الشهر: نوفمبر 2011

ابن قرية لا يشرف!

من المغالطة أن يصر البعض على تبرير سلبيات بعض الدوائر الحكومية وإيجاد الأعذار لها عن طريق تحميل ثقافة المجتمع أسباب الإخفاق ومنح فرصة ذهبية لمن يريد أن يتهرب من المسؤولية، مثل القول إن السياج الحديدي على نوافذ مدرسة براعم الوطن هو نتاج ثقافة مجتمع يريد حماية المرأة وسترها وعزلها عن الخارج، فالحقيقة أن سياج النوافذ موجود حتى على نوافذ مدارس الأولاد خاصة المستأجر منها وموجود على نوافذ منازلنا والهدف منه هو الحماية من سرقات المنازل وكان يفترض بالدفاع المدني أن يتعايش مع هذا الواقع (طالما قبل به) وأن يجهز نفسه بأدوات إزالة أو قطع ذلك الحديد وهو أمر يسير على تقنية اللصوص فكيف بفرق الإنقاذ؟!.
ثقافة المجتمع نحو عزل المرأة أو عدم تعليمها والتي تواجدت مع بدايات تعليم الفتاة وقضى عليها الملك فيصل بن عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته في حينها بمقولته الشهيرة (سنفتح المدارس لمن يريدها) ثقافة انتهت وأصبح الناس يتوسطون لتسجيل بناتهم في المدارس بل يدفعون مبالغ طائلة لتعليم بناتهم، وزوال تلك الثقافة التي لا يزال يحلو للبعض اجترارها قديم جدا؛ فأهالي قريتي جلاجل مثلا أرسلوا بناتهم في عام 1397هـ لمدرسة آيلة للسقوط وهم يعلمون خطورتها وفعلا سقطت على بناتهم ومع ذلك لا يزال البعض يستمتع باجترار عذر رفض تعليم الفتاة ونحن في عام 1433هـ!.
ثقافة المجتمع السلبية التي يجب أن يركز الإعلام على إزالتها ولو تدريجيا هي تلك الثقافة السلبية التي لم تضمحل أو عادت بقوة أو أصبحت تتنامى ونحن نأمل أن تزول مثل تنامي روح القبلية والعنصرية لدى جيل هذا العصر والتركيز على ترقيم فئات المجتمع بأرقام جهد كهربي، وهي الثقافة التي كنا نظنها ستختفي مع الزمن!، ليس هذا فحسب بل إننا نعاني ككتاب من توسط بعض الوزراء والمسؤولين بأهل القرية أو المنطقة للوم الكاتب على انتقاد وزير أو مسؤول من قريته أو منطقته وهذا وربي قمة التخلف في مجتمع يسير على هدي (تنصر أخاك ظالما برده عن ظلمه) ، وحديث لو سرقت فاطمة لقطعت يدها، فأنقذونا من هكذا ثقافة على الأقل لأن ابن القرية الذي لا يشرف لا يستحق التوسط.

قالوا وقلنا

** قالوا: وزير الصحة يشارك مريضة فرحة زواجها بعد أن أجريت لها عملية ناجحة.
* قلنا: (والذين ماتوا من عمليات فاشلة من يشارك أهلهم أحزانهم؟!!).
**
** قال وكيل وزارة التربية والتعليم: محاربتنا للأمية عززت احترام العالم لتجربتنا التعليمية.
* قلنا: ومحاربتكم لمعلمات محو الأمية عززت استغراب العالم.
**
** قالت مصادر جريدة (الجزيرة) إن هناك توجها حكوميا لدعم صناعة حليب الأطفال محليا.
* قلنا: الدعم الحكومي الذي لا ينعكس على الأسعار حليب عصافير.
**
** قالوا: أصوات ناعمة تحتال على المواطنين بتسديد مديونيات البنوك واستخراج قروض جديدة!!.
* قلنا: يمهل ولا يهمل بكرة أصوات خشنة تطرد الأصوات الناعمة من البنوك بدون رواتب ودعاة حقوق المرأة يتفرجون!!.
**
** قالت «عكاظ»: بسبب عدم صيانة دورات المياه والبرادات أمراض وأوبئة تترصد الطلاب في المدارس.
* قلنا: من لم يمت بالنار مات بغيرها تعددت الأسباب والتعليم نائم!!
**
** قالت الفنانة اللبنانية أمل حجازي لـ «عكاظ»: سأرتدي الحجاب في يوم من الأيام.
* قلنا: (يوم لا ينفع شد ولا تنفيخ ولا اكستنشن!!).
**
** قالوا: فيتنام تطبق تقنية شباك الصيد للقبض على أصحاب الدراجات النارية المسرعة.
*قلنا: (تكفى يا أمين الرياض ركبها في شارع الحوامل!!).
**
** قالت «عكاظ»: جهات معنية تتقاذف مسؤولية نقل جثث المتوفين في الحوادث وحقوق الإنسان ترصد الجثث متروكة على الطرقات.
* قلنا: (ما احترموه حي لكي يحترموه ميتا!!).
**
** قالوا: شبان بثياب النوم يعملون على صيانة (الصرافات) في أوقات متأخرة من الليل والمارة لا يدرون هل هم فنيو صيانة أم لصوص؟!!.
* قلنا: (بل هم شباب كانوا نايمين وحلموا أنهم مقبولين في حافز وبيفتحون حساب!!).
** قالوا: طبيب تجميل يحقن النساء بالأسمنت ويسد الفتحات بالغراء الممتاز!!.
*قلنا: (نساء اليوم تشطيب ديلوكس بس تسليم عظم).

