اليوم: 16 أغسطس، 2015

ما كان لنا عليكن من سلطان

انتظرت عنوة، ومر أسبوعان على خبر نشرته صحيفة الوطن حول إجبار الفتيات العاملات في محلات العطور والزينة والمستلزمات النسائية على تحميل البضائع والقيام بأعمال النظافة، ورغم مرور هذه المدة الطويلة لم يتطرق أحد من مؤيدي عمل المرأة في تلك المتاجر لمعاناتهن!، ليس هذا فحسب، بل أن الوسم (الهاشتاق) الذي عمل حول هذا الخبر لم يهب للمشاركة فيه أي ممن كان (يصرخ) في القنوات مؤيدا عمل الفتيات في بيع المستلزمات النسائية والمكياج والعطور!!.
كأنهم كانوا يريدونهن أن يعملن فيها وحسب، لحاجات في أنفسهم، ليس من بينها حقوقهن أو صالحهن أو عطفا عليهن!، بل كأنهم عندما يرونهن نادمات يواجهن ما كنا نحذر منه من عدم توفر أرضية مناسبة من حيث الاحتياجات الإنسانية كدورات المياه والنقل وتنظيم العمل والحماية القانونية، أو يرونهن يستغلين أسوأ استغلال فيندمن ويتحسرن على واقعهن، سيقولون لهن (ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان).
حذرنا مرارا وتكرارا من أن الاستعجال في توظيف الفتيات في الأسواق ومحلات الملابس والمستلزمات النسائية قبل توفير أرضية أساسية لهذه الخطوة ستؤدي إلى كوارث!، والأرضية الأساسية التي لم توفر بعد تشتمل على توفير الحماية النظامية المفصلة لعقد العمل وتوفير دورات المياه المهيأة لاحتياج فتاة تعمل لساعات طويلة وتوفير أماكن تناول الوجبة الغذائية والقهوة والشاي بستر وراحة وتوفير وسائل نقل جماعية وفي أوقات مختلفة تتناسب مع الدوام وتوفير قنوات سرية للشكوى (أي شكوى من أي شكل من أشكال الممارسات المتوقعة).
ومع كامل الاحترام لتعليق متحدث وزارة العمل تيسير المفرج على الخبر بقوله بعدم تدخل برنامج تأنيث محال الملابس النسائية في مهام العمل وأن على من يطلب منها ما لم تعوض عنه أو خارج نطاق المهام، تقديم شكوى!، ومع كامل الاحترام لتصريح لاحق لناجي الأحمدي مدير التفتيش بمكتب العمل بالمدينة المنورة بأن المكتب سيراقب ويفتش ويحاسب، أقول لماذا تبرأ البرنامج من المهام وهو الذي حدد وخصص طبيعة المحال؟!، وأين مراقبتك وتفتيشك ومحاسبتك قبل أن ينشرن شكواهن خائفات مما سيتعرضن له من قمع التجار ومختفيات بأسماء رمزية لعلمهن أنهن للعقاب أقرب من الحماية؟!.
لقد ذكرت في هذه الصحيفة المباركة تحت عنوان (دسوقي مدير بائعة العطور) الذي تحرش بالبائعة، وما تبعه من مقالات، أن مكاتب العمل مخترقة من قبل أصحاب المحلات وأن الشكوى يعلم بها التاجر قبل مدير المكتب ولا يبت فيها المكتب وهذا ما يخشينه.