اليوم: 9 أغسطس، 2015

قاوموهم بالأبتر و(باتريوت) البشر

إن كنتم تخاطبون المنتحر الهالك فإنه قد مات، وإن كنتم تخاطبون القاتل القادم المقبل على انتحار وهلاك فإن ضميره قد قتل، وأحاسيسه قد أهلكت وفي آذانه وقر وران على قلبه وأقفل!.
علينا أن نتخاطب كيف نحمي وطننا منهم؟!، وكيف يؤدي كل منا دوره لإفشال مخططاتهم ومنع وقوع جرائمهم كل في موقعه وكل بالطريقة التي تستوجبها الحيطة والحذر.
علينا أن نفترض أن ذلك الانتحاري جماد موجه لا بشر وجيه (وهو كذلك مفرغ من كل إحساس)، علينا أن نتعامل معه كصاروخ (سكود) بشري أرسل لينفجر في موقع محدد فنحمي ذلك الموقع منه لينفجر قبل وصوله!، وهل قاومنا (سكود) بأفضل من نصب بطاريات (باتريوت)؟!.
علينا أن نصرح ونغرد ونتحاور فيما هو مفيد للحماية من وصول هذه الأجساد المفخخة مسلوبة الإرادة والمشاعر والشعور إلى المواقع المستهدفة عبر نصب بوابات أمنية إلكترونية متوفرة ورخيصة (مقارنة بثمن الروح البشرية الواحدة الطاهرة)، وعبر توعية الصغير والكبير، المتعلم والأمي، المدني والعسكري، بثقافة الحس الأمني والشك الإيجابي والتبليغ السريع والتصرف الأسلم.
ما بالنا نضيع الوقت والأرواح باللطم والنواح في تويتر وغيره على من راح ولا نحتاط لما هو آتٍ؟!، وإلى متى؟!.
ما بال تصريحاتنا تركز على أن قتل النفس التي حرم الله قتلها جريمة وكأن في الأمر شكا؟! وقد صرح بها قرآن كريم منزل وفي أكثر من آية وليست موضع خلاف؟! وما بالنا نركز على أن قتل الركع السجود أبشع صور الغيلة وكأن أحدا يجهل ذلك؟!.
من عسانا نخاطب؟! ومن نوجه؟! ومن ننصح؟! ومن نتوعد ونهدد بعظم الذنب؟! إن كنتم تعتبرونهم مسلمين (والمعاذ بالله)، فلستم أبلغ من خطاب وتوجيه ونصح ووعيد وتهديد القرآن!، وإن كنتم تعتبرونهم أعداء لله ورسوله (وهم كذلك) فاحذروهم ولا تحذروهم.
إن مخاطبتنا لهم باسم الدين إيحاء شنيع بأنهم من الدين، وهو منهم براء وهم له أعداء، والأدهى والأمر أن يأتي مغفل أو غافل فيتحدث عن مناهج وتدريس وتشدد فيقحم الإسلام فيما نهى عنه الإسلام!، ويمنح هذه الشرذمة الفاسدة، المعادية للإسلام المعدة لتشويهه من قبل مخابرات أعدائه، فرصة العمر للوصول لهدفها وهو تشويه الإسلام وإحراج المسلمين.