الشهر: أكتوبر 2011

النواعم في الشورى

ليس من المهنية الصحفية أن يقتصر أخذ المرئيات والمقترحات والانطباعات والأمنيات حول مشاركة المرأة السعودية في مجلس الشورى على أربع نساء فقط يظهرن في كل قناة فضائية ويتكرر ظهورهن وكأنه ليس في البلد إلا أربع نساء، والاحتكار هذا ليس العيب الوحيد فيما يحدث من تحاور حول مشاركة المرأة في مجلس الشورى، فثمة عيب أكبر ولد من رحم العيب الأول ويعكس سطحية واضحة في الطرح حول تلك الخطوة العميقة في مدلولاتها، فالحديث لا يدور للأسف حول القيمة الفعلية لمشاركة المرأة في الشورى بفكرها وهاجسها وتجربتها الثرية ومخزونها العلمي والثقافي، إنما يركز بسطحية ممجوجة على أين ستجلس؟! وبجانب من ستجلس؟! وهل سيكون لها مكان محدد أم أنها سوف تتمتع بحقها، بصرف النظر عن أهمية ومنطقية هذه المشاركة والقبول بها من طرف السواد الأعظم المحافظ من النساء، ناهيك عن شرعيتها، والدولة أيدها الله تشترط التوافق مع الضوابط الشرعية في كل أمر وتم التأكيد على ذلك في كلمة خادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ــ التي أعلن من خلالها مشاركة المرأة في مجلس الشورى عضوا اعتبارا من الدورة القادمة وفق الضوابط الشرعية.
مجلس الشورى السعودي تميز بالرزانة والعقلانية في الطرح والواقعية في مناقشة القضايا وتقدير التوجه العام للسواد الأعظم الوسطي من المواطنين ونبذه للشاذ من الفكر والقول والعمل وبذلك بقي شامخا في منأى عن ما يحدث حوله في مجالس مشابهة من فوضى وتناحر وهدم، وكان يفترض بالقنوات الفضائية – لو كانت تهدف للصالح العام – أن تكون أكثر عمقا في طرحها لموضوع مشاركة المرأة، وأن تتيح الفرصة لجميع وجهات النظر وعدم التركيز على وجوه مكررة تتفق في التركيز على قضايا هامشية شكلية تتعلق بمكان وطريقة الجلوس وكيفية الدخول تحت قبة المجلس بدلا من التركيز على لب مشاركة المرأة في تنوير المجلس بوجهة نظر نصف المجتمع بصوتها وتصويتها بصرف النظر عن موقع لاقط الصوت، فالصوت على أي حال يصل عبر مكبرات لا يعينها موقع اللاقط بدليل أن نصف المشاركات الأربع المتكررات في الفضائيات يتحدثن وهن يقمن خارج الوطن.
مجلس الشورى السعودي يا سيدات ويا سادة يا كرام بدأ رزينا وواقعيا ينبذ الشاذ من القول، وسيبقى كذلك يعنى بالجوهر لا المظهر وليس في أدنى حاجة لتجمل مصطنع، بمكياج مستورد ونفخ «شفايف وخدود» غير مأمون النتائج.

