب (الكبتاجون) وحوادث سيارات وحالات تنفيس عن الهم في شكل (تفحيط) ومضاربات وشكوى من جور الأسئلة وضرب معلمين وتكسير سيارات وهم أسري واستغلال عظيم من المدرس الخصوصي وأمراض نفسية وسهر وشكوى اجتماعية كبرى على المستوى الإعلامي وتفاعل كبير على كل المستويات مع موسم الامتحان الذي بات يحل مرتين في العام بدلا من واحدة في السابق!! أي أننا لم نحل المشكلة بل جعلناها أضعافا (كم نحن أغراب نعذب أنفسنا بما يمكن لنا التخلص منه بسهولة).
كل ما يحتاجه الخلاص من هذا الأسلوب العقيم الخطير المؤثر سلبا على المجتمع هو أن نستعين بخبرة من سبقنا في أسلوب التعليم أولا، ثم أسلوب تقييم المتعلم، بدلا من أن يدعي كل أنه القادر على إعادة اختراع العجلة وكأننا نتعامل مع علاج مشاكل الامتحان بالشعوذة تاركين طبها الحديث المجرب.