قالوا وقلنا

** قالوا: وزير الصحة يشارك مريضة فرحة زواجها بعد أن أجريت لها عملية ناجحة.
* قلنا: (والذين ماتوا من عمليات فاشلة من يشارك أهلهم أحزانهم؟!!).
**
** قال وكيل وزارة التربية والتعليم: محاربتنا للأمية عززت احترام العالم لتجربتنا التعليمية.
* قلنا: ومحاربتكم لمعلمات محو الأمية عززت استغراب العالم.
**
** قالت مصادر جريدة (الجزيرة) إن هناك توجها حكوميا لدعم صناعة حليب الأطفال محليا.
* قلنا: الدعم الحكومي الذي لا ينعكس على الأسعار حليب عصافير.
**
** قالوا: أصوات ناعمة تحتال على المواطنين بتسديد مديونيات البنوك واستخراج قروض جديدة!!.
* قلنا: يمهل ولا يهمل بكرة أصوات خشنة تطرد الأصوات الناعمة من البنوك بدون رواتب ودعاة حقوق المرأة يتفرجون!!.
**
** قالت «عكاظ»: بسبب عدم صيانة دورات المياه والبرادات أمراض وأوبئة تترصد الطلاب في المدارس.
* قلنا: من لم يمت بالنار مات بغيرها تعددت الأسباب والتعليم نائم!!
**
** قالت الفنانة اللبنانية أمل حجازي لـ «عكاظ»: سأرتدي الحجاب في يوم من الأيام.
* قلنا: (يوم لا ينفع شد ولا تنفيخ ولا اكستنشن!!).
**
** قالوا: فيتنام تطبق تقنية شباك الصيد للقبض على أصحاب الدراجات النارية المسرعة.
*قلنا: (تكفى يا أمين الرياض ركبها في شارع الحوامل!!).
**
** قالت «عكاظ»: جهات معنية تتقاذف مسؤولية نقل جثث المتوفين في الحوادث وحقوق الإنسان ترصد الجثث متروكة على الطرقات.
* قلنا: (ما احترموه حي لكي يحترموه ميتا!!).
**
** قالوا: شبان بثياب النوم يعملون على صيانة (الصرافات) في أوقات متأخرة من الليل والمارة لا يدرون هل هم فنيو صيانة أم لصوص؟!!.
* قلنا: (بل هم شباب كانوا نايمين وحلموا أنهم مقبولين في حافز وبيفتحون حساب!!).
** قالوا: طبيب تجميل يحقن النساء بالأسمنت ويسد الفتحات بالغراء الممتاز!!.
*قلنا: (نساء اليوم تشطيب ديلوكس بس تسليم عظم).

