الاتحاد السعودي لكرة القدم وضع نفسه بنفسه في مشكلة حتى أصبح مهددا بالتجميد، لا يفصل بينه وبين التجميد إلا منطقية شكوى رئيس لجنة مقال وقبولها.
هذه الحالة ذكرت كثيرا من المتابعين والنقاد والمحللين بالمثل الشعبي (يا من شرى له من حلاله علة)، أما أنا فذكرتني بأمرين، أولهما مقولة (وعلى نياتكم ترزقون)، أما الأمر الثاني والأهم وطنيا فهو ضرورة اعتماد الفحص النفسي قبل الترشيح لأي منصب أو وظيفة، وهنا لا أقصد الترشيح لرئاسة لجنة في إتحاد قدم أو يد أو سلة فقط، بل كل منصب حساس تلعب فيه الحالة النفسية للمرشح دورا في تعاطيه مع أمور حساسة بتصرف أو تصريح أو حتى موقف!.
بالمناسبة هذا الأمر كان معمولا به في السابق عن طريق إجراء مقابلة شخصية يجريها عدة أشخاص ويطرحون أسئلة متعددة تكشف إجاباتها عن جانب من شخصية المتقدم أو المرشح، لكنها في هذا الزمن غير كافية، كما يبدو من مفاجآت البعض، لذا فأنا أقترح إخضاع المرشح لفحص نفسي دقيق، وهو أمر معمول به في كثير من الدول المتقدمة، بل إن بعضها ذهب إلى جهاز فحص الكذب وهذا قد نحتاجه في فحص بعض الوعود بالمشاريع والخدمات في الوزارات الخدمية، لكنه ليس ضروريا في رؤساء و أعضاء اللجان.
اتحاد كرة القدم السعودي يعتمد على ترشيحاته في رئاسة وعضوية اللجان على عنصر واحد فقط، هو الميول لناد معين، وهذه نظرة مائلة بل عوراء، لكنها أصبحت واقعا حتى في رعاية الشباب، للأسف، وها هو إتحاد كرة القدم يدفع ثمن اعتماده على الميول.
علينا أن نستفيد من دروس الرياضة في كل مجالاتنا، فلا الولاء وحده يكفي ولا الشهادة وحدها تكفي ولا السيرة الذاتية التي يقدمها المتقدم للوظيفة تكفي، لا بد من الرجوع للجهة التي عمل بها المتقدم والسؤال عن تفاصيل دقيقة، ثم إجراء المقابلة الشخصية بعناية وتدقيق، هذا للوظائف العادية، أما للمواقع الحساسة فيجب إجراء الفحص النفسي!، وإلا فإن براقش ستجني على نفسها كثيرا، خاصة إذا كانت نية براقش مبرقشة بالألوان.