اليوم: ماي 25, 2014

قيادة المرأة للبيت بدلا من السيارة !!

كانت وما زالت الحجة الوحيدة للرجال الذين أنابوا أنفسهم للمطالبة بقيادة المرأة للسيارة نيابة عن كل النساء، تعتمد على الاستغناء عن سائق الأسرة، وبدلاً من أن تركب المرأة مع ذلك الرجل الغريب تتولى قيادة السيارة بنفسها والتنقل بمفردها أو تتولى دور السائق لنفسها وأطفالها وبناتها وأبنائها ممن هم تحت سن القيادة!!.

دعك من منطقية هذا الإحلال أو ذلك الحل وإمكانية تطبيقه وتوفر الأرضية والظروف المناسبة لقيادة المرأة للسيارة، بل دعك من رغبة النساء أنفسهن في تولي هذه المهمة !!، ودعك من قدرة غالبية النساء على أداء هذا الدور أو تعلم القيادة بسرعة والقيادة بأمن وأمان في ظل الظروف الحالية أو خلال ٥٠ سنة !!، دعك من كل هذه الأمور، فهي لم ولن تعني من أنابوا أنفسهم عن المرأة في المطالبة، فهم يريدونها أن تقود السيارة وكفى.

الأمر الذي أريدك أن تركز عليه هو سبب الرغبة في الاستغناء عن السائق ومقارنته بدواعي الحاجة الماسة للاستغناء عن الخادمة بعد توالي الحوادث شبه اليومية لجرائم قتل الخادمات للأطفال والزوجات وتهديد أمن الأسرة، والتي كان أحدثها (ولن يكون الأخير) تقطيع عبدالله بأيادي خادمتين لمجرد أن إحداهما فاتتها الطائرة، والنية لقتل كافة الأسرة، كما أشارت مصادر «عكاظ» أمس، وفي نفس اليوم حرق خادمة لأفراد أسرة بالزيت، ولا نريد أن نقلب مواجع من قتل أطفالهم بالنحر أو السم أو الحرق أو الإغراق أو الغمس في ماء مغلي!.

أيهما أكثر ضرورة، قياساً بتكرار الحوادث وحجم الخسائر، أن تحل المرأة بدل السائق، أم أن تحل بدلاً عن العاملة المنزلية والمربية ؟!، فتوفق بين خروجها للعمل وقيادة شؤون بيتها والاستغناء عن القاتل المتوقع لأحد أو كل أسرتها.

أجزم ويؤكد كل محلل نفسي أن أية أسرة تعرضت لجريمة خادمة لن تجرؤ على إدخال خادمة أخرى لمنزلها، بل ربما انسحب الخوف والرعب من التجربة على الأقارب والجيران ممن شاهدوا الحادث أو عايشوا آثاره عن قرب.

ومع ذلك لم نجد، لا في الشورى ولا الإعلام، من يصر على المطالبة بتوفير بدائل آمنة ولو مكلفة على الدولة والأسرة للمربيات والعاملات المنزليات؛ كتوفير حضانة لأطفال المرأة العاملة في كل حي وحارة وموقع عمل، وتوفير عمالة بأجر الساعة (مفحوصة نفسيا) وحقوقها محمية ومكفولة نظاما بما يلغي مسببات ودواعي الانتقام!!.

الفرق بين الدعوة لقيادة المرأة للسيارة وعدم الدعوة لعودتها لقيادة المنزل يكمن في عبارة (الغاية تبرر الوسيلة).

قالوا وقلنا

**  قالت دراسة بريطانية: جلوس زوجتك بجوارك أثناء القيادة يضاعف الضغط العصبي.

*  قلنا: (صاحبة الدراسة شغالة تبي تركب قدام).

**

**  قالت(الجزيرة):وزارة التربية (تعلق) نتائج الطلاب العابثين بكتبهم.

*  قلنا: ونحن (نعلق) الآمال على أساليب تربوية أفضل.

**

**  قالت(ي ب ا): أوباما يتسبب في إلغاء حفل زواج بريطاني!!.

*  قلنا: حتى الدخول على الزوجة يمكن يوصله (الفيتو)!!.