يا نورة.. عيون بناتنا أوسع

امتدادا لمقالة الأمس بعنوان (الغريب أن لا تحترق المدارس) المستمدة من شكوى مديرات ومعلمات المدارس الحكومية عن حالهن مع تعليم البنات، تلك الحال التي لم يغيرها (للأسف) تعيين سيدة ومنحها كافة الصلاحيات للتعاطي مع مشكلات بنات جنسها في ميدان تعليم البنات لو توفر حسن الاستماع وإيصال تفاصيل المشكلات المدعمة بمقترحات وحلول كفيلة في ظل دعم الدولة للتعليم بميزانية ضخمة أن تجعل بيئة المدارس الحكومية هي الأفضل عالميا.
تصوروا أنه وفي عصر سرعة الاتصال من هاتف وفاكس وإيميل أن مديرة ومعلمات المدرسة لا يعلمن عن توقف عمل شركات النظافة في المدارس إلا من تراكم النفايات والأوساخ!! (هذه تقنية جديدة لوزارة التربية والتعليم حق براءة اختراعها مفادها أن تراكم النفايات يعتبر تعميما إداريا عاجلا بوقف عقود شركات النظافة!!)، تقول مديرة مدرسة ثانوية في الرياض: بعثنا بخطابات لمدير التعليم ومدير المشاريع والصيانة ولمدير نظافة المدارس ولمدير المكتب الذي تتبع له مدرستنا وكتبنا في منتديات الوزارة، ولم يتم الرد على أي من تلك المخاطبات وعندما هاتفنا مدير النظافة قال لنا (كل وحدة تتصرف وتحل مشاكلها بنفسها)، وتواصل المديرة قائلة: كيف لنا أن نتصرف بدون توفر أي مبلغ ومقاصف المدرسة تمتلكها شركة تنهب أرباحها ولا تحصل المدرسة إلا على فتات يسير لا يكاد يشتري ورق التصوير؟!، ثم هل على المديرة أن تخرج للشارع وتتفق مع عمالة سائبة لدخول المدرسة وتنظيفها؟! وكيف نضمن عدم السطو علينا لاحقا خصوصا أن هاتف المدرسة معطل ومكاتبنا تبعد عن البوابة بمسافة كبيرة والحارس عاجز؟!.
في اجتماع بين مديرة مركز شمال الرياض ومديرات المدارس أبلغن المديرات (دون سماع رأيهن) أن الوزارة سوف تصرف للمدرسة 54 ريالا عن كل طالبة سنويا لنظافة المدرسة أي حوالى ستة عشر ألف ريال سنويا لمدرسة بها 300 طالبة، بينما متعهد النقل يتقاضى 1700 ريالا عن الطالبة!! (أكثر من نصف مليون ريال سنويا لنفس المدرسة!!) فهل تكلفة النظافة بما فيها من أجور عمالة وأدوات ومنظفات لا يشكل إلا 3 في المائة من تكلفة النقل؟!.
إن لدى بنات الوطن من المديرات حلولا للمشكلات الأساسية بناء على معايشة وحل تلك المشكلات لا يحتاج إلى خبرات يابانية أو كورية فبناتنا أوسع عيوناً وأكثر إلماما.

الغريب أن لا تحترق المدارس!!

