الشهر: يونيو 2014

يعترضون على الجلد ويعذبون بالكلاب!!

قلت في مقال الأمس: دعك ممن يعترضون على إقامة حدود الله الرادعة بقتل القاتل قصاصاً، وإقامة حد الحرابة والتعزير فهؤلاء لم ينفعوا أنفسهم فقد ارتفعت لديهم معدلات القتل لتصل إلى معدلات تنسب للثانية وجزء من الدقيقة بينما هو لدينا ولله الحمد والمنة حالات نادرة بحكم تطبيق القصاص الذي فيه لنا حياة لو كانوا من أولي الألباب.

تلك المنظمات والجمعيات التي تدعي الإنسانية، وتخدم سياسات دول تدعيها، لا تجيد إلا استهداف ومحاربة كل ما هو إسلامي من تشريعات نجحت في ردع المجرم واستتباب الأمن. أما الممارسات الوحشية للساسة والموجهة نحو أبرياء أو أسرى حرب أو سجناء سياسيين فإنهم يغضون عنها الطرف بأساليب أغرب من أبو غريب نفسه، وأكثر التواء من عنابر ودهاليز جوانتانامو.

ثمة تناقضات عجيبة تدعو للضحك والسخرية، وللأسف أنها تجد من يؤيدها من قلة مغفلة بيننا، خذ مثلاً، لا حصراً، الاعتراض على معاقبة مجرم ارتكب اعتداء على عرض أو سمعة أو حق أو نفس (دون القتل) بالجلد الخفيف الذي يشعره ويذكره بمهانة وحقارة سوء عمله ولا يترك أذى في جسده بدليل أن موقع التعرض لتلك اللسعات التأديبية فسيولوجياً وتشريحياً، وحسب طبيعة نسيجه الدهني الشحمي هو الأقل تأثراً بكل أنواع الإصابات في سائر الجسد مقارنة بالأجزاء من الجسد التي تتركز فيها الشرايين الكبيرة والأوردة والأعصاب والعظام كالظهر وأصابع اليد وغيرهما وهو الأسرع شفاء بحكم نسيجه الدهني الأسفنجي (نحن نتحدث هنا علمياً واستناداً على علم التشريح وفسيولوجيا الجسم)، بينما يغضون الطرف عن أنظمة ودول (يقيمون فيها مقارهم) عذبت بجلد الظهر وضرب الأصابع وخلع الأظافر!!.

ليس هذا فحسب، بل إننا شاهدنا مشاهد موثقة (في أبو غريب مثلاً) لتعذيب الأسرى بتسليط الكلاب لتنهشهم وتقفز عليهم وتذلهم وتهينهم!!، فهل تقارن الإهانة والتعذيب بالكلاب بلسعة الخيزران على المؤخرة؟!، وأي أثر مهين مذل يبقى في النفس مدى الحياة أعظم من اغتصاب زوجة أمام زوجها لو كانوا يشعرون؟!!.

إقامة الحد نعمة وإعلانه رادع

يوم الخميس الماضي أعلن قتل اثنين من الجناة ارتكب كل منهما جريمة خطف طفل وفعل الفاحشة به بالقوة، أحدهما في محافظة ضرية بالقصيم، خطف طفلاً في السابعة من عمره وفعل به الفاحشة ثم رماه في بئر وهو حي رغم توسلاته بعدم قتله حتى توفي غرقاً، وأقيم عليه حد الحرابة، أما الآخر ففي حائل وكان قد خطف طفلاً وفعل به الفاحشة ثم خطف طفلاً آخر وهرب وصدم دورية الشرطة وتم قتله تعزيراً.

إقامة حدود الله على الجناة وتطبيق شرع الله في كافة المجالات واتخاذ كتاب الله دستوراً لهذه البلاد هي إحدى النعم التي من الله بها على هذه المملكة منذ أن وحدها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وغفر له ورحمه رحمة واسعة وأثابه، بل إن إقامة حدود الله وتطبيق شرعه هي أساس كل نعمة بعد نعمة الإسلام الذي أنعم الله علينا بها بأن خلقنا مسلمين.

