إلا مرضى السرطان يا وزير الصحة

إلا مرضى السرطان يا وزير الصحة ومثلهم مرضى الأمراض العضال أو ما سمي بالأمراض السبعة ومنها، إضافة للسرطان، أمراض الكبد والكلى والقلب وشلل الأطفال والإيدز والتشوهات الخلقية لحديثي الولادة، فإن مملكة الإنسانية لن تقبل أي أفكار تقشفية في أمر علاجهم في الداخل والخارج، فهؤلاء يعالجون لإنقاذ أرواحهم وإحياء نفس من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعا، ومع كامل الاحترام لخطواتك التقشفية وأفكار مستشاريك ومساعديك فإن التوفير لا يجوز بالتقتير على هؤلاء المرضى، لا في الداخل ولا في الخارج فمريض السرطان مثلا لم يذهب للولايات المتحدة الأمريكية للترفيه أو لنفخ شفايف أو تجميل أسنان أو تقوية فحولة!.
وقفنا مع وزير الصحة ونائبه وسنستمر في خطواته في محاربة الفساد في كميات المشتريات غير الضرورية من الأدوية والأجهزة الطبية التي تتم للتنفيع وكتبنا نؤيد قراراته للحد من الشراء وسنكتب، لكن قرار معالي الوزير رقم ٣٠٤٢٢٠٩ وتاريخ ٨/٣/١٤٣٧ والمبلغ للمرضى ولمرافقيهم في الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الملحق الصحي بأمريكا وكندا سليمان الشعيبي والقاضي بتقليص عدد المرافقين للمرضى من اثنين إلى واحد، قرار يجب إعادة النظر فيه وعدم تطبيقه على مرضى السرطان والأمراض السبعة.
يا معالي الوزير إن مريض السرطان، رجلا وامرأة، يعاني من كلٍ من المرض والعلاج، ومن مضاعفات المرض والعلاج معاناة جسدية ونفسية تمس قدراته ووظائف أعضائه ويحتاج إلى أكثر من مرافق داخل وخارج المستشفى ويجب استثناء مرضى السرطان من هذا القرار المستعجل وغير المدروس حتى اقتصاديا، بدليل أن المرافق يصرف له مبلغ ١٦٠ دولارا يوميا سواء كان المريض يعالج في دولة غالية المعيشة أو دولة أرخص، مثلا، يتساوى من يعالج في أمريكا أو الهند (بصرف النظر عن مستوى المعيشة والغلاء).
إن مريضة السرطان التي تتعاطى العلاج الكيميائي لا يمكن مقارنتها بغيرها في حاجتها لأكثر من مرافق من الجنسين، ثم أن قرار الحاجة لمرافق أو أكثر أمر لا يحدده قرار إداري بل يفترض أن تدرس كل حالة على انفراد عن طريق أخصائية اجتماعية سعودية، فأنت تتحدث عن مريض سرطان يعالج في بلد غربة ولمدد طويلة، ومع ذلك فإن التقشف لا ينطبق عليه مطلقا!، بل يستلزم الدراسة المتأنية والتعامل الإنساني، وأمام الوزارة والوزير سبل كثيرة للتوفير داخل الوزارة تبدأ بالبطالة المقنعة وأصحاب الرواتب الفلكية الذين لا تتناسب رواتبهم مع إنتاجيتهم وحالات التكدس الوظيفي والمكاتب الفارهة.
إلا مرضى ومريضات السرطان والأمراض السبعة يا وزير الصحة، فعلى رسلك حفظك الله من كل مكروه.

اترك رد