نعم وحسب تواصلي كصحفي مع بعض مديرات المدارس والمعلمات خرجت بقناعة صحفية مفادها أن الخبر الصحفي هو أن لا تحترق المدارس لدينا، وليس خبر حريق مدرسة، أما أول ما يصنع هذه القناعة فهو العقلية التي يدار بها التعليم وتعليم البنات تحديدا وفيما يخص صيانة المباني وتلافي الكوارث التي قد تنجم عنها، ولم أقل الرقابة على المباني لأن الحديث عن رقابة استباقية يعد من الأحلام في ظل ما وجدته، نحن نتحدث عن مديرة تبلغ عن مشاكل كهربية و(كيابل) مشتركة بين مدرسة متوسطة وثانوية ترسل رسائل إنذار بحدوث حريق ويقول لها مكتب الصيانة بشمال الرياض (أنتم مدرستكم تسمى مبنى استثماريا ولم تتعاقد الوزارة لهذا النوع مع مكتب صيانة حتى الآن ولن نحضر لمدرستكم إلا لو حدث التماس كهربائي واضح أو حريق)، حسنا نحن الآباء ألا يحق لنا في ظل هذا البرود والضياع والاستهتار أن نشعر قبل تسجيل بناتنا أن مدرسة حارتنا من فئة (دعها تحترق) التي لم تتعاقد لها الوزارة مع مكتب صيانة لأنها مبنى استثماري؟!!.
تقول مديرة مدرسة: دأبت قبل حريق مدرسة جدة على إرسال خطابات والاتصال هاتفيا بخصوص طفاية الحريق ولم أجد أدنى استجابة، وبعد كارثة جدة تحدثت هاتفيا مع مسؤول الصيانة وقلت له سمعت أنت عن ما حدث في براعم الوطن وأن عطل طفاية الحريق أصبح عنصر تحقيق ولعلك تشعر الآن بالمسؤولية وترسل لنا طفايات، فما كان منه بعد أن شعر بالمسؤولية إلا أن قال: (بصراحة يا أختي أرسلي سواقك لحراج ابن قاسم يشتري لكم طفايات فهذا أسرع منا!!)، عندها تذكرت أنني والمعلمات اشتركنا في دفع 6000 ريال لصيانة مكيفات 14 فصلا بعد أن هاتفنا مدير الصيانة ومدير التعليم ومديرة المكتب ولم يتجاوب أحد لإنقاذ بناتنا من الحر القاتل، وعندما رفعنا الفاتورة لمدير إدارة المشاريع والصيانة عبدالعزيز الحجي ولم يتم تعويضنا من وزارة ميزانيتها تعادل ميزانية ثلاث دول فقلت وقفت على طفاية من الحراج؟!.
حسنا، إهمال مدير الصيانة ومدير التعليم ومديرة المكتب وغيرهم من موظفي تعليم البنات على ماذا يستند؟! يستند على زيارة وحيدة قامت بها نائبة وزير التعليم نورة الفايز للثانوية 120 في حي العقيق المجهزة بتقنية عالية لكل فصل فامتدحت المدرسة وأبدت إعجابها بما رأت ثم أغمضت عينيها إلى أن فتحتهما على أجساد براعم الوطن المحترقة.

ساهر نوم المرور فماتت 12 طالبة

لم تكن مصادفة أن تحدث ثلاثة حوادث لحافلات نقل الطالبات خلال أسبوع واحد هو الأسبوع الذي أعقب إجازة الحج، ذهب ضحيتها العشرات من الطالبات البريئات والمعلمات المكافحات، فالمرور كما حذرنا سابقا اكتفى بساهر عن كل رقابة وتغنى بنتائجه المغلوطة في تخفيض الحوادث بناء على تصريح مركز طوارئ أو مستشفى لا يستقبل حالات، وحتى لو انخفضت نسبة الحوادث الناجمة عن السرعة فإن معدل الوفيات بسبب حوادث المرور في ازدياد ففي الحادث الواحد لحافلة يموت أكثر من 12 بريئة، وهم يتغنون بساهر و يهملون كل مسببات الموت الأخرى.
ليس مصادفة إطلاقا إن حصلت تلك الحوادث بعد الإجازة مباشرة؛ لأن سائقي نقل الطالبات عادوا للتو من مهماتهم في النقل لدى حملات الحج، وهم يواصلون سهر الليل مع النهار ،و يقودون آلاف الكيلومترات وبمجرد عودتهم طلب منهم تولي مهماتهم في نقل الطالبات من قبل متعهدي نقل ليس عليهم لا رقيب و لا حسيب فجاءت الحوادث جميعها بسبب نوم السائق.
لو كان المرور جادا في القضاء على مسببات الحوادث لتأكد من أن سائق النقل العام يتبع للشركة التي يقود مركباتها، وأنه ليس سائقا مستعارا يتنقل من مهمة شاقة ساهرة إلى أخرى أكثر مشقة وسهرا، ولو كان المرور يعمل بالوطنية والإخلاص اللذين ينبغي أن يكون عليهما لكان استغل تفريغه من جل مهامه بتحويل مباشرة الحوادث على شركة مثل نجم، وتولي شركات التأمين موضوع منازعات أطراف الحادث، وتولي (ساهر) مراقبة جزء من المخالفات، وكان تفرغ لتولي مهامه الوقائية مثل التأكد من سريان رخصة قيادة كل سائق، بل وجود الرخصة أصلا( بعض سائقي نقل الطالبات هم مجرد رعاة أغنام أو جاؤوا بتأشيرة راعي أو عامل ولا يحملون رخصة قيادة ولا يتبعون لمتعهد النقل) و التأكد من تأهيل السائق من القيام بنقل عدد كبير من الأشخاص سواء من حيث سلامة الجانب الإداري(رخصة، إقامة، مهنة، صحة الكفيل….الخ) أو سلامة الجانب الذهني عن طريق مراقبة سلوك القيادة على الطريق برقيب بشري دائم الحضور، وليس مجرد جهاز قياس سرعة وتصوير(ساهر) فالمرور يتغنى بأن (ساهر) محاكاة لما في أمريكا ودول متقدمة و إني أسأل: كيف يكتشف السائق المخمور في تلك الدول أليس بمراقبة سلوك القيادة، وإيقاف السائق و مساءلته وفحص نسبة الكحول؟!، فلماذا لا يراقب المرور سلوكيات سائق ينعس وينحرف عدة مرات إلى أن يقتل ركاب مركبته و مركبة أخرى؟!!، لدي قناعة أن (ساهر) سهر لينام المرور.