الإسلام موجود في كل دولة وبلاد، ممثلاً بالمسلمين، الذين هم في تزايد ولله الحمد، لكن نعمة تطبيق الشرع المطهر ميزة تنعم بها هذه البلاد وتتميز بها عن سائر دول العالم وهي سر ما نحن فيه من خير وفير ورغد عيش نحسد عليه.

تطبيق حدود الله في المجرمين والقتلة ومن يحاربون الله ورسوله واللصوص ومخالفي الشرع أحد أهم مقومات استتباب الأمن، إلا من حوادث تعتبر قليلة مقارنة بدول يحدث فيها القتل بمعدلات تقاس بكل ثانية أو جزء من دقيقة، كما أن الإعلان عن إقامة الحدود وتنفيذها في العلن أحد أهم عوامل الردع، ويجب أن يستمر في كل حدود السرقة والقصاص والحرابة كما كان وكما هو دائماً سبب من أسباب الأمن والطمأنينة وردع الجريمة، ودعك من منتقديه فلم ينفعوا أنفسهم بل أكثر الدول عادت لتطبيق عقوبة الإعدام بعد أن فلت زمام الأمن فيها وأصبح إزهاق نفس الإنسان أمراً معتاداً لأتفه سبب.

فيما يخص خطف الأطفال لا بد من تذكير الآباء والأمهات بأن كل راع مسؤول عن رعيته وأن أطفالهم أمانة في أعناقهم ويجب عدم تركهم دون مراقبة بل عدم تركهم منعزلين عن الحماية والمرافقة في كل الأوقات لكيلا يتركون فريسة لمن أغواه الشيطان فنسي الرادع، وأكرر أن التنفيذ في العلن والإعلان خير وأقوى رادع.

قالوا وقلنا — أقلية «نلعب والا نخرب»

**  قالت «الرياض»: بريطانيا ترحب بالسعوديين هذا الصيف بقسم لتأشيرات الطلبات المستعجلة.

*  قلنا: والطعنات المستعجلة!!.

**  وقالت (أيضاً): أمانة الرياض تهيئ ٣٦٢ حديقة ومتنزها وساحة وممر مشاة.

*  قلنا: وكلها بدون حمامات!!.

**  قال مديرو التعليم لـ«عكاظ»: (ترسية) دعائم التعليم تسهم في تسريع عجلة التنمية.

*  قلنا: تسريع عجلة التنمية يحتاج (ترسية) مشاريع مبان مدارس حكومية!!.

**  قال مديرو الجامعات لـ«عكاظ»: نظام القبول الآلي يمنع التلاعب والمحسوبية.

*  قلنا: إذا كان مبرمجاً على هذا الأساس!!.

**  قالت «الرياض»: مقهى الحوار بمركز الحوار يناقش محور (الابتعاث بعيون إعلامية).

*  قلنا: بعين واحدة!!.

**  قالت «عكاظ»: مبيعات الأواني المنزلية تصل ٨٠٠ مليون.

*  قلنا: نشتريها للزينة أما الأكل فمن المطاعم!!.

**  قالت «عكاظ»: أطفال (ولادة نجران) يستنشقون روائح الصرف وطفح المجاري يغرق مستشفى صبيا.

*  قلنا: وزارة الصحة كانت (متلطمة) ورائحتها الآن فاحت في كل اتجاه!!.

**  قالت «عكاظ»: ٧٥% أيدوا حذف (شؤون المرأة) من خطة التنمية وإجراء الشورى سليم.

*  قلنا: المشكلة من قلة قليلة فاهمين التصويت (نلعب والا نخرب!!).

**  قالت «الرياض»: التجارة تنجح في كسر شوكة المتاجرين بحليب الأطفال.

*  قلنا: اليد النظيفة لا تخشى الشوك!!.

**  قالوا: الجوازات تطبق خدمة إيصال جواز السفر عبر البريد.

*  قلنا: الله يعيننا على اتصالات (وصف بيتكم أو تعال عند أقرب محطة!!).