شياطين في زوايا معزولة

إن كنت قد كتبت بالأمس عن الطالب في دار التوجيه الاجتماعي الذي توفي بسبب أزمة ربوية متوقعة ترك يعاني منها دون استدعاء الإسعاف ودون إعطائه (بخاخ) الربو ودون أدنى مساعده، فإنني قد كتبت منذ 9 سنوات وفي جريدة الرياض وتحديدا في 22/7/2002م مقالا تحت عنوان أسرى الحواجز لمن يشتكون؟ محذرا من هذه الحادثة قلت فيه مما قلت (أرجو أن تخصص دائرة أو هيئة مستقلة تعنى بتقصي أحوال وظروف فئات من المواطنين لا يستطيعون إيصال شكواهم لأنهم يقبعون خلف أسوار لا تسمح لهم بالخروج لأسباب وظروف متعددة ومختلفة ولكنهم غير قادرين على المطالبة لا حضوريا ولا في الصحف ولا في «الإنترنت» وهؤلاء أعانهم الله لا أدري كيف سيتحملون المعاناة اليومية، سواء ممن يتعاملون معهم أو من قصور الخدمات أو من سوء الأحوال الصحية أو كل هذه الظروف مجتمعة. إذا كان القادر على الشكوى والوصول عبر عدة قنوات، سواء المقابلة المباشرة أو الاتصال الهاتفي أو عبر الصحافة والشبكة العنكبوتية يشتكي بحرقة وألم رغم قدرته على التنفيس عن نفسه بالشكوى، فكيف ستكون حال من يتولد لديه الضغط يوما بعد يوم دون توفر وسيلة ولو للتنفيس. الفئات التي أتحدث عنها كثيرة ومعاناتها أكثر من عددها، وفرص الشكوى لديها معدومة لا تتعدى الشكوى لحكم هو الخصم) انتهى.
لست منجما ولا أضرب الودع عندما توقعت ما حدث لكن واقع القصور يجعلك تعرف ما سوف يحدث وهذا هو الفرق بين من يحتاط قبل حدوث الكارثة وبين من يفجع بعد فوات الأوان.
بعد وفاة ذلك الشاب في مقتبل عمره سيتم توفير بخاخ الربو بالدرزن، لكن شابا آخر قد يموت بسبب نوبة صرع حادة أو انخفاض السكر أو ارتفاعه أو أي عارض آخر فالغفلة عن أداء الواجب وعدم اتخاذ الاحتياطات وعدم سماع الشكوى والملاحظات جميعها شياطين تقبع في زوايا المكان المعزول عن الناس وعن الشكوى وعن الضمير الحي، هذا إن وجد الضمير حيا، وتلك الشياطين لا يطردها زيارة إفطار رمضاني تلميعي إعلامي تجديدي بحت إنما يطردها الإخلاص في العمل لوجه الله والخوف من الله أولا ومن جهة رقابية لا ترحم وخلاف ذلك فإن علينا أن نتوقع مآسي لهؤلاء البشر داخل الأسوار المعزولة (دار توجيه، دار ملاحظة، دار رعاية، سجن، مستشفى، مصحة نفسية، دار مسنين، مستشفى عزل) كل هؤلاء ينتظرون جهة محايدة منفصلة عن الجهة المسؤولة عنهم لتسأل عن أحوالهم.

مات وهو ليس بنتاً!!

أحد نزلاء دار التوجيه الاجتماعي في الرياض طالب في ربيعه الثالث عشر صلى للتو مع أقرانه صلاة الفجر يموت خلال ساعتين بسبب أزمة ربوية علاجها أسهل وأسرع من أن تضع يدك في جيبك وتخرج (بخاخا) لا تتجاوز قيمته عشرين ريالا وتضعه في فمه ليتنفس!!، هذا ما حدث فعلا لشاب من نزلاء دار التوجيه الاجتماعي في مدينة الرياض التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية حسب (سبق) وجوال منطقة الرياض أول أمس، ومن المحزن أن الطالب بذل كل ما يستطيع لينقذ نفسه فقد هاتف والدته وأخبرها بمداهمة أزمة الربو ومكنها من التحدث للموظف (حارس أمن) الذي لم يطلب له الإسعاف لأن أحدا لم يدربه على ذلك وأن الوزارة لم تكلف من يناوب لرعاية النزلاء ممن يحسن التصرف، بل لم توفر لنزيل تعلم أن لديه تاريخا مع الربو علبة (بخاخ) علاج عرض الربو!! ثم تنكر أنها أهملته!! الأمر لم يعد يحتمل الصبر وللصبر حدود، مما يدعو الوزارة إلى إعادة النظر في الوضع وألا تعتبر نفسها وزارة صرف مبلغ ضمان اجتماعي.
مسؤول من الوزارة علق بأنهم شاركوا في دفن الفقيد وتعزية والدته، وهذا في نظرهم هو ذروة سنام الرعاية الاجتماعية، وغدا ستخرج هيئة حقوق الإنسان من (بشتها) لتستنكر ما حدث وستفيق جمعية حقوق الإنسان من سباتها لتصور مع ما حدث (أتحدى الهيئة والجمعية أن تزودنا بتقرير لحالة تابعتاها حتى حصل أهل الضحية على ما يشفي حقهم على أقل تقدير).
البعض انشغل وأشعل الصفحات بالحديث عن ضرورة تمكين الهلال الأحمر والدفاع المدني من دخول مدارس البنات في حالات الطوارئ ونحن نؤيدهم، ولكن نحن أمام حالة وفاة لم تسعف والضحية شاب وليس فتاة، فالمشكلة ليست في الدخول على بنات إنها في الاعتماد على رجال.. ولنا عودة واستكمال.

