اليوم: أكتوبر 12, 2011

«تكاسي» مطار الرياض ولغة «العجرا»

ستكون سابقة خطيرة جدا إذا ترك أصحاب سيارات الأجرة السعوديون في مطار الملك خالد الدولي يعبثون في النظام ويفرضون إرادتهم وعنادهم واستغلالهم للناس دون رقيب ولا حسيب ولا منظم، فقد بلغ استهتارهم وتمردهم وتماديهم حدا لا يقبل الاحتمال ويبدو أنهم استنفدوا كل فرص الدعم والتدليل والحماية من الجهات المختصة بهدف إتاحة الفرصة لهم للعمل ودعم سعودة هذا المجال، وكنت أدعمهم بكل ما أوتيت من قدرة على المطالبة بسعودة الليموزين، ومنحهم الفرصة والأولوية قبل أي شركة مستثمرة لكن ما يحدث من هؤلاء في مطار الملك خالد الدولي فاق كل التوقعات لأكثر الناس تشاؤما.
إنني أتحدث عن هؤلاء من واقع متابعة عن قرب وتجربة مباشرة واتضح لي أن أصحاب سيارات الأجرة في المطار تحديدا يريدون استغلال ضعف الراكب وغياب المراقب للإساءة للناس وتعطيل أي مشروع يشترك معهم بهدف تنظيم نقل الراكب من المطار للمدينة بأمن ويسر وصورة مشرفة.
أصحاب الأجرة في المطار يضعون سياراتهم في المسار المحدد الذي لا يمكن الخروج منه لوجود صبات خرسانية للحفاظ على الدور لكنهم يتفقون على عدم إركاب السعودي لأنه يطلب التقيد بالتعرفة مع أنها عالية ومجزية ( 65 ريالا لأقرب حي من المطار) فيقوم صاحب السيارة الأولى برفض الراكب أو فرض ثمن خيالي في انتظار راكب أجنبي لا يعرف التعرفة أو لا يشترطها فتبقى العائلات السعودية ساعات طوالا في انتظار من ينقلهم خصوصا أن المستثمر الجديد المسمى (تكسي لندن) عدد سياراته محدود، وقد شهدت حالات لأسر وصلوا ومعهم مرضى على موعد مع مستشفيات ولم يجدوا من ينقلهم وبحكم حرصي على مراقبة هذا الوضع قبل الكتابة سجلت ما يلي: تجمهر الناس على دورية مرور طلبا للتدخل لإجبار الأجرة على حملهم أو التحرك فرفض رجل الدورية محتجا بتعليمات بعدم التدخل ونصح الناس باللجوء للخصوصي (غير النظامي)!!، شاهدت ثلاثة من أصحاب الأجرة يهددون راكبا بضربه بـ(العجرا) ونقله بـ 65 ريالا للمستشفى!!، ومشادات بالأيدي بين مواطنين وأصحاب الأجرة وتأكد لي أن أصحاب الأجرة السعوديين يشكلون تكتلاً ضد أي محاولة لتنظيم عملية نقل الركاب واشتكى صاحب كبينة مشروع التاكسي الجديد من تمزيق أبواك الفواتير، ومجمل القول إن ما يحدث لا يليق بعاصمة وطني ولابد من سرعة التدخل لفرض تعرفة موحدة ونظام صارم.