**  قالت دراسة علمية: للتخلص من رائحة الثوم تناول التفاح والليمون والنعناع!!.

*  قلنا: ترك الثوم أرخص!!.

يا بخت من عضه سواريز!!

باركت لصديقي الألماني بأول فوز حققه منتخب ألمانيا في مونديال كأس العالم بالبرازيل برسالة (واتس أب)، فرد على رسالتي شاكراً برسالة نصية عادية!!، هذا لا يعني أنني بخيل وهو كريم لكن لأن تكلفة الاتصالات، حتي في ألمانيا، أرخص منا!!، ألسنا نحن من تصدر الترتيب العالمي في أغلى سعر للاتصال بالهاتف المحمول حسب ما نشرته جمعية حماية المستهلك السعودية؟! ونحن من تذيل الترتيب عالمياً في مجال كرة القدم بعد إخفاقات ممثلينا كروياً!! وحتى إدارياً !!، والطريف أن كل المخفقين تمثيلاً كروياً وتمثيلاً إدارياً يريدون استقبالاً رسمياً لا يقل عن مستوى السفير!!.

ما علينا، صاحبي الألماني، من حسن الحظ لم يعلم مع بداية المونديال أن منتخبنا لم يصل لكأس العالم، مع أنه لا بد يذكر أن منتخبنا هو من تسبب في تحطيم الألماني كلوزه لرقم البرازيلي رونالدو في التسجيل بكأس العالم، عندما فزنا بأعلى رقم مسجل حتى الآن في (السنترة) ثمان مرات أمام ألمانيا نفسها، لذا فقد أتبع صديقي شكره بسؤال (هل العربية السعودية ستلعب بالمونديال؟!)، وأجبته بالنفي، ليرد (وات أشيم)، يعني يا عيباه!!، لم يكن صاحبي يسخر مني أو يتشفى، بل كان يأسف فعلاً لعدم مشاركتنا!!، (ناوي يخلينا نسنتر) برقم جديد يحطم الرقم الذي تفاخر به سامي الجابر مع المحاور بتال القوس!!.

عموماً حتى أشهر المنتخبات الأوروبية بما فيها حامل اللقب إسبانيا خرجت من كأس العالم، إنجلترا أيضاً خرجت فأسعدني ذلك كثيراً!!، على الأقل يضيق صدر العنصري قاتل ناهد الزيد طالما لا أمل في القبض عليه لعدم الجدية!!.

إيطاليا خرجت معضوضة بأسنان سواريز الذي اتهمته بريطانيا بالعنصرية!!، (الله أكبر.. الآن تعرفون العنصري)، عموماً ليتنا متأهلين لكأس العالم ولو عضنا سواريز!!، لكن كيف لنا أن نتأهل ولجنة المسابقات (جالسة تعضض في بطل الدوري) الذي سيمد المنتخب بأكثر العناصر الجديدة مع الوصيف والثالث وبقية الأربعة الكبار طبعاً، إذا كنا نريد أن يمثلنا الأفضل!!.

أعتقد أننا بهكذا عقليات سنبقى نقول (يا بخت من عضه سواريز) لأن المثل يقول (عضة سواريز ولا عضة لجنة المسابقات)، أما أنا فأقول عضة فواتير الاتصالات والكهرباء والمستشفيات الخاصة والمدارس الأهلية والإيجارات أكثر ألماً!!.

عدوى هروب الأطباء تصيب المديرين!!

صورة أخرى خطيرة من صور استهتار بعض أطباء المستشفيات الحكومية بعملهم الحكومي بدأت تبرز لتثبت أن التمادي في هذا السلوك وصل أعلى مستوياته، سنتناول هذه الصورة اليوم أملاً في وقف هذه الممارسة ونتائجها الفضائحية.