«تكاسي» مطار الرياض ولغة «العجرا»

ستكون سابقة خطيرة جدا إذا ترك أصحاب سيارات الأجرة السعوديون في مطار الملك خالد الدولي يعبثون في النظام ويفرضون إرادتهم وعنادهم واستغلالهم للناس دون رقيب ولا حسيب ولا منظم، فقد بلغ استهتارهم وتمردهم وتماديهم حدا لا يقبل الاحتمال ويبدو أنهم استنفدوا كل فرص الدعم والتدليل والحماية من الجهات المختصة بهدف إتاحة الفرصة لهم للعمل ودعم سعودة هذا المجال، وكنت أدعمهم بكل ما أوتيت من قدرة على المطالبة بسعودة الليموزين، ومنحهم الفرصة والأولوية قبل أي شركة مستثمرة لكن ما يحدث من هؤلاء في مطار الملك خالد الدولي فاق كل التوقعات لأكثر الناس تشاؤما.
إنني أتحدث عن هؤلاء من واقع متابعة عن قرب وتجربة مباشرة واتضح لي أن أصحاب سيارات الأجرة في المطار تحديدا يريدون استغلال ضعف الراكب وغياب المراقب للإساءة للناس وتعطيل أي مشروع يشترك معهم بهدف تنظيم نقل الراكب من المطار للمدينة بأمن ويسر وصورة مشرفة.
أصحاب الأجرة في المطار يضعون سياراتهم في المسار المحدد الذي لا يمكن الخروج منه لوجود صبات خرسانية للحفاظ على الدور لكنهم يتفقون على عدم إركاب السعودي لأنه يطلب التقيد بالتعرفة مع أنها عالية ومجزية ( 65 ريالا لأقرب حي من المطار) فيقوم صاحب السيارة الأولى برفض الراكب أو فرض ثمن خيالي في انتظار راكب أجنبي لا يعرف التعرفة أو لا يشترطها فتبقى العائلات السعودية ساعات طوالا في انتظار من ينقلهم خصوصا أن المستثمر الجديد المسمى (تكسي لندن) عدد سياراته محدود، وقد شهدت حالات لأسر وصلوا ومعهم مرضى على موعد مع مستشفيات ولم يجدوا من ينقلهم وبحكم حرصي على مراقبة هذا الوضع قبل الكتابة سجلت ما يلي: تجمهر الناس على دورية مرور طلبا للتدخل لإجبار الأجرة على حملهم أو التحرك فرفض رجل الدورية محتجا بتعليمات بعدم التدخل ونصح الناس باللجوء للخصوصي (غير النظامي)!!، شاهدت ثلاثة من أصحاب الأجرة يهددون راكبا بضربه بـ(العجرا) ونقله بـ 65 ريالا للمستشفى!!، ومشادات بالأيدي بين مواطنين وأصحاب الأجرة وتأكد لي أن أصحاب الأجرة السعوديين يشكلون تكتلاً ضد أي محاولة لتنظيم عملية نقل الركاب واشتكى صاحب كبينة مشروع التاكسي الجديد من تمزيق أبواك الفواتير، ومجمل القول إن ما يحدث لا يليق بعاصمة وطني ولابد من سرعة التدخل لفرض تعرفة موحدة ونظام صارم.

