اليوم: 13 فبراير، 2012

أطفالنا يكرهون المدرسة من داخلها!

طلاب صغار وكبار يعتدون على زملائهم يوميا ويجعلون الذهاب إلى المدرسة بالنسبة لهم هما يوميا وقلقا دائما مما ينتظرهم من ضرب وإهانة وتنمر مستمر، الآباء والأمهات يعانون الأمرين من كره الطلاب للذهاب للمدرسة سواء الأطفال من طلاب المرحلة الابتدائية وحتى بعض الطلاب الكبار من طلاب المتوسط والثانوي، والسبب هو من داخل المدرسة من طالب أو مجموعة طلاب يسومونهم سوء العذاب يضربونهم ويهددونهم ويعيرونهم ويسخرون منهم وربما يمارسون ضدهم العنصرية والقبلية، كل هذا في ظل غياب تام لرقابة المدرسة الحكومية أو الأهلية على حد سواء بسبب عدم رقي التفكير وشمول الاهتمام وسعة النظر بما يولي الاهتمام بما يدور حول الطالب في بيئة يقضي فيها وقتا يفوق ما يقضيه في المنزل ويقابل فيه أناسا يختلفون عمن يقابلهم في المنزل والمناسبات وربما حتى في الحي!
الأهل يشكون من رغبة الطالب والطالبة في الغياب لأسباب يبدونها أحيانا ويخفونها كثيرا، والمدرسة وبسبب ضيق النظرة لا تعترف إلا بعذر طبي للغياب أو عذر اجتماعي يتعلق بالطالب أو أهله لا يقل عن وفاة قريب، لا تفكر المدرسة بكل أسف بأن العذر مرتبط بالمدرسة ولخلل فيها ولشخصيات من داخلها.
نحن ويا للأسف لا نعير دور الأخصائي الاجتماعي والأخصائية الاجتماعية أدنى اهتمام ونعتقد أن توظيفهما وأدوارهما تقتصر على الجمعيات الخيرية والمستشفيات ودون اهتمام أو صلاحيات لهما أيضا! ولو فعلنا دورهما في المؤسسات التعليمية لكشفنا عن كثير من جوانب الخلل بالغ الخطورة يرتبط بنفسيات وسلوكيات الطلاب ومعاناتهم في المدرسة والمنزل معا، فنحن نقارن سلوكيات صغارنا وشبابنا بسلوكيات نظرائهم في مجتمعات أخرى ونستغرب ممارساتهم وعدائيتهم ونحن لا نوليهم ذات الاهتمام الاجتماعي والنفسي الذي تعنى به المجتمعات التي نعيرهم بها ونقارنهم بشبابها.
يتفلسف البعض ويستهدف المناهج ونحن نهمل أهم العناصر وهو علاقة مجموعة من الطلاب في ما بينهم البين ونفسية طالب يجد في المدرسة سببا لتراكم عقد نفسية يفرغها في المجتمع «علينا الاهتمام بما يحدث داخل الأسوار إذا أردنا مصلحة من هم خارجها والمجتمع أجمع».