النتائج الوخيمة لترك الأطباء مواقع عملهم في المستشفيات الحكومية للعمل في عيادات غير مشروعة في المستشفيات الخاصة والأهلية تحدثنا عنها في مناسبات مختلفة وقلنا إنها سلوك يشوه صفاء ونقاء وإنسانية هذه المهنة وأكثر من يسوؤه هذا السلوك المشين الطبيب النزيه المخلص الحريص على شرف وأخلاقيات المهنة، ودعك ممن يدافع عن هذا النوع من الفساد المهني فما هو إلا مستفيد ممارس لأقبح أشكال التنكر لما صرف على تعليمه وتربيته.

من تلك النتائج الخطيرة ترك مرضى أجريت لهم عمليات أو تدخلات طبية في المستشفى الحكومي دون متابعة الاستشاري وترك طلبة طب ومتدربين دون توجيه الأستاذ الغائب ودون الاستفادة من الاستشاري الذي هو رئيس الفريق، وإجراء عمليات وتدخلات طبية لمريض المستشفى الخاص بتكلفة عالية ودون متابعة أيضاً لأن الطبيب لم يتفرغ لا لهذا ولا ذاك!!.

الوجه الجديد هو هروب مديرين مكلفين في المستشفى الحكومي بمهام إدارية وطبية كبيرة تتطلب تواجداً مستمراً وتعاملاً يومياً مع ملفات إدارية طبية إلى جانب ملفات المرضى في العيادة الواحدة الأسبوعية!!، فلا يحدث لا القيام بالمهام الإدارية ولا الطبية ولا القدوة الحسنة.

قلنا إن على من يريد العمل في القطاع الخاص أن ينتقل لذلك القطاع ويستفيد من مميزاته وعلى المستشفى الخاص أن يدفع للطبيب الذي يريده راتباً يغريه. أما أن تدفع الدولة الراتب ويحصل المستشفى الخاص والطبيب على العسيلة فهذا ظلم للمريض الحكومي ومريض المستشفى الخاص وإهدار للمال العام أصبح يضاف إليه إهمال المنصب الإداري ومهامه ومسؤولياته!!.

ملفات ما بعد كورونا يا وزير الصحة

المعتاد عالمياً أن يمنح النقاد ومجالس المحاسبة ١٢٠ يوماً للمعين الجديد ليعلن خططه وتتضح الصورة حول برنامجه وخطواته المستقبلية، وفي الولايات المتحدة الأمريكية تمنح مهلة المائة وعشرين يوماً للرئيس المنتخب لكي يبدأ فعلياً في تنفيذ ما وعد به.

الحق يقال إن وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه بدأ إنجازاته كوزير مكلف للصحة قبل مضي ثلاثين يوماً على تعيينه، ربما لأن ملفات القصور أو الميلان في الشأن الصحي كانت واضحة ولا تحتاج إلا لجدية وحياد وشفافية لمعالجتها وتعديل ميلها، خاصة الملف الأهم وهو (كورونا).

وعلى كل حال فإنه لا يحق لنا انتقاد عمل وزير الصحة حالياً في الملفات الأخرى قبل مضي عام كامل فبالنسبة لطبيعة بيروقراطية العمل لدينا وحجم التركة الثقيلة لا يمكن علاج القصور خلال أقل من عام أو يزيد في بعض الملفات الشائكة التي ستواجه مقاومة أصحاب المصالح المالية خاصة الأطباء التجار وشركائهم.

دورنا حالياً هو تذكير معالي الوزير بالملفات الهامة التي يجب أن تتصدى لها وزارة الصحة بالاستعانة بمتخصصين في الإدارة، وطيف أشمل من الفنيين في المجال الصحي يمثل فيه كل أعضاء الفريق الصحي مثل الممرضين والصيادلة وفنيي المختبرات والأشعة والتخدير والتغذية وغيرهم بالإضافة للأطباء الذين كانوا يستفردون بالقرار نيابة عن كل الفريق!!.