قالوا وقلنا

** قال الحلاقون لـ «عكاظ» إننا نقرأ شخصية الزبون من شعر رأسه.
* قلنا: والأصلع تقرؤونه بطريقة برايل!!.
**
** قالوا: إصدار أول جواز يسمح بسفر الصقور عدة مرات.
* قلنا: (أعرف لك صقر وده يسافر مرة وحدة).
**
** قالوا: أعلاف مسمومة أدت إلى نفوق 70 رأسا من المواشي في صمخ؟!.
* قلنا: (مشكلة تسمم الأعلاف أصبحت سنوية).
**
** قالوا: حفرة عميقة في عرر تبتلع مسنا وسيارته والمسن يهدد بمقاضاة الأمانة.
* قلنا: (انصحوه لا يتوهق.. الأمانات حولها حفر أعمق إن هددها انهدت عليه).
**
** قالت (الرياض): «تنفيذي الصحة» يقر اللوائح والنظم للأطباء!!.
* قلنا: والممرضات وفنيو المختبر والمسعفون والصيادلة خارج حساباتكم؟ سموه تنفيذي الأطباء!!.
**
** قالوا: الحصين يشيد بجهود معالجة انكسارات أنابيب الخطوط المغذية للرياض في وقت قياسي.
* قلنا: بس الوايت وصل سعره 1400 ريال وهذا مبلغ قياسي.
**
** قالوا: وانيت ينقل لاعبا مصابا بالإغماء إلى المستشفى!!.
* قلنا: (عشان يراوغ داخل الصندوق!!).
**
** قالوا: أمطار متوقعة على جدة في نوفمبر وديسمبر ويناير.
* قلنا: سترتفع أسعار القوارب.
**
** قالوا: القبض على عصابة عربية في جنوب جدة اشتهرت بممارسة السرقة بالرفس.
* قلنا: (هذولا اسجنوهم مع جحش معصب).

بين أمين عسير وسارق الخروف

اعتذر لقرائي الكرام أن خالفت عادتي ولم أرد على تعليقاتهم التي بلغت 59 تعليقا على مقال (أمين عسير مظلوم) فقد كنت هذا الأسبوع اتنقل من طائرة إلى أخرى، كما أن الموقع الإلكتروني لهذه الجريدة لا يسمح إلا بالتعليق مرة واحدة والكاتب غير مستثنى من هذا الشرط، ولهذا فإننا بعد الرد الأول لا نحاوركم وتبدون كمن يخاطب أطرش، نرجو أن يحالف التوفيق خطوات رئيس التحرير في مزيد من التطوير لحال التعليقات في الموقع وأن تجد مقترحاتنا له في هذا الصدد القبول.
عموما أنا قررت أن تعليقاتكم (الله يخليكم لنا) تستحق تخصيص مقال للرد وليس مجرد كلمات محددة بـ500 حرف، أقول وبالله التوفيق لمن قال إنني دافعت عن الأمين أنني لم أدافع بل أنكرت التصرف وقلت إنه غير مقبول ولكنني قارنته بغيره ممن لا يسمح لأحد بالدخول مطلقا واستشهدت بمثال إنساني لمن بشر بمولود ذكر وأكد له ذلك وسلم أنثى ولم يسمح له مدير المنشأة الصحية بمقابلته وبالمناسبة الرجل كان يصيح بأعلى الصوت تارة ويسند رأسه ويبكي تارة أخرى ولم يشفع له ذلك بالدخول، ولمن استكثر علي أن أقول (أدخلني واسمع لي ثم أطردني) أؤكد له أن ذلك الرجل كان يتمنى أن يدخل ويسمع له ويطمئن بفحوصات طبية أن من سلم هي ابنته ثم يطرد، ففي كل الأحوال هو طرد!! طرد من المقابلة برمتها وليس مجرد تكرار مطالبة وهو بالمناسبة ورغم مرور ست سنوات لا يزال يعاني من عدم الاقتناع بالطفلة وأن أبناء قريته يسمونها (المبدلة) بينما من رفض دخوله سعيد في دنياه وعلم آخرته عند ربه، ولازلت عند رأيي أن أمين عسير مقارنة به مظلوم فيما تعرض له، وأحبائي القراء الذين قالوا إنني أعرفه أو أنه من أهل منطقتي أقسم لهم ولست بحلاف مهين أنني كتبت وأنا لا أعرف اسم الأمين ولا يعنيني من هو؟!.
واختصارا للإيضاح أسألكم: هل الزملاء الذين استغربوا الحكم على سارق الخروف بثلاثة آلاف جلدة مقارنة بمن يسرق الملايين من المال العام أو قاتل زوجته الذي تزامن مع حادثة سرقة الخروف هل هم يدافعون عن سارق الخروف ويؤيدون سرقة الخراف أم أنهم إنما يقيسون ويقارنون؟!