لماذا علاقات المرضى ؟!

ما عسى موظف علاقات مرضى في وزارة الصحة أن يقول أو يفعل لمريض أو قريب مريض؟!، هل سيعين الموظف براتب وقدره عشرات الآلاف لكي يقول لقريب المريض لا يوجد سرير، أم الموعد بعد سنة، أم اذهب إلى مستشفى خاص، أم أنه سيعين ليقول للمريض أنه ارتكب في حقك خطأ طبي تسبب في إعاقتك وتعطيل بعض الوظائف لديك، أو إهمال طبي نجم عنه بتر عضو غير المقصود، و أن مطالبتك بحقك في الخطأ والإهمال تم تحويلها إلى اللجنة الطبية الشرعية حيث ثلاثة أطباء يدافعون عن الخطأ وقاض ليس من ضمن مهامه الإلمام بأسرار التدخلات الطبية إنما يسمع مايقوله الأطباء الثلاثة ويحكم بناء على ذلك.
علاقات المرضى قسم يتم إنشاؤه لتعريف المريض بخدمات متوفرة وتسهيل حصوله عليها، و لتمكينه من الاستفادة الكاملة مما (يتوفر) من خدمات ومتابعة شكواه، ومطالباته من قبل موظفين يقدرون على حل مشاكله لأن الحل متوفر وممكن، ولا ينقصه إلا التنسيق والمتابعة.
بالنسبة لوزارة الصحة فإن أولوياتها يجب أن تكون توفير الخدمات والاستجابة للمتطلبات، ومواكبة زيادة الطلب بتوسيع الاستيعاب هذا علاجيا أم وقائيا فإن الوضع في تراجع يجب وقفه أولا ثم السعي لانطلاقة جديدة لا تعتمد على عناصر مؤقتة مستهلكة، لا تحمل هما ولا حماسا لتغيير ماكانت ذات العناصر تنتقده في السابق وعندما دخلت في معمعة الطب الوقائي لم تخط خطوة واحدة للأمام، وبالنسبة لوزارة الصحة فإن الحديث عن إنشاء أقسام لعلاقات المرضى حاليا أو عقد مؤتمر حول علاقات المرضى لا يعدو كونه قفزا على الأولويات، خصوصا وأن الجهات المدعوة للمشاركة في هذا المؤتمر هي وزارة العدل و هيئة حقوق الإنسان و هما أكثر الجهات معاناة من شكاوى المرضى من القصور و الأخطاء الطبية وإهمال الإنسان حيا وميتا، وهو ما أحرج كل منهما فكان التمثيل رمزيا في المؤتمر.
لو كانت وزارة الصحة نفسها مقتنعة وجادة في إنشاء أقسام علاقات مرضى فإن وزارتي المالية والخدمة المدنية هما الأولى بالمشاركة؛ لأن مثل هذا الجهاز يحتاج إلى صرف كبير واستحداث وظائف، ولكن يبدو أن الأمر مجرد محاولة التشبه بقطاعات صحية متكاملة و مؤسسة تأسيسا صحيحا مثل صحة الحرس والتخصصي والدفاع دون جدية فعلية في توفير الأولويات.