**

**  قالت (مكة): ٢٠٠ مكتب سياحي تحتال على السعوديين.

*  قلنا: و ٢٠٠٠ مكتب استقدام تحتال عليهم أيضا!!.

**

**  قال مستثمرون في تجارة الإبل: أسعار الإبل انخفضت إلى النصف.

*  قلنا:(تكفون يا وزارة الصحة.. طلعوا لنا بحث أن الأراضي تسبب كورونا).

**

**  قالت (رويترز): بيع ألماسة (صفراء) مقابل ١٦ مليون دولار في مزاد في جنيف.

*  قلنا: (سيخرج إعلامي رياضي جاهل ويقول النصر مختطفينها!!).

**

**  قالت (الرياض): أفعى في جهاز إصدار تذاكر المواقف.

*  قلنا: (أتوقع أنها في مواقف مطار الملك عبدالعزيز في جدة!!).

**

**  قالت(عكاظ): الهيئة تطبق جهاز كشف الكحول عن طريق النفخ في جهاز إلكتروني.

*  قلنا: تطبيق رائع، لكنه جاء في وقت ينطبق على الهيئة مثل (قال انفخ يا شريم قال ما من برطم!!).

**

**  قال عنوان (عكاظ): ( لجنة بن معمر) تسقط اتحاد القدم!!.

*  قلنا: تذكرت زمن الطفولة الجميل، زمن يا ألعب يا أخرب.

**

**  قالت (الجزيرة): طالب طيران مدني سعودي يبهر الأمريكان.

*  قلنا: الشباب السعودي أبهر العالم أجمع إلا (ربيعنا) لا يبهرهم إلا أجنبي!!.

«براغي» كرسي المنصب

سألني مذيع برنامج (تمكين) عبدالعزيز المحيسن على إذاعة (يو إف إم): لماذا كتبت ما كتبت في اليومين الماضيين في (الشباب السعودي متطوعون ومطاوعة)، فقلت: لأنني أشعر فعلا أن فئة الشباب التي تشكل نسبة تفوق 65% من السكان مظلومة إعلاميا ومؤسساتيا.

الإعلام لا ينقل إلا الصورة السوداء النادرة عن قلة من شباب وشابات (الكيك)، أو قلة من المشاغبين في احتفالات اليوم الوطني، أو ندرة ممن يفحطون!!.

الغالبية العظمى من الشباب والشابات مواطنون جادون مثابرون مجتهدون لا يحتاجون إلا إلى إعلام ومؤسسات تواكب الواقع وتنصفهم بناء على ما قدموا.

من كان يتوقع أن آلاف الفتيات السعوديات ينهضن قبل صلاة الفجر، وتستقل كل أربع أو خمس منهن حافلة نقل مهترئة لتسافر مئات الكيلومترات (قد تزيد على 400 كم) يوميا لتعمل معلمة، وهي ترى ضحايا الحوادث من زميلاتها يتوفين بشكل يومي أو يتعرضن لإصابات وإعاقة.

من كان يصدق أن الشاب السعودي يعمل سايس خيل كما يحدث عندنا في مركز إنتاج الأمصال بالحرس الوطني، أو عاملا في مطعم، أو حمال أسية في شركة.

الشاب السعودي والشابة السعودية يتعرضون لحالتين:

مسؤولون لا يريدون أن يغيروا الصورة النمطية التي تشكلت في أذهانهم منذ زمن الطفرة، وإعلام لا يرى ولا يسمع إلا مقاطع (الكيك) والمشاهد المنفرة الشاذة عن طبيعة الشاب السعودي.

الأمر الثاني هو أن الوزير أو المحافظ أو عضو مجلس الشورى عندما يكون شابا قبل تولي المنصب يتحدث بإيجابية عن الشاب والشابة السعوديين، لكنه بمجرد تولي المنصب يتنكر لهما ويقلل من شأنهما، وهذا أمر تفسيره يصعب إلا من محلل نفسي يحل (براغي) كرسي المنصب ومساميره ويدرس حالته.