موضي «تمضي» على أن الصحة ماضٍ

موضي شاهدة وإمضاء موضي على أنها أمضت الأسبوع الماضي كله في ممر قسم الطوارئ دليل مادي على أن ما مضى من تصريحات لوزارة الصحة بأن مشكلة القبول للحالات الطارئة حلت هي مجرد فعل ماض لا مضارع له ولا ضرع يرضع منه المواطن. وموضي مواطنة في الخمسين من العمر تمثل حالة مثالية لما يعانيه مرضى الحوادث اليوم من غياب منهجية في التعامل مع الإصابات المتوقعة فكيف بتلك الحوادث الطارئة التي لا يعلم إلا الله عددها وخطورتها وتعقيد إصاباتها وعدم قبولها للبقاء سبع دقائق في الممر فكيف بسبعة أيام حسوما.
نعم المواطنة موضي هي في عرف الطب هي من الإصابات المتوقعة التي يحتمل أن ترد لغرف الطوارئ في أية لحظة مثلها مثل مريض القلب وانسداد الشرايين وفشل الأعضاء ولو وجد استراتيجية شاملة ومتكاملة لحسب لحالة موضي وأخواتها حسابا قبل أن تحضر للمستشفى.
موضي وحسب (سبق) مواطنة سعودية خمسينية تعرضت لكسر مضاعف في الفخذ بسبب هشاشة العظام الناجمة عن معاناتها من مرض السكري وهشاشة العظام في مريضة سكر في سن موضي أمر واقع وحدوث الكسر لها في أي وقوع بسيط أمر متوقع (هذا ما قصدته بأن الحالة مثالية) وعندما جاءت موضي للطوارئ في مستشفى الملك خالد الجامعي في الرياض واستقبلها ولم يكن لديه سرير شاغر في الطوارئ يفترض وحسب (تصريحات) وزارة الصحة أن يتم فورا مخاطبة المستشفيات الحكومية ثم الخاصة والأهلية لإيجاد سرير يضم موضي المكسورة لجبر كسرها، لكن ما حدث أن موضي أمضت أسبوعا في (ممر) غرفة الطوارئ يدخلونها إلى داخل الطوارئ (ربما إذا أرادوا مساعدتها لقضاء حاجتها أو تنظيفها) وذلك ستراً لها من أعين الناس ثم يعيدونها للممر فمن يستر وزارة الصحة؟! وكيف ستكون الحال فيما لو (لا سمح الله) حدثت كارثة لأعداد أكبر هل نعتمد على التصريحات والوعود التي في خبر كان لتصبح صحتنا في المحك ومصابونا في الممر؟

