استشهاد اللواء مكسب لنا وخسارة لهم

عندما استشهد العميد عودة بن معوض البلوي قائد سلاح الحدود في منطقة الحدود الشمالية عند مباشرته في ساعات الفجر الأولى لمتسلل إرهابي فجر نفسه بحزام ناسف كتبت بأن ما يميز الموظف العسكري عن الموظف المدني هو أن العسكري مهما علا مركزه أو ارتفعت رتبته فإنه يتواجد في مكان عمله بل في ساعات مبكرة وفي الخطوط الأمامية دائما، وهذا يتوجب علينا أن نقف إجلالا واحتراما لهذه الفئة من الموظفين ونتخذهم قدوة ونميزهم بمثل تميزهم.
منذ يومين استشهد اللواء الركن عبدالرحمن بن سعد الشهراني قائد اللواء الثامن عشر وهو يقف في مقدمة اللواء الذي يقوده دفاعا عن أرض الوطن ولم يمت قاعدا على مكتب وثير، ولا وهو يقف في مؤخرة الصفوف بل في مقدمتها وفي مرمى النار.
للشهادة في حد ذاتها قيمة عظيمة ومكانة في عليين يتمناها كل مؤمن ويدعو الله أن تتحقق له ولمن يحب ويفرح بها أيما فرحة هو وأقاربه وأبناء وطنه رغم ألم الفراق وخسارة الفقد، لكن ثمة إيجابية عظيمة أخرى لاستشهاد عسكري برتبة لواء تفوق كل خسارة يعتقدها متشائم أو يفرح بها عدو وهي الانعكاس الإيجابي جدا والمشجع على نفسيات أفراد اللواء الذي يقوده وغيرهم من الجنود وضباط الصف والضباط في الألوية الأخرى وكافة القوات في الميدان حاضرا ومستقبلا لتواجده في الصفوف الأمامية ونيله الشهادة وهو في مقدمة الجيش.
عندما يشعر الفرد الأقل رتبة عسكرية أن قائده يسابقه على بذل الروح والفداء فإنه سيزداد بذلا وعطاء وفداء وشجاعة واندفاعا وسيزيد الجيش بأكمله قوة وعزما وسرعة في تحقيق أهدافه، ولذا فإن في استشهاد اللواء الركن عبدالرحمن الشهراني مكسبا عظيما له في الآخرة بتحقيق أمنية ثمينة، ومكسبا لقواتنا في شكل دافع وتشجيع وحماس، وخسارة للعدو ظهرت واضحة وجلية في الوقوف على مشارف صنعاء لتحريرها والقضاء على الخونة.

اترك رد