قالوا وقلنا عن الكارثة

** قالت نائبة وزير التربية والتعليم نورة الفايز بعد الكارثة: لن نصمت تجاه سلامة الطالبات.
* قلنا: ليتكم (لم) تصمتوا.
**
** وقالت نورة الفايز أيضا: وسنمنع حدوث مثل ذلك في المستقبل!!.
* قلنا: (اللي يسمعكم يقول متعينين اليوم!! لماذا لم تمنعوه في الماضي؟!!)
**
** قالوا: نائبة وزير التربية والتعليم أعطت أبا غاضبا كرتها الخاص وقالت هذا هاتفي وجوالي وإيميلي أكتب لي معاناتك ووعدته بدراستها عاجلا.
* قلنا: هي معاناة شاملة قديمة تكتبها الصحافة كل يوم ولم تدرسوها لا عاجلا ولا ببطء إلا على أضواء الموت.
**
** قال مصدر رسمي بتعليم جدة لجريدة الرياض إن المدرسة المنكوبة كانت مقرا لعدد من الدورات التربوية التي ينظمها تعليم جدة، وإن المبنى ضيق وأشبه بالسجن وممراته وسلالمه ضيقة وبه كافتيريا في القبو، وأنه كان يتوقع أن المبنى لو احترق سيحترق بالكامل وبمن فيه، وأن ما نتج من إصابات يعتبر طفيفا مقارنة بواقع المبنى!!.
* قلنا: (يعني تعليم جدة يعرف كل هالمعلومات وساكت؟! ليش ما عنده كرت النائبة وهاتفها وجوالها وإيميلها؟!!).
**
** قال مدير علاقات هيئة الهلال الأحمر السعودي بجدة وصلنا لحادث مدرسة براعم الوطن في زمن قياسي هو تسع دقائق للإسعاف الأرضي.
* قلنا: (وبعض الناس يبرر تأخره بالتجمهر!!).
**
** قال والد الطالبة لين لجريدة الجزيرة إن تدخل المواطنين كان له أثر كبير في تقليل حجم الكارثة!!.
* قلنا: جهد المواطن وشهامته مأكول ومجحود، يغطي عيوب بعض الجهات ثم تتهمه بإعاقتها بالتجمهر.
**
** قال مدير عام الدفاع المدني: إن مخارج السلامة في المدرسة لم تستخدم بالكامل!!.
* قلنا: وأنتم لم تراقبوا عدم تواجدها بالكامل!!.
**
** وقال مدير الدفاع المدني إن ثمة خوفا وهلعا من ركوب طائرة الإنقاذ!!.
* قلنا (يا حبكم لجعل وعي المواطن حجة، البنات والمعلمات قافزين من الدور الثالث ولو وصلتهم طائرة أو رافعة ما قفزوا !!).
**
** قالوا: 900 طالبة في مبنى ضيق لمدرسة أهلية!!.
* قلنا: (قال من أمرك؟! قال من نهاني؟!!).
**
** قالت «عكاظ»: ساهر يكشف إدارات تعليم تخترق نظام المحافظة على المال العام!!.
* قلنا: (ليت سيارة ساهر تسهر داخل الإدارات لترى اختراق نظام المحافظة على الأرواح).

حرق براعم الوطن بمال المواطن!!