المواطن لا يشتكي مرتين

سياسة الأبواب المفتوحة التي يتبعها ولاة الأمر حفظهم الله هي بلا أدنى شك وسيلة جيدة للإنصاف والعدل ورد الحق للمستحق، ليس هذا وحسب بل هي رادع قوي لمن تسول له نفسه ظلم الناس أو سلب حقوقهم أو عدم القيام بواجبه نحوهم لأنه يدرك أن ثمة بابا مفتوحا لمن هو أعلى منه منصبا وأقدر عليه وقد يلجأ له المواطن أو المقيم المشتكي ويفضح أمامه كل ممارسات المسؤول المقصر، خاصة ذلك المسؤول أو الموظف الذي غفل عن أن الرقيب الأعلى سبحانه وتعالى أشرع أبوابه لكل من سأله ولم يجعل بينه وبين دعوة المظلوم حجابا وليس بينه وبين كل من لجأ إليه حاجبا.
يتداول الناس حاليا شكوى مريرة من الالتفاف على التوجيهات الصريحة لولاة الأمر حفظهم الله الصادرة بعد عرض الشكوى عليهم وذلك بالتباطؤ في التنفيذ واختلاق العقبات والعراقيل أو حفظ الأوامر أو تحويلها إلى جهة أخرى لا تتبع لمن تلقى التوجيه الصريح شفهيا أو تحريريا، مع أن ولي الأمر، حفظه الله، قد ائتمنه عليها وأوكل إليه أمر إنهائها وقال له بصريح العبارة (هي من رقبتي إلى رقبتك ومن ذمتي إلى ذمتك)، ويرى كثير من المتضررين أن السر يكمن في معرفة المقصرين بأن المواطن لن يعود إلى المسؤول الأعلى مرة أخرى بعد أن صدر التوجيه في شكواه وسيستمر في المتابعة والانتظار حتى يبلغ به اليأس مبلغه، وهذه المراهنة على صعوبة قيام المواطن أو المقيم بالزيارة الثانية للشكوى من عدم تنفيذ التوجيهات في أمر الشكوى الأولى مبنية على خبرة وتجارب كثيرة خاصة لمن أطال الإقامة في منصبه أو من اكتسب مناعة من كثرة الشكاوى وتكرار نجاح المراوغات ومعرفته أن المواطن لا يشتكي مرتين.
الحل لهذا الوضع الذي تزايدت الشكوى منه هو بتكثيف إدارات المتابعة للأوامر العليا وزرع فروع للمتابعة في كل وزارة ومؤسسة وتتبع مباشرة للديوان الملكي ولا ترتبط بالوزارة أو المؤسسة.

أمين عسير مظلوم

أصبروا علي لا تطردوا فكرتي، ولا تغضبوا علي قبل أن أكمل وجهة نظري، وإذا لم أقنعكم قولوا لي (توكل على الله، طلعه يا فهد)، لا لن تستطيعوا طردي لأن كلامي ليس مكررا، وليس نفس كلام من سبقني، كلامي جديد ومخالف لكثير ممن عتبوا على أمين عسير، ليس حبا في المخالفة، فأنا من أكثر منتقدي أسلوب خالف تعرف وآخر ما انتقدته أول أمس الاثنين، لكن عندي سبب للمخالفة هذه المرة، سبب قديم متجدد سوف أطرحه وأعترف لكم أنني خائف منكم؛ لأنني أدرك أنكم ثائرون و(معصبون) وحانقون وربما حاقدون على أمين عسير.
سوف أدخل في الموضوع وأنا خائف (بسم الله، يا الله سكنهم مساكنهم)، أقول يا جماعة الخير: نشرنا مقطع فيديو لأمين عسير وهو قد أدخل مواطنا واستمع لشكواه ثم أخرجه، لكن كم عدد المرات التي رفض فيها مسؤولون فتح الباب وإدخال المواطن أصلا لسماع شكواه؟!.
من واقع تجربة طويلة ومشاهدة ومعايشة لحالات أناس طلبوا الدخول ولم يسمح لهم وهم أصحاب مطالبات عاجلة وملحة وتتعلق بحياة أو موت إنسان أو ظلم شديد يستدعي من المسؤول السماح بالدخول وسماع ولو كلمة واحدة ولم يسمح له!! لا أنسى موقفا منذ ست سنوات تقريبا لمواطن رزق مولودا ذكرا وبشر بالذكر ثم أعطوه مولودة أنثى وأمضى ثلاثة أشهر يحاول الدخول على مدير عام المنشأة الصحية ليطلعه على الأمر ويأمر بالتحقق من مصير ابنه ولم يتمكن!!، في مثل هذه الحالات أقول لكم وأنا قد جمعت قواي ولست خائفا، (دخلني واسمع مني كلمة ثم اطردني) فقد بلغت وحولت الأمر من ذمتي لذمتك.
يا جماعة الخير أنتم ناقمون من مقطع فيديو سجل لمواطن دخل وتحدث وطلب منه عدم تكرار مطالب من سبقوه حفاظاً على وقت غيره، ثم طرد، وهذا تصرف مرفوض، لكن كم هي مقاطع الفيديو التي لم تصور لمشتكٍ منع من الدخول أصلا ولسان حاله يقول (يا بخت من دخل ولو طرد شر طردة!!)، صدقوني أنا لا أدافع عن أمين عسير ولكنني أشعر أنه مظلوم قياسا بغيره، كما أنني أخشى أن يلجأ كل مسؤول إلى قفل الباب الذي تأتيه منه الريح ليستريح وتتكرر عبارة (في اجتماع) تلافيا لمقابلة مصورة تنتشر.