من أهم الملفات إيواء المرضى النفسيين وعلاجهم وتوفير أدويتهم ومتابعة حصولهم عليها بيسر، وأن ننقذ المجتمع من تسيبهم وإيذائهم للناس وأنفسهم، وملف تكلفة العلاج في المستشفيات الخاصة على حساب الوزارة ففيه مبالغة وتنفيع، وملف الشراء الموحد الذي عطل عنوة، وملف التموين الطبي وتدخله وسطوته التي تفتقر للمهنية والرأي السديد وصفاء النوايا وتدخله في مواد وأدوات لها خبراء ومتخصصون كالكواشف المخبرية التي تسببت في كوارث تلوث الدم!!، وملف تبعية الإدارة الهندسية الذي يتجاهل هذا التخصص الهام وأدت لفشل مشاريع مستشفيات جديدة فضحتها الأمطار والتسربات، وملف هروب الأطباء من الدوام الحكومي للمستشفيات الخاصة وهو الملف الذي أعيا كل القرارات والأنظمة.

بقية الملفات تحتاج إلى مقالات تطول.

ابتعثوا للأقل عنصرية

تقرير مهني مفصل نقله مراسل عكاظ في لندن حسن النجراني، بمشاركة عبدالعزيز المشيطي مراسلها في القريات حول اغتيال المبتعثة السعودية إلى لندن ناهد المانع الزيد تغمدها الله بواسع رحمته، ونقل التقرير عن شرطة كوليشستر البريطانية، وتحليلات وسائل الإعلام الإنجليزية مثل الغارديان وبي بي سي أن دافع الجريمة النكراء يعود إلى أسباب عنصرية ودينية لكون الضحية مسلمة، وكانت ترتدي حجاباً كاملاً وعباءة إسلامية!!.

بريطانيا من أقدم الدول التي ابتعث لها طلاب سعوديون للدراسة، وهي من أقدم وأكثر الدول التي يتوافد إليها آلاف السياح السعوديون صيفاً وحتى شتاءً، وهي تستقبل مئات السعوديين من طلاب دراسة اللغة الإنجليزية على حسابهم الخاص في العطل الصيفية.

تلك العوامل قد تبدو للوهلة الأولى في صالح استمرار الابتعاث إلى بريطانيا وتشير إلى أن حادثة قتل ناهد المانع ماهي إلا حالة نادرة مقارنة بمن سلم من الأعداد الكبيرة من المبتعثين والسياح على مدى سنوات!!، لكن هذا ليس صحيحاً ولا مقبولاً، فتلك الأعداد الكبيرة والسنوات الطويلة خلفت على ما يبدو تراكمات عنصرية، وعداء لم تكن ناهد ضحيته الأولى، لكنها الأشهر، لسببين هامين: الأول الانفتاح الإعلامي، وسرعة النقل بفضل الإعلام الحديث، ومواقع التواصل والتفاعل الاجتماعي، والثاني أنها ضمن من توفي على الفور بينما غيرها كثير تعرضوا للضرب وجرحوا على أيدي عنصريين وتمييزيين دينياً وشباب أشقياء كارهين وحاقدين لكنهم سلموا أو ماتوا قبل الإعلام الحديث.

الأمر ليس جديداً وطول أمد وعدد الابتعاث والسياحة ولد (استخفافاً) واستهدافاً للعنصر الخليجي والمسلم تحديداً، وشخصياً كنت ألحظ ذلك في سنوات دراسة اللغة منذ حوالى ثلاثين سنة، فكنا نستفز في محطات القطار الأرضي، والأماكن العامة والشوارع، ومنا من تعرض للضرب، لكن السنوات الأخيرة شهدت تزايداً في المعدلات، وتطور الأمر لأكثر من مجرد استفزاز وعنف إلى قتل صغار ومراهقين ونساء.

الواقع يقول إن بريطانيا تعاني من مجموعات ومنظمات عنصرية تستهدف الأجانب لأسباب دينية أو عنصرية أو لشعور بالمنافسة، ومن ينكر ذلك ربما لا يعلم أو نسي حوادث تكسير وحرق دكاكين ومطاعم الهنود والباكستانيين في مقاطعة يوركشاير بالوسط الشمالي لإنجلترا، وحوادث العنف والضرب اليومية لكل ما هو عربي أو آسيوي.

