اليوم: 14 سبتمبر، 2011

هل من معتبر؟!

كانت العجوز تجلس على سجادة صغيرة تأكل وتشرب وتصلي عليها ولم يكن أحد (رغم قوة الاستخبارات وذكاء أجهزة الأمن وتكرار دخولهم عليها) يدرك سر بقائها بهذه الصورة أكثر من عشرين سنة، بعدها أتى الفرج وزال الخطر فتحركت من على سجادتها ورفعتها فأماطت اللثام عن غطاء أسمنتي صغير يؤدي إلى حفرة سرية خبأت فيها ولديها أكثر من عشرين سنة ترمي لهما بالطعام وترفض خروجهما من الحفرة!!.
لو أن هذه القصة رويت بعد القبض على صدام حسين في حفرة مشابهة وتحت غطاء أسمنتي مشابه، لكنا قلنا أنها فبركة من المعارضة ورواية مختلقة من نسج خيال واعظ، لكن العجوز صورها الإعلام وبث حوارا معها وصور السجادة والحفرة والغطاء قبل عدة أشهر من القبض على صدام حسين في الحفرة المشابهة وتحت الغطاء المشابه، والفرق الوحيد أنه مكث مدة أقل بكثير بمقياس الزمن (أربعة أشهر فقط) لكنها بالنسبة لزعيم عاش مرفها ومن قصر إلى قصر ومن حديقة إلى نهر أثقل من أربعين سنة مما تعد تلك العجوز وولديها الذين عاشوا فقراء، وواضح أنها استجابة لدعوة مظلوم.
لم يعتبر معمر القذافي بتلك القصة ولا بنهاية ظلم وجبروت صدام على شعبه رغم أنه كان يحذر القادة العرب من شنق مشابه في خطبته الشهيرة التي تكررها القنوات حاليا فقد عميت عيناه وغفل قلبه عن العبرة بظلم الشعب واعتبر فقط بخيانة الغرب!!، فاستمر في ظلمه ونعت شعبه بالجرذان وها هو يطارد كالجرذ من جحر إلى جحر، وها هو حسني مبارك يتنازل عن كل ما امتلك دون وجه حق مقابل عدم محاكمته ويشاء الله أن تجمعه بولديه، اللذين ورثهما ثروة طائلة وكاد أن يورثهما السلطة، زنزانة واحدة وهو ممدد وهما قائمان وجميعهم يردون على منادي المحكمة (أفندم) بعد أن كانت تقال لهم.
هذه المواقف والعبر تزيد المؤمن إيمانا بأن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل وتجعلني أتوقع أن ذلك الذي أمر جنوده بأن يعذبوا الناس ويجبروهم على قول (لا إله إلا بشار) ستكون نهايته نهاية من قال (أنا ربكم الأعلى) وقد (والله أعلم) يموت غرقا ففي الشام فرعون وفي اللاذقية بحر!!، وقد يكون الانتقام أكبر، ولله فيما يفعل حكمة، ولكن السؤال هو لماذا تتكرر الإنذارات والعبر ولا نجد من معتبر؟!.