الشهر: أفريل 2015

وزير الصحة القادم

لم يأل الوطن جهدا في عمل كل ما من شأنه محاولة توفير رعاية صحية متقدمة وشاملة، ولكن المشكلة الكبرى كانت تكمن في عقدة قديمة رسخت أن وزارة الصحة هي مقبرة الوزراء دون تشخيص السبب، بل بسبب وهم واعتقاد خاطئ مفاده أن هذه الوزارة تستعصي على من يوكل إليه أمرها!!، والحقيقة أن وزارة الصحة لا ذنب لها في الأمر، بل ظلمت بهذه التهمة، ومن حق الوطن علينا أن نقدم عصارة تجربة معايشة لهذه الخدمة لأكثر من ثلاثين عاما ربما تساعد في تشخيص علتها.

وزارة الصحة تكاد تكون الوزارة الوحيدة التي تتكون من خليط متنوع من المهنيين والمتخصصين، ففيها المهندس والقانوني والمحاسب والمالي والطبيب والصيدلي والإداري والممرض والكيميائي وأخصائي المختبر والأشعة والتغذية والخدمة الاجتماعية، وسم ما شئت من التخصصات وستجدهم يعملون بها، ومع ذلك فإن جل من أوكل إليه إدارتها هم من الأطباء، وهؤلاء ليس من ضمن تعليمهم مقرر واحد من علم الإدارة، فكيف لهم إدارة هذا الكم الهائل المتنوع من البشر؟!.

وزارة الصحة، وبكل بساطة، تحتاج إلى إداري متخصص خبير ناجح في حياته الإدارية ولديه روح وملكة القيادة والقدرة على اتخاذ القرار؛ لأن المختص الإداري يستطيع أن يتخذ قرارا عادلا لا يتأثر بالتحيز لمهنة الطب ولا بروح النقابة لا نحو المهنة ولا الممتهن، إنما يدير المنشأة بروح الفريق الشامل المتكامل وبإنصاف يعتمد على حقيقة أن الرعاية الصحية هي عمل تكاملي لفريق لا يمكن أن يغني أحد أعضائه عن الآخر، ولا أن يكون أحدهم أهم أو أقل خطورة من الآخر!!.

وزارة الصحة ــ باختصار ــ تحتاج عاجلا لأحد القادة الإداريين الذين حققوا نجاحا في إدارة شركات أو مؤسسات كبرى؛ مثل سابك أو أرامكو أو الجبيل وينبع أو مؤسسة التأمينات الاجتماعية، مع منحه صلاحيات واسعة للتخلص من النواب والوكلاء الذين فشلوا في مراحل عمر الوزارة السابقة، فمن أهم مشاكل وزارة الصحة كثرة تراكم وتكدس نواب ووكلاء قدامى يستنزفون مالا ويشكلون إحباطا وعوائق لكل جديد ناشط قادم ليعمل!!، وليس أخطر على أي وزارة أو مؤسسة من تراكم تركة قديمة خبيرة في التعطيل وتثبيط الهمم.


وجه المخلوع احترق و «فيوز قلبه محروقة»

* قالوا: مجلس الأمن يعتمد مشروع القرار بشأن اليمن تحت الفصل السابع في نصر دبلوماسي للسعودية.

** قلنا: الحزم أبو العزم أبو اللزم أبو الظفرات، والقوة أم الانتصارات.

**

* قالوا: المخلوع علي صالح يعرض الرحيل مقابل عدم ملاحقته هو وأفراد أسرته!.

** قلنا: الترك أبو (الفرك) أبو الحسرات!، وهل يدرك من قاتلوا معه أنه تركهم ولم يكترث بهم إطلاقا؟!.

**

* قال أحمد نجل المخلوع علي صالح لأتباعه إحرقوا عدن!!.