لذا فقد آن الآوان للتفكير في إعادة بلورة الابتعاث، بحيث يكون لدول أخرى لم يشتهر عنها تلك الممارسات، ولم تتخذ منا موقفاً سلبياً عدائياً، مثل أستراليا وكندا واليابان.

قالوا وقلنا — «تيفو» النصر استفز لجنة المسابقات

**  قال أوباما: القمر ليس مصنوعاً من الجبن!!.

*  قلنا: ولن نسمح لك أن تصنع من العراق كعكة مقسمة!!.

**

**  قالت (الرياض): كأس العالم تؤثر سلباً في إنتاجية الموظفين بسبب التغيب وقلة النوم.

*  قلنا: هذا ومنتخبنا لم يشارك!!.

**

**  قال حارس الأوروغواي: أسراب من النمل تسللت إلى فراشي وأنا نائم.

*  قلنا: (ليت ربعنا متأهلين لو يتسلل لفراشهم أسراب قعاسي).

**

** قالت (مكة): التأمين الصحي يتسع للمقيمين ويضيق على السعوديين!!.

* قلنا: لقد ضيقتم واسعاً.

**

**  قالت (عكاظ): إلزام المحامين بالترافع مجاناً عن محدودي الدخل واللائحة تصدر قريباً.

*  قلنا: سينطبق عليهم مثل (مغصوب أو قليل عرقة).

**

**  قالت (عكاظ): الشؤون الاجتماعية تدرس خصخصة رعاية المعوقين.

*  قلنا: الخصخصة بدأتها المياه لأنها حيلة العاجز!!.

**

**  قالت لجنة حقوق الإنسان: نتابع تطبيق قرار منع العمل في الشمس بحرص شديد.

* قلنا: والنساء اللاتي يبعن المناديل على الرصيف عز الظهر لماذا لا تتابعون إجبارهن بحرص؟!.

**

** قالت (الرياض): نصف النساء يكذبن بشأن السعر الحقيقي لأحذيتهن!!.

* قلنا: (أصدق من ضيوف البرامج الرياضية الذين يشخصون بساعات تقليد!!).

**

** قال وكيل الزراعة لـ(عكاظ): أسعار الأغنام يحددها العرض والطلب ولا نتدخل فيها!!.

*  قلنا: (أنتم تتدخلون في ماذا بالضبط؟! غير رح اشتر!!).

**

** قالت (عكاظ الأسبوعية): السفارة الفلبينية تخصص موقعاً إلكترونياً لشكاوى العمالة!!.

* قلنا: (وشكوى الكفيل من العمالة ليس لها موقع من الإعراب عند ربعنا!!).

**

** قال النصراويون: لجنة المسابقات تتعمد جدولة مباريات النصر يوم السبت لعرقلة حضور الجماهير!!.

* قلنا: وإذا استمر إبهار(التيفو) سيخاطبون المدارس والجامعات لجدولة الامتحانات أيام الأحد!!.

دوائر يتيمة وأخرى يديرها جاهل!!

الدوائر اليتيمة هي تلك التي ينشغل عنها المدير فلا يعيرها الوقت ولا الاهتمام وينشغل فقط بمصالحه الشخصية أو يديرها عن بعد وبأقل قدر من الاكتراث ظناً منه أن الأمور تسير على ما يرام، بينما الواقع أن المؤسسة كونها تتكون من مجموعة من البشر فإنها تستشعر غياب القائد الإداري مثلما يستشعر المنزل غياب رب البيت فيضيع فيها القرار ويستبد الموظف الفاسد ويستغل غياب المسؤول بمخالفة الأنظمة التي يجيد مخالفتها بحكم توفر الخبرة واستغلال غياب الرقيب والقائد، بينما الموظف الصالح يلتزم بأخلاقيات العمل ويحترم سيادة القائد الإداري الغائب وينتظر تواجده لينهي الإجراءات بشكل نظامي صحيح، فإذا طال الغياب تعطلت المصالح وتحركت المفاسد وتحولت المؤسسة إلى مؤسسة يتيمة ينخرها الفساد!!.