قالوا وقلنا

•• قالوا: 30 ألف وظيفة متاحة للمرأة في القطاع الصناعي.
• قلنا: (من قدهن منشار وشورى؟!).
**
•• قالت تحقيقات جريدة الرياض: قنوات فضائية تتاجر بقضايا المواطنين الإنسانية «وحنا ساكتين»، وثلاثة أسباب للظاهرة، هي روتين الجهات الحكومية وتفاعل المسؤول مع ما ينشر في الإعلام وكسب تعاطف الأغلبية.
• قلنا: (وصيام قنواتنا عن مناقشة قضايانا كما يجب!!).
**
•• قالوا: مدرسة يمنية تعلم تلامذتها فن الشحاذة عن طريق مدرسين يعلمونهم اختيار السيارات الفارهة والأحياء التي يسكنها أصحاب الدخول المرتفعة.
• قلنا: (خل عنك ما علموهم صح!!).
**
•• قالوا: التجارة تضبط 870 حالة تستر خلال 9 أشهر.
• قلنا: أي أنها ضبطت ربع الحالات في ثلاثة أرباع السنة، الرقم ضئيل في زمن طويل!!.
**
•• قالوا: مواطن عبر تويتر يطالب عددا من الكتاب بتذكير وزير المياه والكهرباء بوعده عبر جريدة الشرق الأوسط منذ نوفمبر 2006م، بأن انقطاع المياه عن جدة لن يتكرر وستحل المشكلة بعد سبعة أشهر من ذلك التاريخ.
• قلنا: (وهو وش عرفه إنكم يا المواطنين ذاكرتكم 80 جيجا خمس سنوات ما تنسون تصريح!!).
**
•• قال طبيب جلدية: إن تقشير الجلد و «صنفرته» بانتظام يخفف من سواد الركب الذي يحرج الجنس اللطيف!!.
• قلنا: (نسمع عن صنفرة بلوف بس صنفرة الركب يمكن في الصناعية الجديدة!!).
**
•• قالوا: فريق سري يرصد تدني مستوى 22 مستشفى حكوميا وأهليا.
• قلنا: (وفيديو علني يرصد تدني مغسلة مستشفى الدمام!!).
**
•• قالت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لـ «عكاظ»: إن نسبة ابتزاز الوافدين للنساء ارتفعت 10 % خلال عام!!.
• قلنا: (لأن دقة كاميرا الجوال ارتفعت 10 % !!).
**
•• قالوا: مسن ثمانيني ينافس الشباب بالجري «لقطع» مسافة 2000 متر!!.
• قلنا: (قولوا ما شاء الله ، لا تجيه عين سبعيني تقطع نفسه؟!).