«الأمور بخير، انتهت الاستعدادات، التجهيزات كاملة، لدينا أفضل مما لدى الآخرين، كلها تصريحات مخدرة تفتك بنا ببطء وتتربص بأرواح فلذات أكبادنا لتخطفها من بين أحضاننا في لحظة غفلة وثقنا فيها بتصريحات مسؤولين باعوا لنا الوهم واشترينا بضاعتهم؛ لأننا نراهم مثلنا يعرفون الله، ومثلنا يحبون وطنهم، ومثلنا يحبون أبناءهم، غفونا على وهم وأفقنا لنكتشف أنهم ليسوا مثلنا أبدا!!» (انتهى)، كانت تلك خاتمة لمشاهدات الدكتور محمد بن علي الحربي كتبها في «عكاظ» أمس واصفا معايشته لحادث حريق مدرسة براعم الوطن الأهلية في جدة ويا له من حريق، ويا لها من خاتمة تغني عن قول كل خطيب، فهي تشخص واقعا أليما لا يعرف له عامل مؤثر واحد، بل عدة جوانب قصور يجمع بينها (تصريحات مخدرة تفتك بنا ببطء).
دعك من كل التصريحات التي تزامنت مع الكارثة فهي في حد ذاتها تكوينا كالنار، بل النار أهون، فهي ما تلبث أن تقضي على الشعور بالألم بالموت، أما تعليقات هؤلاء ومغالطاتهم لا تنتهي ولا يتوقف كيها للقلوب!!، هذا مدير عام التربية والتعليم في جدة يتفقد فناء المدرسة!! ويغادر!! بعد أن صرح أن المدرسة تخضع لإشراف إدارته!!، وكان قبل ذلك صرح بأن وضع قضبان الحديد على النوافذ ممنوع نظاما!!، أين رقابة إدارتك إذا؟! إذا كان الرقيب لا يرى نوافذ مدرسة فما عساه يرى؟! وما عساك تشرف عليه وتراقب؟!.
وهذا مدير عام الدفاع المدني يقول حرفيا ودون تفصيل:(مخارج الطوارئ في المدرسة المنكوبة لم تستخدم بكاملها في الإخلاء أثناء الحادث) وهي أذكى إجابة من التفتيش على توفير المخارج!!. قل لنا (فيه مخارج ولا لا؟!) فهذا عنصر أساس في تفاقم الأضرار ثم هل من قفزن من السطح علتهن الهلع من ركوب الطائرة؟!!.
المدرسة أهلية دفع آباء وأمهات الطالبات رسومها؛ لأن مدارس التعليم العام قاصرة الخدمات ومتكدسة ولا تتوفر فيها المقومات الأساسية، لكن التاجر وفي ظل غياب الرقيب المانح للرخصة ومجددها، يرى أن من حقه تقليد مواصفات المدارس الحكومية فكدس 900 طالبة في مساحة ضيقة وأهمل المخارج وعز عليه إزالة حديد النوافذ فأحرق براعم الوطن بمال المواطن ومباركة الرقيب!!.
لا أرى رادعا للإهمال في إزهاق أرواح الأبرياء إلا الإسراع في إصدار وتنفيذ الأحكام في ملف كارثة سيول جدة؛ لأن القوم إذا طال إجراء استسهلوه، وضم ملف كارثة المدرسة إليه، كما أتمنى أن نضم المعلمتين غدير كتوعة وريم النهاري إلى قائمة ومميزات شهداء الواجب فقد ضحت كل واحدة منهما بنفسها من أجل إنقاذ مئات الطالبات.

اضحك مع الاستخفاف

أكره ما يكره الناس أن تستخف بعقولهم وفهمهم لمجرد تمرير أجندة معينة، وأن تلوي عنق الحقيقة لمجرد الوصول إلى هدف!!، حتى مؤيدو الأجندة والهدف يغضبون حين يرون أن وسيلة الوصول فيها استخفاف بعقول الناس، فيصيحون رغم التأييد قائلين (يا ناس احترموا عقولنا ما يصير دوروا غيرها ودي أصدق بس قويه).
اعتبر خبر صحافي أن إحصائية عامل تأجير (دبابات) في الثمامة هي إحصائية دقيقة وصحيحة وعلمية ومنقحة يعتمد عليها وطبقت عليها معادلات التحقق من نسبة الخطأ حين صرح بأن 60 % من الراكبين للدبابات هم من النساء والمراهقات، والاعتماد على الإحصائية التخمينية للعامل ليست هي المضحك في الخبر، شر البلية في الخبر هو تبرير إقبال النساء والمراهقات على ركوب (الدباب) بأنه يعود لرغبتهن في ممارسة هوايتهن في قيادة السيارة كنوع من التنفيس والتحقيق لأمانيهن في قيادة السيارات، وأن العامل بحكم تواجده لمس شغفا لديهن في القيادة!!. قلت: وإذا ما اعتبرنا إحصائية وتبرير العامل مرجعا إحصائيا وتحليلا نفسيا أكاديميا فعلينا أن نتذكر أن الأربعين في المائة المتبقية هم من الأطفال الذكور تحت 12 سنة، وعليه فإن علينا تلبية رغبتهم في قيادة السيارة وشغفهم بهذه الهواية التي حرمهم منها السن القانونية للقيادة!!.
وإذا اعتبرنا ربط الهوايات والرغبات ووسائل التسلية بما يشابهها شكلا أو لفظا فإن الفتيات شغوفات بأكل الحلوى و(التحلية) بعد الوجبة وأن هذا يعكس رغبتهن في تعويض حرمانهن من الجلوس في (قهاوي) أرصفة شارع (التحلية) بعد العشاء، وبناء على نظرية عامل أو (عالم) الدبابات النفسي فإن إقبال الفتيات على لعبة قطار الموت في الملاهي يعود لحرمانهن من قيادة القطار، أما إقبالهن على ركوب الصحن الدوار فهو احتجاج على عدم تمكينهن من قيادة صحن طائر كما تفعل مخلوقات الكواكب الأخرى.