أما الدوائر التي يديرها جاهل فهي تلك التي يتواجد قائدها الإداري لكنه لا يملك أدنى مقومات الإدارة ولا يجيدها فوجوده كعدمه، لأنه موجود لكن قدراته الإدارية لا تتواجد، فيتخبط في الإدارة بما يضر بالمؤسسة ويحبط العاملين فيها.

الخطورة من النوعين لا تكمن فقط في تدهور مؤسسات قائمة وهامة، بل في عدم إلمام المدير الغائب أو ذلك غير المؤهل إدارياً بمشاريع هامة وحساسة تقع ضمن المؤسسة التي يديرها وعدم الإلمام هذا بأهداف تلك المشاريع والبرامج الهامة التي صرف عليها الكثير يجعله يسيء تقدير أهميتها ويعيقها بدون قصد، وبالتالي يهدر جهوداً وأموالاً وطموحات وطنية كبيرة.

السؤال الهام جداً هنا هو لماذا لا نستفيد من نجاح القطاع الخاص في استغلال الكوادر بوضع الرجل المناسب المؤهل في المكان المناسب والصرف عليه بإغداق رغم حرص القطاع الخاص على التوفير، فهي تجربة موجودة وناجحة وتستفيد من الكوادر السعودية ولكن بحسن اختيار، بينما يصر القطاع الحكومي على المجاملة وإهمال أهمية تأهيل وتفرغ القائد الإداري والتعامل مع المنصب وكأن (البلد ما فيه إلا هالولد).

حليمة حمامات المطار عادت

الحلول التي لا تقوم على أساس جذري لا تدوم، كنا كتبنا كثيراً عن دورات المياه في مطار الملك خالد الدولي بالرياض وحالتها السيئة التي تنسجم مع حالة دورات المياه في جميع المواقع لدينا سواء الحكومية أو التجارية وهي حال لا تسر ولا تدل على أدنى اهتمام بهذه الحاجة الإنسانية.

بعد كثير من الشكاوى والملاحظات على الوضع السيئ لدورات المياه في مطار الملك خالد الدولي سواءً في صالات المغادرة أو القدوم المحلية أو الدولية طرأ تحسن طفيف على وضع دورات المياه، إذ يبدو أن تجاوباً أو تفاعلاً من مسؤول أو مدير المطار تم نحو تلك الشكاوى، ولكن كالعادة اجتهاد شخصي وتحرك شخصي غير قائم على أساس يحل هذه المشكلة جذرياً أو يعالجها بطريقة مهنية، مثل سائر العالم، إذ يبدو أن حلولنا وتفاعلاتنا لا تعدو تفاعلات اجتهادية لا تقوم على خطط ودراسات مثل قول مدرب كرة قدم (شدوا حيلكم يا عيال) لأنه لا يملك خطة مدروسة مثل سائر المدربين المؤهلين، فلم يمض بضعة أشهر على تحسن حالة دورات المياه في مطار الملك خالد الدولي حتى عادت إلى وضعها السيئ الذي لا يليق بالاستخدام الآدمي ولا يليق بهذا الصرح ولا يليق بالمدينة ولا بالوطن.

أعتقد أن إحدى مشاكل عدم الاهتمام بدورات المياه العامة عندنا هو أن المسؤول لديه دورة مياه خاصة على أعلى طراز ومزودة بأحدث ما توصلت إليه التقنية في هذه الحاجة الانسانية فلا يحتاج إلى استخدام دورات المياه العامة، كما أنهم أي المسؤولين لديهم دورات مياه في منازلهم تستخدم التكنولوجيا اليابانية الآلية ومرصعة بالعاج الممزوج بالذهب لتكون أقرب للصالون أو المزار، ولذلك فإنهم لا يحتاجون لدورات المياه العامة في الدوائر الحكومية والأماكن العامة والأسواق والمطارات والمساجد، ولذلك فإن هذه الدورات تبقى مشكلة دائمة مستعصية تتحسن أسبوعاً وتسوء طيلة العام.