اليوم: 19 فبراير، 2012

مستشفى إذاعة القرآن التخصصي ادخلوه

استمعت كثيرا وشاهدت كثيرا وقرأت الكثير ولم أجد وسيلة إعلامية تزخر بكوكبة من الضالعين في مجالها والأكاديميين والمتخصصين مثل إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية.
لم أتعود المديح ولا التعبير بلغته ولا أراه دورا للكاتب أو الناقد، ولا أعرف من يقوم على هذا الجهد المشكور وأهدافه النبيلة ولا أمتدح أشخاصا إنما أمتدح عملا ومنتجا عالي الجودة وأهدف من الإشارة إليه والدعاية له إلى دلالة من غفل عنه وحرم من الاستفادة مما فيه إلى عدم تفويت هذه الفرصة، خاصة أن الفضاء والأثير امتلآ بالغث ومني بعدم التخصص وكثر فيه من يتكلم فيما لا يعلم وينصح بما لا يصلح.
إنني أرى في كل برنامج من برامج إذاعة القرآن الكريم جرعة من دواء طيب الأصل نادر العشبة نقي الاستخلاص دقيق الوزن متوازن الخلط محكم الصنع بيد متخصص واسع العلم عميق في مجاله مخلص في صناعته، ولو تناولت كل أسرة ما أمكنها الاستماع إليه من جرعات يومية لكان ذلك كافيا لعلاج المجتمع بأسره من علل كثيرة في الثقافة الدينية والحياة الزوجية وعلاقة الابن بوالديه والأب بأسرته والجار بجاره والمواطن بوطنه.
جرب وضع مذياع واحد يسير الثمن في كل موقع في المنزل يكثر جلوس أحد أفراد أسرتك فيه أو تجتمع فيه الأسرة أغلب الوقت واجعله يغرد في المنزل ببث إذاعة القرآن الكريم، وشجع ولا تجبر على سماعه وستجد أن مسمعا واحدا من برنامج محاضرة الأسبوع أو الدين المعاملة أو الكلمة الطيبة أو الدراسات القرآنية أو شرح كتاب التجريد الصريح أو الارتقاء بالهمم أو الوسيط في التفسير أو بيوت مطمئنة أو نور على الدرب أو الرحمة المهداة أو ضيف وحوار أو تلاوة قرآن بصوت مقرئ مؤثر، قد أيقظ ضميرا نائما أو نبه ابنا غافلا أو هدأ زوجة غاضبة أو ردك أنت عن جور أو نبهك لمغبة إهمالك لمسؤوليات عملك.
ميزة إذاعة القرآن الكريم أن المحاور لا يقل تأهيلا وعلما عن الضيف وأن المتحدث يتحدث عما يعلم وأن التعامل معك كمستمع يقوم على احترام إنسانيتك كخليفة في الأرض، ومع إذاعة القرآن الكريم أنت في مستشفى تخصصي متنقل يعالج النفس بهدي قرآني.