** قلنا: بمناسبة الحرق، أيهما احترق أولا وجه الوالد أم وطنيته؟!، يداه أم عروبته؟! يبدو أن (فيوز القلب محروقة!!).

**

* قالوا: امرأة تتهكم في تغريداتها ثم ترسل رسالة تهكم لوزير التعليم وتعاتبه لتطنيشها!!.

** قلنا: حتى مديرية الزراعة لن ترد عليها!!.

**

* قال مطار الرياض: سنتخذ مزيدا من التدابير لتلافي حادثة فيديو رمي الحقائب.

** قلنا: ستمنعون التصوير مثلا؟!.

**

* قالت الكهرباء: الأرصدة الدائنة حق لمستفيدي الضمان الاجتماعي.

** قلنا: ( دائنة .. أكيد حق!! وش ناوين أنتم؟!)

**

* قالوا: اختصاصي عيون يحذر من تغيير لون العينين في الخارج بسبب الاستغلال المادي!!.

** قلنا: (إللي يسمعك يقول في الداخل تغيرونها مجانا ولا تورونهم العين الحمراء!!.

**

* قال مدير صحة الرياض: لدينا 500 عيادة أسنان وسنتجاوز الألف!!.

** قلنا: يمكن ألف يوم للموعد!!.

**

* قالوا: لا تسجيل لأي لاعب محترف لا يحمل شهادة المرحلة الثانوية!!.

** قلنا: أصبح بين اللاعب والملايين شهادة فراقبوا الحصول عليها!!..


سر قوة سلمان

كل الأسلحة والقوات الأرضية والجوية لا تكفي لاتخاذ قرار حازم ما لم يتوفر ما هو أقوى من الثقة بالغطاء الجوي، وهو الثقة بالغطاء السماوي المستمد من إيمان قاطع وقوي بوعد الله بالنصر والأمن لمن آمن بالله وأخلص نيته بدحر الظلم والانتصار للدين في كل شؤون حياته وحكمه وقراراته.
سلمان بن عبدالعزيز شأنه شأن كل مواطن عاش في هذا البلد الأمين تربى على أن شرع الله هو المرجع وهو الدستور وتعلمه هو العلم وحفظ كتابه هو الحافظ.
سلمان بن عبدالعزيز وهو يقرر انطلاق عاصفة الحزم كان يستحضر قوله تعالى (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)، وهو يستحضر جيدا الطمأنينة التامة المبنية على سمو الهدف وهو نصرة دين الله وحماية الحرمين الشريفين اللذين تشرف بأن يكون لهما خادما.
الموروث العلمي الشرعي لدى خادم الحرمين الشريفين وسعة اطلاعه وقوة إيمانه جعلته يستحضر معنى لفظ (الأمنة)، وهو اللفظ القريب في معناه من الأمن ولكنه يطلق وينطبق عندما يقع الخوف ويحضر القلق في حالة الحروب والحصار فينزل الله على المسلمين الأمن ويسمى أمنة (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام).
الأمنة هي السر الحقيقي خلف قوة وسرعة وحزم قرار سلمان بإطلاق (عاصفة الحزم)، وبالمناسبة أود التذكير بأن أقوى دول العالم جيوشا وعدة وعتاد، بل أي من إحدى القوتين العظميين في مفهوم قوة السلاح، لا ولم تتخذ قرارا مشابها بنفس السرعة والحزم في حالات مماثلة رغم ضعف الخصم!!؛ لأنه وإن توفر لديها التقنية والسلاح، فإنها تفتقد لأهم عنصرين، الإيمان وسمو الهدف.
بقي أن نقول إن الميزة التي لا تقل أهمية هي أن أدوات سلمان (جنوده) لديهم نفس عنصري القوة الحقيقية الإيمان وسمو الهدف، ولذا فإن الواحد منهم يصعد الطائرة وهو يقفز درجات السلم ليختصر المسافة فلا يحمل غما بل (أمنة).
كل قرارات الملك سلمان بن عبدالعزيز السريعة والمتأنية كان هدفها الأول حماية حوزة الدين (ونعم الهدف)، ولك أن تسترجع الأمثلة.