اليوم: أكتوبر 24, 2011

ارحمونا.. كيف نطعم 60 مسكيناً؟!

قالت وزارة الشؤون الاجتماعية على لسان أعلى مسؤول فيها إنها ستقطع يد العوز، وسوف تنهي الفقر. هذه خطوة جميلة ينتظرها الكثيرون، بل هي أمنية ونحن مجتمع يحب الأماني، طموح ينتظر الوعود وإن تأخرت، لكنه يحب أن يتحدث كل في مجال عمله وصلاحياته ويعد بما يستطيع، ويقوم قبل ذلك بما هو في متناول يده ومن صميم عمله بالدرجة الأولى، وبما هو ميسر عمله إذا عمل كل عامل بما يرضي ربه وضميره. ومن أبسط الأمثلة وأيسرها؛ تحسين أحوال دور الرعاية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، والرقابة على التعامل مع نزلائها، والسلوكيات داخلها، وتلبية احتياجاتها، وتحريك ركود الخدمات الاجتماعية في المجتمع؛ لتخفيف التراكمات والضغوطات الاجتماعية والنفسية التي تصاحب المشاكل الاجتماعية والحوادث والمصائب والبطالة والخسائر الاقتصادية، وكل الإرهاصات التي تعاني منها الأسرة والفرد وتستفرد بهم دون عون ولا دعم.
ومع كامل احترامي لوزير ووزارة الشؤون الاجتماعية، فإن علاج الفقر وقطع يد العوز هي استراتيجية بادر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز منذ زيارته المشكورة للفقراء في بيوتهم، وأوكل العمل على رسم خارطة طريقها والسير فيها بروية وحكمة إلى جهات عليا عديدة ومتعددة المهام، من بينها وزارة الشؤون الاجتماعية، لكنها ليست الوحيدة ولا الرئيسة في استراتيجية بهذا الحجم، فأرجو ألا يتم اختزال وتحجيم مثل هذه الاستراتيجيات والخطط ثاقبة الرؤية وبعيدة المدى بتصريح وزارة ينتظر منها القيام بمجال اختصاصها وعملها اليومي، وإحكام إشرافها على المؤسسات الاجتماعية أولا لإثبات أنها قامت بدورها وحسب.
إن قطع يد العوز وعلاج الفقر ليس مادة لتصريح عابر ولا يجب أن يكون كذلك، فهل تنتظر منا وزارة الشؤون الاجتماعية بعد هذا الوعد أن نصدقها ونقلق مستقبلا من صعوبة إيجاد ستين مسكينا نطعمهم كفارة من لم يصبر في نهار رمضان أو كفارة تحريم، ثم نقول للوزارة ارحمينا وأبقي لنا ستين فقيرا؟!.